القاهرة(وكالات) اتفقت فصائل ليبية متحاربة في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية على خريطة طريق برعاية مصرية لإنهاء الانقسامات من خلال تشكيل لجنة مشتركة للتفاوض حول المصالحة وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير 2018. وجاء الاتفاق بعد شهور من الجهود الدبلوماسية التي تبذلها مصر والتي توجت هذا الأسبوع بزيارة فائز السراج رئيس الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس وخليفة حفتر القائد العسكري الذي يقود الجيش الوطني الليبي. والتقى الرجلان بشكل منفصل مع مسؤولين عسكريين مصريين كبار وكان مقررا أن يلتقيا في جلسة في وقت متأخر أمس الأول لكن لم يجتمعا بسبب خلافات في اللحظات الأخيرة. وقالت ثلاثة مصادر مصرية مشاركة في المحادثات إن السراج وحفتر وافقا على احترام الاتفاق رغم الخلافات العالقة بين الجانبين. وأجرت اللجنة الوطنية المصرية التي تتولى التوسط في الملف الليبي والتي يرأسها رئيس الأركان المصري محمود حجازي اجتماعات خلال اليومين الماضيين في القاهرة مع كلا الرجلين، في حضور وزير الخارجية المصري سامح شكري. وذكر المتحدث الرسمي للقوات المسلحة المصرية في بيان عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) مساء الثلاثاء أن اللقاءات أسفرت «عن توافق حول عدد من الثوابت الوطنية غير القابلة للتبديل أو التصرف، على رأسها الحفاظ على وحدة الدولة الليبية وسلامتها الإقليمية، وما يقتضيه ذلك من تأسيس هيكل مستقر للدولة ودعم مؤسساتها ولحمة شعبها، والحفاظ على الجيش الليبي وممارسته لدوره، ورفض وإدانة كل أشكال التدخل الأجنبي في الشأن الليبي، والتأكيد على حرمة الدم الليبي، والالتزام بإقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة مبنية على مبادئ التداول السلمي للسلطة والتوافق وقبول الآخر، ورفض كافة أشكال التهميش والإقصاء لأي طرف من الأطراف الليبية، وتعزيز المصالحة الوطنية، ومكافحة كل أشكال التطرف والإرهاب». وبحسب البيان، أكد القادة الليبيون التزامهم بالعمل على حقن الدماء الليبية ووقف التدهور في الأوضاع الأمنية والإنسانية والخدمية، واستعادة الاستقرار ورفع المعاناة عن أبناء الشعب الليبي، من خلال معالجة عدد محدود من القضايا المعلقة في الاتفاق السياسي الليبي للخروج من الأزمة الحالية، على النحو الذي تم التوافق عليه في سلسلة اللقاءات التي أجريت في القاهرة، ومن بينها مراجعة تشكيل وصلاحيات المجلس الرئاسي، ومنصب القائد الأعلى للجيش الليبي واختصاصاته، وتوسيع عضوية المجلس الأعلى للدولة. وأضاف البيان أن اللجنة المصرية استمعت لـ»الأفكار البناءة التي طرحها القادة الليبيون بروح إيجابية، واستخلصت اللجنة وجود قواسم مشتركة بين القادة الليبيين للخروج من الانسداد الحالي». وأشار إلى أن ذلك التوافق جاء في شكل السعي لتشكيل لجنة مشتركة مختارة من أعضاء مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وبحد أقصى خمسة عشر عضوا عن كل مجلس، للنظر في القضايا التي سبق التوافق على تعديلها في الاتفاق السياسي، والتوصل لصيغ توافقية لمعالجتها، ثم رفعها لمجلس النواب الليبي لاعتمادها وفقا لما هو منصوص عليه في الاتفاق السياسي الليبي. كما تم التوافق بشأن قيام مجلس النواب بإجراء التعديلات الدستورية اللازمة لتضمين الاتفاق السياسي في الإعلان الدستوري، وذلك في إطار معالجة كافة القضايا العالقة في إطار صيغة توافقية شاملة تصدر عن مجلس النواب بعد الاتفاق عليها في إطار اللجنة المشكلة من المجلسين. وأشار البيان إلى أنه تم التوافق على العمل على إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في موعد أقصاه فبراير 2018، اتساقا مع ما نص عليه الاتفاق السياسي الليبي. كما تم أيضا الاتفاق على استمرار جميع شاغلي المناصب الرئيسية في ليبيا، والتي سيتم الاتفاق عليها وفقا للإجراءات المشار إليها، ولحين انتهاء الفترة الانتقالية وتولي الرئيس والبرلمان الجديدين مهام عملهما في 2018.
مشاركة :