أعلن «مركز محمد بن راشد للفضاء»، والجامعة الأميركية في الشارقة، عن نجاح إطلاق «نايف-1»، كأول قمر اصطناعي نانومتري إماراتي إلى الفضاء الخارجي، وذلك عند السابعة و58 دقيقة صباحاً، حسب التوقيت المحلي للدولة. وأكد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المركز، والمشرف العام على مشروعاته وخططه الاستراتيجية والتطويرية، أن المشروعات الكبرى التي تتبناها الدولة في مجال علوم وأبحاث الفضاء، تبرهن على إصرار القيادة على قيام الدولة بدور محوري في استعادة أمجاد الحضارة العربية، التي كان لها تاريخياً باع طويل وإسهام واضح في هذا المجال، مضيفاً سموه أن «الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي الجديد، بما يحمله من تكنولوجيا متطورة، يعد خطوة مهمة على طريق تنفيذ البرنامج الفضائي الطموح للدولة، وإضافة لسجلها في مجال المشروعات الفضائية التي وضعتها ضمن أولويات العمل للمرحلة المقبلة لإسهامها في صنع مستقبل البشرية». ولي عهد دبي: • «الإمارات تضع علامات جديدة في سجل تاريخ تطور الإنسانية، بمشروعات مستقبلية طموحة». • «بإطلاق القمر الجديد نؤكد أننا نسير نحو أهدافنا، لتحقيق فتوحات علمية تخدم الإنسانية». • «الطموحات الكبيرة تستوجب الانفتاح على مصادر المعرفة، وتعزيز التعاون مع الجهات الرائدة». أول إشارة تلقَّت المحطة الأرضية في الجامعة الأميركية بالشارقة، أول إشارة من القمر (نايف-1) عقب 18 دقيقة و32 ثانية من إطلاقه، ووصوله إلى مداره الفضائي، على بعد نحو 512 كيلومتراً من سطح الأرض. ووجد في المحطة، خلال عملية الإطلاق، فريق عمل المهندسين في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، والطلاب المشاركون في المشروع والخبراء. وسيجري تشغيل «نايف-1» والتحكم فيه عبر المحطة، طوال مدة دورانه في الفضاء. خطوة واثقة أكد مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، يوسف حمد الشيباني، أن نجاح إطلاق القمر النانومتري (نايف-1)، خطوة واثقة في مسيرة التطوير والتنمية المستدامة لقطاع الفضاء الإماراتي، مشيراً إلى أن «مشاركة طلبة جامعيين في إنجاز جميع مراحل مشروع فضائي، تقدم نموذجاً حياً لنتائج خططنا الاستراتيجية للانتقال إلى اقتصاد المعرفة القائم على الابتكار، وتلبية احتياجات مرحلة ما بعد النفط». وأكد الشيباني أن «مشروع (نايف-1)، هو الحلقة الأولى من استراتيجية المركز في مسار برنامج المشروعات الفضائية المخصصة لطلبة الجامعات»، مؤكداً تطلع المركز إلى استدامة مشروعات الفضاء التعليمية، والعزم على تأهيل كادر إماراتي محترف في صناعة الفضاء، بدءاً من الجامعات، انطلاقاً من أن الشباب هم منبع الابتكار والتميز، وخير مثال أن «نايف-1» هو أول قمر اصطناعي نانومتري بحجم الوحدة الواحدة، مبرمج على بث رسائل نصية باللغة العربية. ويأتي إطلاق القمر بعد مرور أقل من يوم على إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن مشروع «المريخ 2117»، خلال أعمال القمة العالمية للحكومات. وقال سمو الشيخ حمدان بن محمد: «بالأمس تابعنا إطلاق أحد أهم المشروعات الفضائية التي عرفتها البشرية حتى الآن، ليخرج من دولة الإمارات إلى العالم، وهو مشروع (المريخ 2117)، الذي تسعى قيادتنا من خلاله إلى تأكيد ريادة الدولة في خدمة البشرية، وعزمها على المضي قُدماً في صناعة المستقبل، وترك بصمة إيجابية مهمة على مسيرة التطور الإنساني بفكر مبدع وإصرار على النجاح. واليوم، بإطلاق القمر الاصطناعي الجديد، نؤكد أننا نسير نحو تحقيق أهدافنا الرامية لتحقيق فتوحات علمية جديدة تخدم الإنسانية برؤية