r زينب غاصب.. في عيون من تقرأينها؟ - في عيون المحبين لذات زينب وروحها. r طفولتكِ توزعت ما بين جزيرة فرسان ومدينة جدة.. فأيهما أقرب إلى القلب؟ - كلاهما عينان في رأس، خصوصاً وهما تشتركان في بيئة واحدة، وهي البيئة الساحلية، وتتشابهان في كثيرٍ من الطقوس الجمالية.. غناء وإنشاداً. r ما الذي بقي في ذاكرتكِ.. حين تستحضرين حارة الهنداوية؟ - الهنداوية ليست حارة بقدر ما كانت مسرحاً كبيراً لصور الحياة الجميلة التي كانت حافلة بشخوص الوفاء، ووجوه الجيران المحفورة بالوجدان. r قسمات وجهكِ تنبئ بالحلم والوداعة.. فما النبض الشفيف الذي يعتريكِ؟ - فطرتي العفوية. r ما سر وسمك دائماً ب (الشاعرة الجادة الواعية)؟ - والله لا أعرف ما معنى جِدية الشاعرة، وما أعرفه أن الشاعر هو الشاعر بالشِعرية، ربما المقصود جدية الثقافة الشعرية، وعموماً هذه ألقاب لا تغريني بأي معنى. r تعيشين في (مدى) لا انحناء فيه إلا للخالق حتى لو تفتت القلب، فالوجه يبقى نابضاً بالرفعة.. من أين تستقين هذا الشموخ؟ - أستقي هذا الشموخ من ثقتي بالله، ثم ثقتي بنفسي وعزتها التي هي إنسانيتي وتمسكي بمبادئي. r اتهمكِ الصحويون بالشيوعية، والإسلاميون بالعلمانية.. فأيهما لكِ فيه نصيب؟ - الاتهامات الجاهزة هي سمة من سمات ما يسمى (بالصحوة، والمتأسلمين). r بماذا تعلقين على ما وصفك به الأديب حمد القاضي بالشاعرة المجيدة التي تمتاز قوافيها بجمال الشعر ورومانسية الحرف وأصالة المضمون؟ - الأستاذ حمد القاضي قامة وقيمة عالية من أدبائنا الكبار الذين نعتز بآرائهم، وتذوقهم، وثنائهم. r تجربتكِ الشعرية بماذا تختصرينها؟ - أعتبر نفسي هاوية للشعر ولست محترفة، أكتبه متى ما جاءني. r نستحضر عند وسمكِ ب «الشاعرة الجادة الواعية» عدة أسماء خلدها التاريخ.. من هو الشاعر/ الشاعرة الذي رنوتِ إليه فأصبته؟ - أقرأ كل الشعر قديمه وحديثه كمتذوقة وهاوية للشعر كما أسلفت، ولم أرنُ لشاعر بعينه. r ديوانكِ الأول «للأعراس وجهها القمري» جاء مفعماً بالأمل، بينما ديوانكِ الثاني «سِفر الغياب» أثخن بالألم والجراح.. ما سر هذا التباين في التعاطي مع مجريات الحياة؟ - الشعر يتأثر بالواقع، ولاحظ أن ديواني الأول صدر عام 2000م وديواني الثاني عام 2012م. r وهل بالضرورة أن تنعكس روح الشاعر فرحاً أو ترحاً فيما يقوله شعراً؟ - روح الواقع تنعكس على روح الشاعر. r هل نترقب الجمع ما بين متناقضين في ديوانك المنتظر؟ - التناقض يأتي من الواقع وليس من الشعر الذي ربما يختلف في ثقافة كتابته من ديوان لديوان. r المحيطون بكِ يشهدون لكِ بتأثركِ بمن حولكِ من شعراء الثمانينيات.. من أبرزهم؟ - ليسوا المحيطين بي، بل قالها الناقد السوري الدكتور عبدالله خلف العساف. r ومن منهم من تحرصين على حفظ قصائدهم عن ظهر قلب؟ - أحفظ شعراً كثيراً عن ظهر قلب لشعراء من العصر القديم بمختلف ألوانه، وكذلك الحديث، ولا أتأثر به إلا تذوقاً أو تناصاً.. أو اقتباساً. r ومن منهم من أسهم في نماء بذرة الشعر في وجدانكِ؟ - ربما أن الشعر ولد توأماً معي، فأنا أكتبه منذ الطفولة، ولا أعرف أنه شعر إلى أن لفتت نظري معلمة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، واهتمت بما أكتب. r من يجايلونكِ شعراً من شاعرات المملكة؟ - الدكتورة الشاعرة أشجان هندي، وهدى الدغفق، ولطيفة قاري.. وربما قد سبقوني قليلاً. r ما أبرز الصحف والمجلات المحلية والعربية التي احتضنت قصائدكِ؟ - كل صحفنا المحلية ومعظم المجلات العربية نشرت قصائدي. r مشاركاتكِ المنبرية وأمسياتكِ الشعرية.. إلى أي مدى أسهمت في بلورة شخصيتك التي تودين ترسيخها في أذهان متذوقي شعرك؟ - بلا شك المباشرة مع الجمهور لها أثرها في كثير من الجوانب التي تهيئك لاعتلاء المنبر. r لكل شاعر بصمة خاصة تميزه عن غيره.. ما بصمتكِ؟ - ربما بصمتي في أسلوبي، كما قال ذلك الدكتور جريدي المنصوري. r من أبرز شعراء وشاعرات المملكة حالياً؟ - في المملكة حالياً الكثير من الإنتاج باسم الشعر، والقليل من الشعر والشعراء. r برأيك.. هل حركة النقد تساير نشاط الشعراء.. سواء على مستوى منطقة مكة المكرمة، أو غيرها من مناطق المملكة؟ - حالياً لا توجد لدينا حركة نقدية. r ما الذي هدفتِ لإيصاله من ديوانك الأول «للأعراس وجهها القمري»؟ - الهدف أن أراني في شعري. r وما مبتغاكِ من ديوانكِ الثاني «سِفر الغياب»؟ - المبتغى أن أرى مدى صوتي الشعري. r أجدتِ في الشعر.. فمن هو ملهمكِ؟ - ملهمي الحياة ذاتها لنعيشها بحضارة الإنسانية. r وأجدتِ في المقالة الأدبية.. فمن هو مكتشفكِ؟ - مكتشفي بل عرابي في المقالة الأستاذ العمدة - رحمه الله - محمد صادق دياب، الذي علمني التفريق بين فن المقالات بأنواعها. r ما أكثر المواضيع التي تشغلكِ شعراً؟، وهل تختلف عما تتناولينه في المقالات الصحافية؟ - شاغلي قضايا الحياة والإنسان، سواء كان رجلاً أو امرأة، وقضايا الوطن. وما لم أكتبه شعراً.. يأتي في المقالة. r متى تتوقف خيول الشعر عن الصهيل في داخلكِ؟ - متى ما شاء الله فالشعر لا يشيخ وهناك شعراء بدأت قريحتهم الشعرية في سن الأربعين. r ما سر توقفكِ عن الكتابة بصحيفة الحياة؟ - هم أوقفوني بعد أن كتبت مقالة بعنوان (وزير العمل تاج رأسك) ولم يقنعوني بأسبابهم الواهية، ولم أثر الموضوع كالباقين حتى لا يقال إني أصنع لنفسي بطولة من الإيقاف في صحيفتهم. r هل نجحتِ في توظيف وعيكِ وفهمكِ للحياة فيما دونته في كتاباتك عبر الصحف؟ - نعم خصوصاً في قضايا المرأة والواقع والتعليم وهذه المقالات ستخرج في كتاب إن شاء الله. r ما صحة ما يشاع: «إن النقد الأدبي لا يواكب الإبداع الشعري»؟ - مقولة أصابت الحقيقة. r هل أنتِ من مؤيدي (قصيدة النثر) في واقع عصرنا؟ - قصيدة النثر فرضت نفسها ولها فرسانها الذين يكتبونها بدقة ومفترسوها الذين يدّعونها. r ماذا تقولين عن أشعار نزار قباني المنحدرة من ذات الغصن؟ - أشعار نزار هي الشِعر. r كيف ترينه شاعراً وإنساناً؟ - نزار تتجلى إنسانيته في أنه كتب الحب حباً في نصرة المرأة، بصدق صوتها الأنثوي الذي فشل الآخرون في إيصاله بذكوريتهم. r ما البصمة التي تركتها زينب غاصب في شعرها التي تميزها عن غيرها؟ - لوني ولغتي كما تقول الناقدة الدكتورة نجلاء مطري. r شاعرة حقاً، ولكن الجميع غير مقتنع بذلك.. لمجرد أنها «امرأة» من تكون؟ - تلك التي لم تلتفت لأصوات النقد الشخصي. r شاعر، ولكنه في الدرك الأسفل من الشعر؟ - كثيرون. r أين يكمن جمال الرجل؟ - في مدى إنسانيته اللطيفة المتشحة برجولة المواقف وتحمل المسؤولية. r ولماذا تعجز بعض النساء عن رؤيته؟ - ربما لأنه قدم جبروته على إنسانيته ولطفه ورقته لإثبات رجولته. r الرجل في شعرك.. من هو؟ - هو الإنسان سواء كان حباً صارخاً أو قبحاً ماسخاً.. بصرف النظر عن الفطرة الطبيعية لمحبته كوجود يكتمل حياة بين الجنسين. r كيف كان دوره في حياتك؟ - منتهى الإيثار والتدفق والدفع للتفوق. r وما نصيبه في ألقك الشعري؟ - هو حاضر لديَّ كما حضور المرأة في شعر الرجل. r بيت من الشعر تمنيتِ أن تسرقيه أو تشتريه؟ - أبيات كثيرة تمنيت أن تكون لي، خصوصاً في تراثنا الشعري العربي الحافل بفنية الاحتراف لماهية الشعر، أما أشتري أو أسرق فلا. r ألا ترين ضرورة تدخل هيئة المواصفات والمقاييس من خلال ختم كل قصيدة صالحة للنشر؟ - ذلك كان في زمن اللا بديل، أما الآن فقد حلت مواقع التواصل الاجتماعي لتمنع تدخل الرقيب بمقصه. r البعض يجيد فن الإلقاء وهز الجمهور على «قافية ونص»، فأيهم يعجبك إلقاؤه؟ - الإلقاء موهبة أخرى أيضاً قد ترفع قصيدة خالية من الشعر وتخذل قصيدة زاخرة بالشعر، وهذه المعضلة لا بد أن يتعامل معها الشاعر بخبرة المرونة الصوتية.. r «كل ممنوع مرغوب».. فما الممنوع الذي تتمنينه؟ - ألا تقصى الشاعرة عن منبر الشعر مع رفيقها الرجل وتعتلي المنصة أمام الجمهور، وعموماً لم يعد هذا ممنوعاً فقد بدأت تتخطاه الكثير من المنابر الواعية. r أيهما أكثر تنفيساً.. أن تبكي دموعاً أم كلمات؟ - وقد تختلط الكلمات بالدموع وكلاهما متنفس.. r بماذا تفكرين الآن؟ - بالرد على أسئلتك. r أبيات من القصيد، لمن توجهينها؟ - أبيات للوطن الله يا وطني كفّاً علاه الخيرُ عذقاً أتاه الطيرُ ثوباً كلانا نرتديه..
مشاركة :