غزة - وكالات: أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، أمس، أن تداول السلطة قد يبدو غريباً على الساحة الفلسطينية لكنه عميق الجذور في حماس. وقال مشعل خلال كلمة له في المؤتمر الذي ينظمه مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات بعنوان "قراءة نقدية في التجربة الوطنية الفلسطينية ودور حماس فيها، وآفاقها المحتملة"، إن تداول السلطة لدى حماس شيء طبيعي.. فالشعب أكبر من الحركات والحركات أكبر من القيادات". واعتبر تولي الأسير المحرر يحيى السنوار قيادة حماس في غزة دليلاً جديداً على الديمقراطية الحمساوية التي نعتز بها وبما لا يعني اقصاء سابقه إسماعيل هنية الذي وفق نظم ولوائح الحركة لا يحق له أن يرأس الحركة في غزة لمرتين. وفي سياق آخر، كشف مشعل عن وثيقة سياسية ستنشرها حركته خلال الأسابيع القليلة القادمة استمر إعدادها على مدار أكثر من عام تحمل فكرها وموروثها السياسي الذي تراكم خلال الـ 30 سنة الماضية. وأوضح أنها في لمساتها الأخيرة وستقدمها كتعبير عن هذه التجربة والخبرة المتراكمة والمتطورة لتجربة حماس، لا لأن تكون بعيدة عن جذورها واستراتيجيتها بل لتصب في ذات الهدف وتسهم في إنجاز المشروع الوطني. الانقسام وحول الانقسام الداخلي، شدد مشعل على أن العوامل الخارجية كانت العائق الأساسي لكن العامل الداخلي في الوقت الراهن هو الأهم في إبقاء هذا الانقسام عبر افشال كل محاولات المصالحة. وأشار إلى أن صناع القرار في فلسطين لم يتقبلوا فكرة وجود حماس كشريك في صناعة القرار، لكنهم اعتادوا الشركاء الآخرين من خلال صياغة فيها الحزب الحاكم والآخرون شركاء من خلال كوتات وأدوار محسوبة ومرسومة. وفي سياق آخر، عدد مشعل إنجازات حماس منها أنها حققت إسهاماً كبيراً إلى جانب غيرها بإعادة مشروع المقاومة إلى الواجهة مع تطوير أدواته وتشكيل جيش وطني، وكذلك بقاء سياسات ومبادئ الحركة ثابتة رغم الضغوط والابتزاز والملاحقة. ويحسب لها أيضاً - وفق مشعل- أنها سعت وحرصت على التوافق على برنامج مشترك والانخراط في البرنامج الوطني ومؤسساته فيما صدت الأبواب بوجهها، وأن انهماكها في المقاومة لم يشغلها عن خدمة شعبها عبر بناء مؤسساته تخدمه، وتجنب إذابة نفسها في السلطة. وحدد مشعل 4 أولويات كآفاق للمستقبل كان أولها ترتيب البيت الفلسطيني والأوراق الداخلية بما يشمل إنهاء الانقسام. وقال إن ثانيها إعادة تعريف المشروع الوطني الفلسطيني. وأشار إلى أن الأولوية الثالثة هي التوافق الوطني على تبني استراتيجية وطنية. وفق مشعل فإن الألوية الرابعة تتمثل في إدارة القرار والتحرك السياسي والدبلوماسي إدارة وطنية مشتركة.
مشاركة :