أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن روسيا نشرت صاروخ «كروز» جديداً، تعتبره الولايات المتحدة انتهاكاً لمعاهدة الحدّ من الأسلحة المُبرمة بين الجانبين 1987. لكن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد أن بلاده «كانت وستبقى ملتزمة تعهداتها الدولية، بما يشمل المعاهدة المذكورة»، لافتاً إلى أن «أحداً لم يوجّه اتهاماً رسمياً إلى روسيا بانتهاك المعاهدة» التي وقّعها الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان والزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشيف. وكانت «نيويورك تايمز» أوردت أن موسكو نشرت سراً صاروخاً من طراز «إس إس سي - 8» الذي يُطلق من الأرض، مشيرة إلى أنها تطوّره وتختبره منذ سنوات، على رغم إعلان واشنطن أنه يشكّل خرقاً لبنود في المعاهدة التي تحظّر الصواريخ المتوسطة المدى التي تُطلق من الأرض. وأضافت الصحيفة أن الصاروخ نُشر ضمن وحدات ناشطة، بينها واحدة في موقع اختبار في كابوستين يار جنوب غربي روسيا. ولم تؤكد وزارة الخارجية الأميركية تقرير الصحيفة، إذ قال الناطق باسمها بالوكالة مارك تونر: «لا نعلّق على مسائل استخباراتية». واستدرك أن تقريراً أعدّته الخارجية الأميركية في شأن التزام المعاهدة لعام 2016، أفاد بأن روسيا «ما زالت تنتهك التزاماتها بموجب معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، بعدم امتلاك أو إنتاج أو تجربة صواريخ كروز تُطلق من الأرض، بمدى يتراوح بين 500 و5500 كيلومتر، أو امتلاك منصات إطلاق أو صنعها». وأردف: «أوضحنا جلياً مخاوفنا في شأن الانتهاك الروسي والأخطار التي يمثلها على أمن أوروبا وآســيا واهتمامنا القوي بإعادة روسيا إلى التزام المعاهدة. نُقدّر معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى ونعتقد بأنها تفيد السلام في الولايات المتحدة والدول الحليفة لها وشركائنا وروسيا الاتحادية». وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دافع عن البرنامج التجريبي لبلاده، متهماً الولايات المتحدة بانتهاك المعاهدة أيضاً، ومعتبراً أن الصواريخ الجديدة ضرورية لحفظ توازن القوة. وتنشر الولايات المتحدة وحلفاؤها درعاً مضادة للصواريخ في شرق أوروبا ووسطها، تعتبرها موسكو تهديداً لردعها النووي. لكن واشنطن تؤكد أن الدرع هدفها حماية أوروبا من «دول مارقة» مثل إيران. إلى ذلك، أعلن ناطق عسكري أميركي أن مقاتلات روسية اقتربت من مدمرة «بورتر» التابعة للبحرية الأميركية في البحر الأسود، في 3 حوادث اعتُبرت «غير آمنة وغير مهنية». وتابع أن هذه الحوادث المنفصلة وقعت في 10 الشهر الجاري، وزاد: «تواصلت المدمرة بورتر مع كل الطائرات، ولم تتلقَّ أي رد. مثل هذه الوقائع مقلقة لأنها قد تؤدي إلى وقوع حوادث أو سوء تقدير».
مشاركة :