مسقط (أ ف ب) - بدأ الرئيس الايراني حسن روحاني في مسقط الاربعاء جولة خليجية قصيرة تشمل الكويت، وتأتي في وقت تشهد العلاقات بين طهران ودول الخليج توترات متصاعدة على خلفية المواقف المتناقضة من الملفات الاقليمية وعلى راسها النزاعان السوري واليمني. وقبيل مغادرته طهران، اعلن روحاني بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية الرسمية، انه سيبحث خلال جولته القصيرة "حل سوء الفهم" مع دول الخليج. وقال ان ايران "لا تريد فرض عقائدها الدینیة أو المذهبیة أو السیاسیة على الآخرین (...) ولا بد ان نفكر بالوحدة اكثر من أي وقت آخر ونعمل على سد الفجوة المزیفة التي أوجدتها القوى الكبرى بین السنة الشیعة". وتابع ان "فوبیا إیران وفوبیا الشیعة وفوبیا الجیران كلها من صنیعة الاجانب". واستقبل السلطان قابوس بن سعيد الرئيس الايراني في قصر العلم، قبل ان يعقدا اجتماعا بحثا خلاله "العلاقات الوطيدة التي تربط البلدين والتعاون الثنائي (...) وسبل تعزيزه في مجالات مختلفة"، بحسب وكالة الانباء العمانية. وقالت الوكالة في تقرير ان زيارة روحاني "تتسم بالكثير من الاهمية" كونها تاتي في ظل "تطورات بالغة الاهمية تشهدها المنطقة والعالم". واعتبرت ان الزيارة تفرض "تبادل وجهات النظر والسعي الحثيث الى العمل بكل السبل الممكنة لتعزيز مناخ السلام وفرص التقارب بين دول وشعوب المنطقة والدفع نحو حل مختلف المشكلات بالحوار والطرق السلمية وعبر الالتزام باحترام المصالح المشتركة والمتبادلة ومبادئ حسن الجوار". وتستمر زيارة روحاني الى السلطنة يوما واحدا، ويتوجه بعدها الى الكويت. وتعود آخر زيارة للرئيس الايراني الى عمان الى آذار/مارس 2014، فيما زار السلطان قابوس طهران في آب/اغسطس 2013. وتقيم ايران وسلطنة عمان تقليديا علاقات جيدة. ولعبت عمان خصوصا دور وساطة بين ايران والولايات المتحدة في ملفات عدة خصوصا المفاوضات حول الملف النووي الايراني. وستكون زيارة روحاني الى الكويت الاولى له الى الدولة الخليجية النفطية، فيما قام امير الكويت في حزيران/يونيو 2014 بزيارة الى ايران وصفتها طهران آنذاك ب"التاريخية". والعلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون الخليجي، وعلى راسها المملكة العربية السعودية الخصوم اللدود لايران الشيعية، يشوبها توتر متصاعد. وتختلف الرياض مع منافستها الاقليمية حول العديد من المسائل في المنطقة، فيما العلاقات الدبلوماسية بين البلدين مقطوعة منذ سنة. في اليمن، تدعم طهران المتمردين الحوثيين الشيعة بينما تقود الرياض تحالفا عربيا عسكريا ضد هؤلاء دعما للرئيس المعترف به عبدربه منصور هادي. اما في سوريا، فتقدم ايران مساندة عسكرية وسياسية لنظام الرئيس بشار الاسد، بينما تدعم السعودية ومعها دول الخليج المعارضة. وبينما تتقرب دول الخليج من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، تخوض ايران مع هذه الادارة حربا كلامية منذ توليها السلطة في البيت الابيض الشهر الماضي. © 2017 AFP
مشاركة :