تضاربت الأنباء الواردة من أستانا عاصمة كازخستان، ففيما أظهر الروس والإيرانيون أن هناك تقدماً ولو محدوداً، بدأ الوفد السوري أقل تفاؤلاً وكأنه يريد إظهار أن المفاوضات الرامية لتثبيت الهدنة غير ناجحة. فقد أعلن نائب وزير الخارجية الإيرانية، رئيس الوفد الإيراني إلى مفاوضات أستانا-2، حسين جابري أنصاري، الخميس 16 فبراير/شباط 2017 أنه تم الاتفاق على آلية عمل اللجنة الثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار(تضم روسيا وتركيا وإيران). وقال أنصاري، في تصريحات صحفية اليوم: "في اجتماع "أستانا — 2 " اتفقنا على آلية عمل الخاصة باللجنة الثلاثية التي كان قد تم الاتفاق عليها في الاجتماع السابق (لم يتم خلاله الوصول للآلية). وأشار رئيس الوفد الإيراني إلى أنه بناء على التوافق بين الأطراف الثلاثة من الممكن أن "نوجه دعوة إلى بعض الدول أو الأطراف للمراقبة"، وأنه من الممكن أن تنظم لقاءات مستقبلية على أعلى المستويات. وأضاف أنصاري - بحسب ما ذكرت وكالة - أن "وثيقتين أخريين ينبغي التوصل إلى اتفاق بشأنها، وبروتوكولات مكملة متعلقة بإقامة عملية السلام بين السكان وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية". وأشار إلى أن نتائج الاجتماعين كجزء من عملية أستانا، في "بداية الطريق" للتسوية السورية، وأنه من المهم القيام بـ"الخطوات الصحيحة". ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر في أحد الوفود المشاركة في المحادثات الجارية حول سوريا في أستانا، أنه تم التوافق على مشروع الوثيقة الختامية، الذي يتضمن إنشاء مجموعة مشتركة لتثبيت وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن رؤساء وفود الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، سيوقعون على هذه الوثيقة، التي ستكون دون تواقيع ممثلي الحكومة السورية، والمعارضة المسلحة. وأشار إلى أن الحديث يجري في الوثيقة عن إنشاء مجموعة عمل لتعزيز الهدنة، التي عليها متابعة مراقبة وقف إطلاق النار. في المقابل نقلت وكالة رويترز عن بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة السورية في محادثات أستانا، قوله إن تركيا والمعارضة غير جادين ويهدفان لتعطيل المحادثات. وأكد رئيس وفد الحكومة السورية أن كل من وقع على اتفاق تثبيت وقف الأعمال القتالية، بما في ذلك الأطراف الضامنة والمجموعات المسلحة، ملزم بمحاربة الإرهاب مع دعم جهود الجيش السوري وأصدقائه وحلفائه. وأشار الجعفري إلى أن "عدم عن هذا الاجتماع يُعزى أساساً إلى وصول الوفد التركي والمجموعات المسلحة في وقت متأخر إلى أستانا"، حسب قوله، منتقداً وصول الوفد التركي "بمستوى تمثيلي منخفض لا يرقى إلى ما تدعيه تركيا بأنها دولة ضامنة من بين الدول الثلاث"، حسب تعبيره. روسيا وعلق رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف على لقاء أستانا ٢ بأنه خطوة للأمام وليس اختراقاً. وقيّم رئيس الوفد الروسي إلى المحادثات حول سوريا في أستانا نتائج الجولة الجديدة بأنها إيجابية، بحسب ما قالت . وأعلن نائب رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية، ستانيسلاف حجي محمدوف، تراجع حالات خرق نظام الهدنة في سوريا. وقال حجي محمدوف: "حسب الرأي المشترك للمشاركين في مفاوضات أستانا فإن عدد الانتهاكات يتراجع وإن كان ببطء. لذلك خلال المباحثات قمنا بالتوافق على عدد من الإجراءات التي تهدف لتخفيف التوتر.. وتعزيز وقف إطلاق النار". وأضاف: "عبر وفد الحكومة السورية، وممثلي المعارضة عن عزمهم للامتثال الصارم لشروط وقف الأعمال القتالية". المعارضة مِن جانبه، أكد المتحدث باسم وفد المعارضة السورية المسلحة إلى أستانا، أسامة أبو زيد، أنه لم يتم التوقيع على أية وثيقة ختامية عقب اجتماع أستانا الذي عقد اليوم الخميس 16 فبراير/شباط 2017. بينما أوضح رئيس وفد المعارضة المسلحة، محمد علوش، أن سبب ذلك هو وجود صعوبات مرتبطة بتطبيق الاتفاقيات السابقة. وقال علوش: "نحن نواجه صعوبة في قضية تطبيق اتفاقيات سابقة". وقال مسؤول عسكري روسي بارز إن وقفاً لإطلاق النار في سوريا سيسمح لموسكو والحكومة السورية بنشر المزيد من الموارد لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في شرق سوريا وشمالي حلب. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن المسؤول قوله: "استمرار الأطراف في التقيد بوقف إطلاق النار في الأعمال القتالية يسمح بإرسال قوات إضافية (إلى هذه المناطق)".
مشاركة :