جدة: خلدون غسان سعيد أعلن خبراء في أمن التقنية عن وجود ثغرة أمنية في معايير الترميز (التشفير) لتقنية «إس إس إل» (SSL) شائعة الاستخدام، اسمها نزيف القلب «هارت بليد» (Heart bleed)، تقدم للقراصنة القدرة على الحصول على كميات ضخمة من بيانات المستخدمين من المواقع التي يدخلون إليها. الثغرة هذه ليست موجودة في التطبيقات المستخدمة نفسها، بل في الأجهزة الخادمة التي تسمح للخدمات بالعمل، مثل أجهزة شبكة «فيسبوك» والبريد الإلكتروني المختلف، مثل «جي ميل» و«آوتلوك»، وغيرها. وترمز تقنية «إس إس إل» البيانات بين المستخدم والجهاز الخادم في الإنترنت، لتظهر البيانات وكأنها أرقام وأحرف غريبة وغير مفهومة لمن يحاول التنصت عليها. وللتوضيح أكثر عن الثغرة، فإن الأجهزة الخادمة ترسل «نبضات» في فترات دورية لتتأكد أن الكومبيوتر المتصل بها لا يزال موجودا ولم يغلق متصفحه أو انقطع عنه الاتصال بالإنترنت. وتتكون هذه النبضة من بيانات صغيرة بسيطة مرمزة تطلب تأكيد وجود الاتصال. وبسبب وجود خطأ برمجي في تطبيق تقنية «إس إس إل» لترميز البيانات، اكتشف باحثون من شركة «كودنوميكون» Codenomicon الأمنية إمكانية إرسال رزمة بيانات خبيثة متخفية على أنها حزمة بيانات النبضة المذكورة، لتخدع الجهاز الخادم وتجعله يرسل محتوى ذاكرته. واكتشف الباحثون أن هذه الثغرة موجودة بتقنية «إس إس إل» منذ أكثر من عامين، ولا يمكن تعقب من استخدمها في السابق. ويكمن أثر هذه الثغرة في أن ذاكرة الأجهزة الخادمة تحتوي على الكثير من بيانات المستخدمين، مثل اسم الدخول وكلمة السر والمحتوى الذي رفعوه إلى المواقع المختلفة (مثل صور أو ملف مرفق أو عرض فيديو قصير)، أو حتى أرقام بطاقة الائتمان والرقم السري الخاص بها. إلا أن العنصر الأكثر خطورة هو قدرة القراصنة على قراءة مفتاح الترميز من الذاكرة الذي يسمح لهم بقراءة جميع البيانات المرمزة بكل سهولة، خصوصا إن كان مفتاح الترميز لا يتغير بالنسبة للشركات، وبالتالي السماح للقراصنة بالحصول على البيانات لفترات كبيرة. وعلى الأرجح، فإن الكثير من المستخدمين قد تأثروا بهذه الثغرة بشكل غير مباشر، إذ إن أجهزتهم غير مصابة، ولكن قد تكون بياناتهم الشخصية والمصرفية وتلك الخاصة بالشبكات الاجتماعية قد اخترقت منذ فترة طويلة، بغض النظر عن سبل الحماية المتبعة على كومبيوتر المستخدم. وشملت الدراسة 959 مليون موقع مختلف (لا تتضمن مواقع خدمات البريد الإلكتروني والدردشة والتطبيقات)، واكتشفت أن 66 في المائة منها يستخدم تقنية مبنية حول تقنية «إس إس إل»، وبالتالي فهي عرضة لأن تكون قد اخترقت خلال العامين الماضيين. وينصح بتغيير كلمات السر لجميع حسابات المستخدم، خصوصا تلك التي تعتبر فيها الخصوصية أمرا بالغ الأهمية، ولكن لن يكون لهذه العملية أثر مباشر إلا لدى تطبيقها بعد تطوير الأجهزة الخادمة لتقنية «إس إس إل» وسد هذه الثغرة.
مشاركة :