واضحة وبخطى واثقة، وبجهود أبناء الوطن المخلصين وفكرهم المتطور». ووجه سموه التهنئة للفريق المشارك في الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي الجديد، منوهاً بدور الطلبة المشاركين في المشروع، متمنياً لهم كل التوفيق في مستقبلهم البحثي والعملي. وأكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز القدرات الوطنية في مجال الأبحاث والدراسات الفضائية، ومضاعفة الجهد في سبيل تحقيق الأهداف الكبيرة، التي يتضمنها مشروع «المريخ 2117»، التي تعد سبقاً جديداً يحسب لدولة الإمارات في مجال المشروعات المستقبلية الضخمة، لتضع علامة جديدة في سجل تاريخ تطور البشرية. كما أكد سموه أن «تلك الطموحات الكبيرة تستوجب الانفتاح على مصادر المعرفة المتخصصة، وتعزيز التعاون مع الجهات البحثية والعلمية العالمية الرائدة، ورصد ومتابعة كل المستجدات العلمية في هذا المجال، والعمل على إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية بتوفير البرامج العلمية والتدريبية المناسبة وفق أرقى المعايير الدولية، حتى تتمكن دولتنا من الوصول إلى المكانة التي تصبو إليها بين مصاف الدول الأكثر تقدماً في مجال أبحاث ومشروعات الفضاء». ويكتسب مشروع القمر الاصطناعي «نايف-1» أهمية كبيرة، إذ يأتي ضمن الاستراتيجية التعليمية المتكاملة لعلوم الفضاء، الرامية إلى تطوير قدرات ومهارات وكفاءات أبناء الإمارات في الاختصاصات الهندسية، على تصميم وتركيب واختبار وتشغيل الأقمار الاصطناعية النانومترية. وأطلق القمر الاصطناعي من مركز الفضاء «ساتيش داوان» في قاعدة إطلاق المركبات الفضائية «سريهاريكوتا» في الهند على متن الصاروخ «C37–PSLV»، الذي أطلق من على متنه أكبر عدد من الأقمار (104 أقمار)، ما جعل هذه العملية تاريخية، والأولى من نوعها. وكان «نايف-1» خامس قمر انفصل عن الصاروخ بعد الحمولة الأساسية من الأقمار الاصطناعية. وأفادت نائب مدير مشروع «نايف-1»، في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، المهندسة فاطمة لوتاه، بأن «القمر مرّ فوق المحطة الأرضية عند التاسعة والنصف صباحاً بتوقيت دولة الإمارات، واستطعنا بنجاح استقبال الإشارة الأولى منه، والتحقق بشكل أولي من حالة وعمل جميع الأنظمة بانتظام». وأضافت لوتاه: «خلال مروره اللاحق، سنستكمل متابعة سلوك القمر ومدى استجابته للأوامر في فترتي الليل والنهار، على أن يتم التحول في ما بعد إلى وضع العمل التلقائي. وسنتحقق أيضاً من عمل نظام التحكم والتوجيه النشط، الذي يحدد اتجاه القمر في الفضاء ليحافظ على توازنه في مرحلة عمله، خصوصاً أن هذا النوع من الأنظمة يستخدم لأول مرة في الأقمار الاصطناعية النانومترية بحجم الوحدة الواحدة البالغة تقريباً (10*10*10cm)». وأكدت نائب مدير مشروع «نايف-1» في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، المهندسة حصة المطروشي، أن «نايف-1» يمر أربع مرات في اليوم فوق المحطة الأرضية، مرتين صباحاً ومرتين مساء. وأوضحت المطروشي أن «مهمة (نايف-1) تتضمن العديد من الأهداف العلمية، منها تحديد خصائص النموذج الحراري للقمر الاصطناعي، والتحقق من دقته ومدى موافقته لبيئة الفضاء، ودراسة تطور أداء الخلايا الشمسية في الفضاء خلال مرحلة حياة القمر». ويتبع «نايف-1» مداراً دائرياً حول الكرة الأرضية، ويزن 1.32 كيلوغرام، وهو بحجم 10*10*11.35 سم مكعب، وتغطي تردداته مساحة 5000 كيلومتر مربع على الأرض. واستغرق إنجاز مراحل المشروع عاماً ونصف العام، تضمنت التصميم والتصنيع والاختبار، حيث أنجز معظمها في مركز محمد بن راشد للفضاء.
مشاركة :