الألوان المبهجة تعيد الشباب التونسي للتراث باللباس التقليدي

  • 2/16/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مصممو الموضة يعيدون الحياة إلى الأزياء التقليدية ويستوحون منها ملابس مناسبة للاستخدام اليومي بعدما كان ارتداؤها مقتصرا على حفلات الزفاف والأعياد الدينية. العرب [نُشرفي2017/02/16، العدد: 10545، ص(24)] أزياء تقليدية أنيقة تونس – أعاد مصممو الموضة في تونس الحياة إلى الأزياء التقليدية، إذ استوحوا منها ملابس مناسبة للاستخدام اليومي بعدما كان ارتداؤها مقتصرا في السابق على حفلات الزفاف والأعياد الدينية فقط. وتتميز تونس التي تعاقبت عليها حضارات مختلفة مثل البربرية والقرطاجية والرومانية والعربية والأندلسية والعثمانية، بموروث متنوع من الأزياء التقليدية يختلف من محافظة إلى أخرى. وشهدت السنوات الأخيرة عودة مصممي الموضة إلى هذا التراث الثري، واستلهموا منه ملابس أقبل عليها الزبائن لأنها “تجمع بين الأصالة والمعاصرة”. ومن “القشابية” (معطف رجالي تقليدي ذو طربوش) استلهم المصممون معطفا شتائيا نسويا، ومن “البرنوس” (لحاف شتوي رجالي) صنعوا رداء سهرات للسيدات، كما وشحوا الفساتين العصرية بـ”طريزة” (رسوم مطرزة) و”المَلْيَة” (لحاف نسوي تقليدي). وتزور مصممة الموضة زينت شيبوب باستمرار المناطق الداخلية في تونس لاستكشاف موروثها من الأزياء الذي تستوحي منه تصاميم ملابس عصرية تبيعها في متجرها في أحد الأحياء الراقية وسط العاصمة. وتقول شيبوب، وهي في الأصل صيدلانية، ثمة إقبال متزايد في تونس “خصوصا من الشباب” على الأزياء المستلهمة من التراث، مفسرة ذلك برغبة التونسيين في “إظهار هويتهم”. وأضافت أن الزبائن يطلبون أزياء “تمزج بين اللباسين التقليدي والعصري وتكون صالحة للاستخدام اليومي”. وتقبل التونسيات بشكل لافت على “النسخة المطورة” من “مريول فضيلة”، وهو قميص أبيض اللون مصنوع من القطن أو الحرير ومطرز بخطوط عمودية تكون عادة ذات لون واحد. وترتدي الشابات “النسخة المطورة” من هذا القميص، مع سراويل جينز أو تنانير قصيرة. وتؤكد فوزية فراد، التي اختارت توشيح الملابس النسائية العصرية بأنواع شهيرة من “طريزة” الأزياء التقليدية، إن فكرتها لاقت استحسانا انعكس بإقبال الزبونات على تصاميمها. ويقول المصمم إلياس بن عمر إن “الموضة (الإتنية) رائجة اليوم في كل دور الأزياء العالمية وفي المعارض الدولية”، مشيرا إلى أن التراث التونسي أصبح مصدر إلهام كبير لمصممي الموضة في بلاده. ويلفت خصوصا إلى ما تمتاز به الأزياء التقليدية من “ألوان زاهية تشيع البهجة والفرح على عكس كل ما هو مظلم ومشوب بالحزن مثل النقاب”. وتقول فاطمة بن عبدالله، رئيسة لجنة مسابقة “الخمسة الذهبية” التي تقام سنويا لاختيار أفضل مبتكري تصاميم الموضة المستوحاة من اللباس التقليدي التونسي، إن “سلاحنا الوحيد ضد التطرف هو هويتنا، وثقافتنا وصناعاتنا التقليدية”.

مشاركة :