السلطة الفلسطينية مع حل الدولتين أو دولة واحدة ديمقراطية

  • 2/16/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، إن الفلسطينيين يرفضون واقع دولة واحدة بنظام «الأبارتهايد»، ويتمسكون بحل الدولتين، لأن الحل الآخر المقبول، وهو دولة ديمقراطية واحدة بحقوق متساوية، غير ممكن في ظل العقلية الإسرائيلية الحالية. وكان عريقات يعقب على تصريحات مسؤول أميركي بأن الرئيس دونالد ترمب يدعم السلام وليس بالضرورة حل الدولتين. وقال عريقات في مؤتمر صحافي في مقر شؤون المفاوضات في أريحا: «نقول لجميع من يريد دفن حل الدولتين بحدود 1967 بعاصمتها القدس الشرقية،، ونقول لجميع من يريد مساعدة الحكومة الإسرائيلية في دفن خيار حل الدولتين، البديل لن يكون الدولة بنظامين. إن البديل الوحيد هو دولة ديمقراطية واحدة وحقوق متساوية للجميع من المسيحيين والمسلمين واليهود (...) لكن هذه المعادلة تحتاج إلى طرفين، والطرف الإسرائيلي ليس مستعدا لهذا الحل». وأضاف عريقات: «أما القبول بواقع الدولة الواحدة بنظامين، دولة (الأبارتهايد)، الذي تعززه إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على الأرض، فهو غير مقبول، ولن يكتب له النجاح في القرن الواحد والعشرين». وشدد عريقات على أن الفلسطينيين متمسكون بحل الدولتين. وقال: «نحن في منظمة التحرير ما زلنا متمسكين بخيار الدولتين والمسار السلمي ومسار القانون الدولي». وأضاف: «قدمنا تنازلات كبيرة ومؤلمة عندما طلب منا الاعتراف بإسرائيل. قمنا بالتخلي عن 78 في المائة من أرض فلسطين التاريخية أرض آبائنا وأجدادنا، وما زال يعيش ما يقارب 6 ملايين فلسطيني تحت السيطرة الإسرائيلية في كل فلسطين التاريخية، و6 ملايين يعيشون في المنافي ومخيمات اللاجئين، وشعبنا سيبقى صامدًا على أرضه، وسيقاوم بكل الطرق حتى تجسيد سيادة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية». وجدد عريقات مطالبة الدول التي لم تعترف بفلسطين، بالاعتراف الفوري «للحفاظ على خيار حل الدولتين الذي يطالبون بتحقيقه». وكان عريقات يرد على مسؤول أميركي كبير، قال في واشنطن، قبل ساعات من لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن «الإدارة الأميركية لن تتمسك بأي ثمن بحل الدولتين لشعبين، كمخرج وحيد للأزمة القائمة». وإن «إدارة الرئيس الأميركي الجديد لا تعتقد أن هذا الحل هو الوحيد الممكن». وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض: «واشنطن لن تفرض حلا على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وإنما ستدعم ما يتوصل إليه الطرفان من تفاهم». وأضاف المسؤول: «حل الدولتين الذي لا يجلب السلام ليس هدفا مفضلا لأحد، وإنما الهدف هو السلام سواء من خلال حل الدولتين أو أي حل متفق عليه بين الجانبين». وكشف مسؤول في البيت الأبيض أن كلا من نتنياهو ومضيفه ترمب، سيناقشان مساء اليوم إمكانية عقد لقاء بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولين فلسطينيين. وقال المسؤول إن الرئيس الأميركي يأمل في دفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى التفاوض من أجل التوصل إلى سلام، وإن الإدارة الجديدة في البيت الأبيض تولي هذا الموضوع أهمية قصوى. وأردف: «وظيفتنا ليست إملاء حل على الطرفين. لم يتم تعريف حل الدولتين لشعبين بشكل واضح. لو سألنا 5 أشخاص ماذا يعني (حل الدولتين)؟ فسنحصل على 8 إجابات مختلفة». وأثارت تصريحات المسؤول الأميركي الغضب والقلق في رام الله، على الرغم من تسريب أنباء عن لقاء سري بين الرئيس محمود عباس ورئيس «سي آي إيه»، مايك بومبيو، قبل أيام. ويفترض أن يكون هذا اللقاء قد استبق لقاء نتنياهو مع ترمب، وناقش مسألة صنع السلام. وهذا هو اللقاء الأمني الثاني الذي يعقد بين مسؤولين أميركيين وفلسطينيين، بعدما اشتكت رام الله من تهميش واشنطن لها. وكان اللقاء الأول قد عقد مع مسؤول المخابرات ماجد فرج في واشنطن، والثاني مع عباس في رام الله. ويشير رد فعل السلطة على تصريحات المسؤول الأميركي، إلى المسافة البعيدة جدا بين رام الله وواشنطن. وفي حين سارع عريقات إلى عقد مؤتمر صحافي للحديث حول حل الدولة الواحدة والدولتين، أصدرت عضو اللجنة التنفيذية حنان عشراوي، بيانا قالت فيه إنه «من الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة تدعم نتنياهو في مواقفه، وتوفر له مساحة للقضاء على حل الدولتين، وتتحول من حليف منحاز لإسرائيل إلى شريك في الجريمة، فإذا أراد الرئيس الأميركي دونالد ترمب التخلص من حل الدولتين لخلق واقع بديل، فعليه أن يقدم ويوضح ما هي الخيارات والبدائل لذلك». وأضافت: «حل الدولة الواحدة يتطلب المساواة في الحقوق والمواطنة للجميع، وما يسعى له نتنياهو هو استمرار الاحتلال العسكري وفرض دولة فصل عنصري، الأمر الذي سيجر المنطقة وخارجها إلى مزيد من التطرف والعنف والدمار». وتابعت: «حل الدولتين المجمع عليه دوليا، شكل ركيزة لسياسة الولايات المتحدة، كما أنه شرط أساسي للسلام، وإذا تنكرت إدارة ترمب لهذه السياسة، فإن ذلك سيؤدي إلى تدمير فرص السلام، وسيكون له تأثير سلبي على مصداقية الولايات المتحدة ومصالحها في المنطقة». وحذرت عشراوي من أن «استيعاب الإدارة الأميركية الجديدة للعناصر المتطرفة في إسرائيل، سيؤدي إلى فرض سياسة أميركية غير مسؤولة وممارسات غير متزنة تساهم في تأجيج الوضع وتأزيمه». كما أصدرت وزارة الخارجية بيانا أظهرت فيه القلق البالغ من سياسة ترمب، وعدت «خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الإسرائيلية - الأميركية هو نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي». وأضافت: «من جهتنا كفلسطينيين وأمام هذا الانزلاق المحتمل للموقف الأميركي، سوف نسعى لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين، كخيار أفضل من وجهة نظر غالبية المجتمع الدولي، والانطلاقة في تحقيق ذلك، يجب أن تكون من الاتحاد الأوروبي، على الرغم من معرفتنا بوجود بعض الدول فيه التي سوف تتعامل إيجابا مع هذا الانزلاق المحتمل في الموقف الأميركي». وجاء الرد الدولي الأول المساند للفلسطينيين، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الذي قال من مصر، إنه «ينبغي عمل كل شيء» للحفاظ على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين.

مشاركة :