عمان سامي محاسنة تنبأ خبراء ومحللون سياسيون أردنيون بقرب رحيل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، فمنهم من اعتبر أن طموحات تركيا تحاكي عودة الخلافة العثمانية واستعمار العرب من جديد ومنهم من رأى أنه يرغب في السيطرة على مشيخة الأزهر من خلال إسناد ودعم حكم الإخوان وإعادة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وأبدى المحللون السياسيون خلال حديثهم لـ«الشرق» تخوفهم من عودة الاستعمار التركي للبلاد العربية من بوابة دعم جماعة الإخوان المسلمين وأخونة الحكم في البلاد العربية. كتلة الأناضول وقال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين الدكتور موفق محادين إن رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان يغرد وحده ولن يبقى طويلاً في الحكم ليس بفعل ثورة أو ربيع تركي بل من خلال الانقلاب عليه من قبل كتلة الأناضول التي تتحكم في الاقتصاد التركي بمجمله وهي كتلة اقتصادية داخل حزب العدالة والتنمية. وقال محادين إن كتلة الأناضول أقوى من أردوغان داخل الحزب، وهذه هي الكتلة التي دعمت أردوغان عندما أغلقت أوروبا أبوابها في وجه تركيا واتجهت بالاقتصاد التركي نحو الشرق الإسلامي والعربي. وتوقع محادين أن تأتي كتلة الأناضول بشخصية تقترب من نمط عبدالله غول بحيث يمكنه الانسجام مع الرؤية العربية وخاصة ما يتعلق بملفي مصر وسوريا. قضم المؤسسات رئيس حركة اليسار الاجتماعي الأردني الدكتور خالد كلالدة بدأ حديثه عن رئيس الوزراء التركي بقوله «كُل قد ما بتقدر» وهي الجملة التي قالها أردوغان للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وهذا يعني قضم المؤسسات تدريجياً. وتابع كلالدة، أردوغان يبدي تخوفه من ثورة الشعب المصري على حكم الإخوان المسلمين بسبب قلقه من تكرار السيناريو المصري في تركيا وقيام الجيش بثورة ضد حكم الإخوان المسلمين في تركيا. ويؤكد كلالدة أن أردوغان أجرى قبل عدة أيام تغييرات على الدستور من خلال البرلمان التركي الذي تسيطر عليه أغلبية إخوانية بإلغاء تدخل الجيش في الحياة السياسية وهو ما يعطي ويحصن حزب العدالة والتنمية خلال محاولته أخونة تركيا واستبعاد الجيش والعسكر. ووصف الكلالده أردوغان وحزبه بـ «انتهازيين وبراجماتيين» يريدون تحويل القضية إلى مسألة دينية ويريدون السيطرة على مشيخة الأزهر لأن إيران تسيطر على قم، وتركيا تريد واجهة دينية وهي الأزهر ولا يمكن السيطرة على الأزهر دون وجود الإخوان المسلمين في الحكم لتسهيل مهمتهم، وهذا ما يؤكد أن حزب أردوغان يريد تحويل تركيا إلى دولة دينية. إعادة الدولة الدينية النائب حازم العوران قال من جهته إن أردوغان بدأ يتحسس الأرض من تحت أقدامه خاصة بعد وقوف العسكر والجيش المصري مع إرادة شعب مصر الذي منح محمد مرسي فرصة سنة كاملة للخروج بالبلاد من أزمتها إلا أننا تفاجأنا بأن مرسي أراد أخونة مصر. وتابع العوران أن أردوغان كان يعتبر أن نظام مرسي وحكم الإخوان ما هو إلا طريق لأخونة مصر، مؤكداً لو استمر مرسي عاماً ثانياً لن يتمكن الجيش المصري من التدخل حينها وستصبح الأمور عصيبة. وأوضح أن أردوغان يعتبر أن مشروع مرسي والإخوان الذين يجتمعون في إسطنبول مشروع تركي لإعادة الدولة الدينية التي لم تأت على العرب والمسلمين خلال حكم العثمانيين إلا بالجهل والتخلف والفقر ونهب ثروات البلاد العربية والإسلامية. ويؤكد العوران «الأردوغانيون يريدون استعمار العرب من جديد»، ولننظر إلى تدخل تركيا في الشؤون العربية في سوريا ومصر وليبيا وتونس وقطاع غزة. ويتابع «أردوغان يريد أن يعيدنا إلى عهود الجهل والتخلف والاستعمار، لكننا لن نسمح له، لأن مصر هي خط الدفاع الأول عن هويتنا العربية». انتهازية أردوغان الكاتب والمحلل السياسي جمال الشواهين قال من جهته كيف لي أن أنظر إلى رئيس الوزراء التركي أردوغان ومواقفه وعلاقاته مع إسرائيل بمنأى عن انتهازية حزب العدالة والتنمية والإخوان المسلمين. وتابع الشواهين، أردوغان لا يساند مصر بل يساند حكم الإخوان في مصر ولا يريد أن يتدخل العسكر في مصر حتى لا تنقلب الأمور عليه.
مشاركة :