أثبتت دراسة جديدة أن الاحترار المناخي يؤثر في نصف الثدييات البرية تقريباً وربع الطيور المهددة، أي أكثر بكثير مما كان يعتقد. فالرئيسيات والفيلة هي الأكثر تأثراً، لأنها لا تتكاثر بسرعة وتتكيف ببطء مع التغيرات البيئية السريعة، وذلك وفق ما نشرت مجلة "نيتشر كلايمت تشانغ". واعتبرت الدراسة التي ساهمت فيها جامعة كوينزلاند في استراليا أن الأضرار باتت واضحة على فئات كثيرة من الحيوانات. وأكد الباحثون أن تأثير التغير المناخي على الثدييات والحيوانات يُساء تقديره بشكل كبير، وهم استعانوا ببيانات وردت في 136 دراسة شملت 120 نوعاً من الثدييات و569 نوعاً من الطيور. وركز العلماء على دراسة المنحنيات البيانية للولادات ونسبة التكاثر والمناطق الجغرافية وتطورات المناخ، ووسعوا بعد ذلك استنتاجاتهم لتشمل أنواعاً مهددة وردت على قائمة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، وتوصلوا إلى أن ما نسبته 47 في المئة من الثدييات تتفاعل بشكل سلبي مع الاحترار المناخي، أما على صعيد الطيور فتصل هذه النسبة إلى 23.4 في المئة. وأكّد واضعو الدراسة أن "جهود البحث والمحافظة على الأنواع يجب أن تهتم أكثر بتأثير الاحترار المناخي الآن وليس فقط بتوقعات مستقبلية". ويمكن للاحترار المناخي أن يؤثر في الحيوانات من خلال الحد من حصولها على الماء والغذاء عبر نشر الأمراض والقضاء على مواطنها الطبيعية. وفي نهاية العام 2015، وقعت 195 دولة اتفاق باريس حول المناخ لحصر الاحترار المناخي دون درجتين مئويتين مقارنة بما كانت عليه الحرارة قبل الحقبة الصناعية.
مشاركة :