رد فعل فلسطيني غاضب على موقف واشنطن من حل الدولتين

  • 2/16/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – الوكالات: رد الفلسطينيون بحدة الأربعاء على موقف البيت الأبيض المتعارض مع التزامات الإدارات الأمريكية المتعاقبة من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي إثر إعلانه أنه لم يعد متمسكا بحل الدولتين، وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد لقاء مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد من أجل السلام. وبعد أن شكل هذا الحل على مدى عقود مرجعية لكل مفاوضات السلام وللمجتمع الدولي في مساعي تحقيق السلام في الشرق الأوسط، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض الثلاثاء طالبا عدم الكشف عن اسمه إن الإدارة الأمريكية لن تسعى بعد اليوم إلى إملاء شروط أي اتفاق لحل النزاع بل ستدعم أي اتفاق يتوصل إليه الطرفان، أيا يكن. وقال المسؤول الأمريكي «إن حلا على أساس الدولتين لا يجلب السلام ليس هدفًا يريد أيا كان أن يسعى إلى تحقيقه»، مضيفا أن «السلام هو الهدف، سواء أتى عن طريق حل الدولتين، إذا كان هذا ما يريده الطرفان، أو عن طريق حل آخر إذا كان هذا ما يريدانه». وتابع «الأمر عائد إليهما، لن نملي ما ستكون عليه شروط السلام». وردا على هذا الموقف، أعلنت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي الأربعاء أن «هذه ليست سياسة مسؤولة ولا تخدم قضية السلام». وأضافت عشراوي أن الإدارة الأمريكية الجديدة «تسعى إلى إرضاء ائتلاف نتنياهو الحكومي المتطرف». وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان «إذا ما صدقت التسريبات الصحفية التي نسبت إلى مصدر مسؤول في البيت الأبيض، بتراجع إدارة ترامب عن تبني حل الدولتين، فهذا يعني نجاحا أولا وفوريًا لنتنياهو حتى قبل بدء المشاورات مع الرئيس الأمريكي وحاشيته، ما من شأنه أن يعزز وضع نتنياهو في تلك المحادثات». بينما ندد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الأربعاء في حديث للصحفيين بـ«محاولات حثيثة وواضحة من الإسرائيليين لدفن حل الدولتين وإلغاء فكرة إقامة دولة فلسطين وفق حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية من خلال الإملاءات وتوسيع الاستيطان وسرقة الأرض». واعتبر عريقات أن «البديل الوحيد لحل الدولتين هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع، للمسيحيين والمسلمين واليهود». من جهته اعتبر فوزي برهوم الناطق باسم حماس أن الموقف الأمريكي «تأكيد على أن ما يسمى بعملية السلام هو وهم إنه تأكيد على أن الدور الأمريكي هو دور مخادع هدفه تثبيت أركان الكيان الصهيوني مع طمس كل حقوق الشعب الفلسطيني أو تصفية كل حقوق الشعب الفلسطيني وهذا يحتاج إلى إعادة تقييم كل المسار السياسي للقضية الفلسطينية والشروع في اعتماد إستراتيجية وطنية فلسطينية ترتكز على برنامج المقاومة من أجل استعادة حقوق شعبنا المسلوبة». وبعد لقائه نتنياهو أكد ترامب الأربعاء أنه يدرس حل الدولتين وحل الدولة الواحدة، وسيدعم أي اتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين، وقال «حل الدولتين ليس الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي». وقال في مؤتمر صحفي مشترك جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلي، إن الولايات المتحدة تسعى إلى اتفاق سلام حقيقي في الشرق الأوسط، ثم التفت إلى نتنياهو، وقال والابتسامة على وجهه «على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تقديم تنازلات من أجل السلام». ووجه ترامب دعوة إلى الفلسطينيين من أجل التخلص من «الكراهية». ووصف ترامب زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى البيت الأبيض بأنها تؤكد عمق العلاقات مع إسرائيل. وقال: «أودّ أن أرى السفارة الأمريكية تنقل إلى القدس وأبحث الأمر بعناية كبيرة». وأوضح ترامب أنه طلب من نتنياهو تعليق الاستيطان لفترة وجيزة، وقال «على إسرائيل ضبط النفس بشأن توسيع الاستيطان». وقال إن مبادرة السلام الجديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد تتضمن الكثير من الدول. هذا ورفض ترامب التصرفات الأحادية ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، بحسب تعبيره. وقال «تحديات أمنية كبيرة أمام إسرائيل بما فيها تهديدات إيران النووية»، وقال لن نسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي. وأضاف «مساعداتنا العسكرية إلى إسرائيل مستمرة للحفاظ على أمنها». وعن موضوع استقالة رئيس الأمن القومي، مايكل فلين، قال ترامب «الإعلام عامل فلين بشكل سيئ». من جانبه قال نتنياهو «نشكركم على رفضكم المقاطعة التي توجه ضد مصالح إسرائيل في العالم»، وطالب نتنياهو الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل ووقف التحريض. وقال نتنياهو إنه «يرغب في انضمام شركاء عرب إلى السعي إلى السلام مع الفلسطينيين»، موضحًا أن مصدر الصراع هو الرفض الفلسطيني المستمر الاعتراف بإسرائيل ضمن أي حدود. وأضاف «واشنطن ستواصل عملها لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي». وقال «أعتقد أن بإمكاننا صد العدوان والخطر الإيراني». وعبّر نتنياهو عن ترحيبه برفض ترامب برنامج إيران الصاروخي ودعمها الإرهاب في المنطقة.

مشاركة :