إيران تتبنى مشروعاً «صفوياً - صهيونياً» لتمزيق الأمة العربية والإسلامية

  • 2/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في إطار جهود قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، تمكنت القوات الشرعية اليمنية من استعادة مدينة المخا بعد طرد الانقلابيين منها لتصنع تحولاً إستراتيجياً كبيراً في العمليات باليمن، وعلى الصعيد الدولي كانت جماعة الحوثي قبل 20 يناير -بنظر الولايات المتحدة الأمريكية- طرفاً يمنياً، إلا أن وجود ترامب على رأس السلطة الأمريكية جعلها وللمرة الأولى تصف جماعة الحوثي بأنها يد إرهابية تابعة لإيران تزعزع أمن واستقرار المنطقة، وتجلت الحالة الأمريكية أكثر بدفع المدمرة الشهيرة «يوس.إس.إس.كول» إلى قبالة سواحل اليمن، وفي ظل هذه التطورات السريعة كان ل«اليمامة» هذا الحوار مع المحلل السياسي اليمني د.عبده سعيد المغلس.. وإلى نص الحوار: r بداية.. كيف هو الوضع في الداخل اليمني الآن؟ - لدينا الآن شرعية تمارس دورها ولدينا مشروع مخرجات الحوار الوطني ومشروع مسودة الدستور وجميع القوى في الداخل والخارج تدعم هذه الخطوات وتدعم الشرعية في تنفيذ هذا المشروع لإخراج اليمن من نفق الانقلاب المظلم وتداعياته والحرب التي يشعلها الانقلاب. r كيف ترى مواقف أمريكا والرئيس الجديد دونالد ترامب تجاه اليمن؟ - أمريكا دولة تحكمها مصالح مؤسسات اقتصادية ضخمة خاصة مؤسسات «قطاع النفط، تجارة السلاح، تجارة الأدوية»، وأي رئيس يأتي يمثل هذه المصالح الاقتصادية لأمريكا، وأي رئيس أمريكي يأتي يضيف بصمة له ولكن لا يستطيع الخروج عن مصالح هذه المؤسسات. ترامب يتميز عما سبقوه أنه واضح ومحدد الأهداف، البعض من الإدارات الأمريكية السابقة يخنقوا الأمة العربية بقفاز حرير ناعم، إنما ترامب ارتدى قفاز حديد واضح جداً، أما هدف المؤسسات في المنطقة لا يتغير فهم دائماً يضعون مصلحتهم في المقام الأول، ودورنا هو البحث عن عقود «الكل يربح» للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، ولا يجب أن يكسبوا بالمطلق على حسابنا أو نكسب نحن بالمطلق على حسابهم، فيجب أن تكون هناك مصالح مشتركة. r كيف ترى أهمية استعادة القوات الشرعية بدعم من التحالف العربي مدينة المخا؟ - هذا يعتبر انتصاراً كبيراً جداً، فلم تكن المخا مجرد ميناء عادي، فهو الميناء الذي يتحكم في مضيق باب المندب كممر مائي مهم جداً للتجارة العالمية والنفط، وكانت قوات الانقلاب خاصة الرئيس السابق علي عبدالله صالح أنشأ شبكات ضخمة جداً للتهريب في الساحل الغربي على امتداد باب المندب وكله يتمركز في المخا يدعمه معسكر خالد بن الوليد لحراسة وحماية هذه المصالح الاقتصادية في تهريب السلاح والمخدرات والخمور ورمي النفايات المدمرة التي تكلف الدول الكبرى مبالغ ضخمة للتخلص منها، وبالتالي سقوط المخا يمثل ضربة قاصمة للانقلاب وخطوة مهمة في تحرير تعز والحديدة وبقية المناطق التي يهيمن عليها الانقلابيون. r بعد فشل جميع الهدنات التي تم التوصل إليها بين التحالف والفصائل اليمنية بوساطة الأمم المتحدة.. من يتحمل مسؤولية هذا الفشل؟ - هناك 70 اتفاقاً في هذه الفترة القصيرة حصل مع القوات الانقلابية والحوثيين ولم ينفذ أي اتفاق، وهذا يؤكد ما كنا نقوله إن هناك اتفاقيات عقدت معهم منذ عام 2004م إلى اليوم، ولم يلتزم الحوثيون بأي شيء اتفقوا عليه ووقعوه، وبالتالي هم يتحملون المسؤولية الكاملة عن فشل المحادثات التي يرعاها الأمين العام للأمم المتحدة. r كيف ترى الدور الإيراني في أزمة اليمن؟ - الدور الإيراني يجب أن يُعرف جذوره، هذا مشروع «صفوي - صهيوني» مهمته تمزيق الأمة العربية والإسلامية، وتم التمهيد له مبكراً منذ مجيء الخميني إلى السلطة في إيران وأسس لدولة قائمة على المذهب وبنود الدستور الإيراني ينص على هذه الأمور، لذلك تم التخلص من المرجعيات الشيعية العربية وعلى رأسها الإمام الخوئي والإمام محمد باقر الصدر، وتم الحفاظ على مرجعيتين صفويتين هما الإمام الخميني والسيستاني، وما يؤكد هذا المشروع في مذكرات دونالد رامسفيلد - وزير الدفاع في الإدارة الأمريكية التي قادها الرئيس بوش الابن- ذكر أنه تم تسليم السيستاني 200 مليون دولار مقابل الفتوى التي أصدرها بعدم مواجهة القوات الأمريكية في العراق، فهذا مشروع يريد الهيمنة والسيطرة على المنطقة، ولا تنسى التصريحات التي تحدث عنها القادة الإيرانيون ورؤساء مراكز الأبحاث الإيرانية أنه بسقوط صنعاء سقطت العاصمة الرابعة بيد إيران، ولا تنسى تصريحات قائد البحرية الإيرانية ووزارة الدفاع الإيرانية التي تتحدث عن الهيمنة على هرمز وباب المندب، وهناك عبارة لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي حينما قال: «من يمتلك السيطرة والتحكم في هرمز وباب المندب لا يحتاج إلى قنبلة نووية»، وبالتالي إيران أدخلت اليمن مبكراً في الصراع عبر تبنيها هذه الجماعة والاهتمام بها ورعايتها وتزويدها بالسلاح والأموال والتدريب لإحداث هذه الفتنة في اليمن. r كيف يمكن مواجهة تحديات المخاوف على الوحدة ومواجهة تنظيم القاعدة وداعش والحوثيين؟ - فيما يتعلق بالوحدة واللحمة الوطنية والنسيج الاجتماعي هناك مشروع أجمع عليه اليمنيون وهو مشروع «الدولة الاتحادية بأقاليمها الستة» هذا المشروع تبنته ثورة الشباب ثم تبنته مخرجات الحوار الوطني ثم أسست له المبادرة الخليجية ثم أسست له القرارات الدولية التي صدرت ومنها ثلاثة قرارات تحت الفصل السابع، فهنا هذا المشروع يضمن قيام وطن واحد ومواطنة واحدة وتوزيع عادل للسلطة والثروة في اليمن هذا يضمن الوحدة الوطنية من صعدة إلى المهرة. وفيما يخص القاعدة والإرهاب، الدولة تكفلت بهذا الأمر، ولا تنسى أن إيران استضافت جميع قادة القاعدة وأفرادها عند خروجهم من أفغانستان، ولا تنسى أيضاً أن هذه القاعدة وداعش والإرهاب ما هي إلا وليدة لتعامل دولي إقليمي؛ لأن الإرهاب صناعة مصالح تريد الهيمنة على المنطقة من خلال الحرب على الإرهاب، والدولة في السلطة السابقة استخدمت هذه الورقة لتنفيذ أجندتها الخاصة واستمرارها في السلطة، ولكن الشرعية ممثلة في الرئيس والحكومة تولت هذا الأمر وواجهت القاعدة في مختلف المناطق وتمت مواجهتها بشكل واضح، وهنا دور الدولة هي التي ستعمل على ضمان الوحدة الوطنية ومواجهة الإرهاب بخطتها. أما الحوثيون فهم يريدون تنفيذ المشروع «الصهيوني - الصفوي»، فهم تخلصوا من ممثلهم الذي وقع مخرجات الحوار الوطني وتم قتله في صنعاء وحتى اللحظة لم يتم العثور على قاتله، فهم دورهم تخريبي ولا يمتلكون مشروعاً، وكما يتضح اليوم فمشروعهم هو الغنائم والنهب وحبس الكثير من الصحفيين والسياسيين والمعارضين، رغم أنه تم قبلوهم كمكون سياسي لكنهم خرجوا عن مشروع الإجماع الوطني وانقلبوا عليه. r وما الحل مع جماعة الحوثي؟ - القضية محددة ومحلولة في مخرجات الحوار الوطني، والجميع مجمع على أن بقاء جماعة الحوثي كمكون سياسي ليس ميليشا ولا عصابات مسلحة أمر مفروغ منه بشرط الالتزام بمخرجات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية وتسليم السلاح، ولا نفكر في مشاريع بديلة أخرى. r ما تقييمك لدور التحالف العربي الذي تقوده المملكة في اليمن؟ - المملكة العربية السعودية تلعب دوراً مميزاً ورائداً في هذه المرحلة التي تعيشها الأمة العربية، والتحالف العربي بقيادة المملكة وبمشاركة دول عربية عديدة على رأسها مصر والإمارات هو العامل الإيجابي الوحيد في هذا الليل المظلم الذي تمر به الأمة العربية، والدور السعودي في اليمن واضح منذ فترة طويلة في مساعدة الدولة اليمنية والجيش والمغتربين في السعودية والآن تساعد الشرعية في إعادتها ومواجهة الانقلاب، فدورها فاعل وفعال على مختلف الأصعدة.

مشاركة :