اختتمت أمس أعمال المؤتمر الدولي الأول لاستدامة الشركات، الذي نظمه مجلس الغرف السعودية، وهيئة السوق المالية، بالشراكة مع "تمكين" للحلول المستدامة، حيث جرى انعقاد خمس جلسات عمل تناولت قضايا استدامة الشركات وممارسات الحوكمة والإفصاح، بمشاركة خبراء ومختصين محليين ودوليين في هذا المجال. وتناولت الجلسة الأولى في اليوم الثاني من المؤتمر، التي أدارها الدكتور سليمان السكران، أستاذ العلوم المالية المشارك في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ثلاثة محاور تتعلق بأفضل ممارسات الحوكمة والإفصاح، التي تمثلت في أفضل مبادئ الحوكمة ودور مجلس الإدارة في تحقيقها، ومسألة القيم والأهداف والدور الريادي لمجلس الإدارة في تبني أفضل ممارسات الحوكمة، واعتماد منهجية شاملة للإفصاح من خلال التقارير المتكاملة التي تتضمن الجوانب المالية وغير المالية. المتحدثون في الجلسة الثانية أكدوا دور الشفافية والإفصاح في إيجاد بيئة جاذبة للاستثمار. «الاقتصادية» وشدد فيليبي بوتشيه، نائب الرئيس التنفيذي في المجلس الدولي لإعداد التقارير المتكاملة، على أهمية التزام الشركات بالتقارير المالية، مما يساعد على توصيل المعلومات الدقيقة لأصحاب المصالح من المستثمرين. ونوه إلى أن الارتقاء بأعمال وأداء الشركات يتطلب الاهتمام ببعض العناصر الأساسية، مثل الالتزام بالقوانين ورفع مستوى الشفافية، والتواصل مع المساهمين، وشرح القيم الداخلية والتحقق من مستوى الدمج وغيرها. وركز الدكتور يحيى الجبر، رئيس قسم المحاسبة في جامعة الملك سعود، على ثلاثة محاور للإفصاح عن استدامة الشركات، تتضمن البعد البيئي والاجتماعي والاقتصادي، مؤكدا على أهمية الأبعاد الثلاثة في التنمية المستدامة. واستعرض جون لليوت، الرئيس المالي لشركة كراون ايستيت، الحوكمة وإمكانية تطبيقها واستفادة الشركات منها، لافتا إلى ضرورة الاهتمام بمسألة القيم والنزاهة والنظرة نحو الاستدامة والإدارة الجيدة، بالإضافة إلى الإرادة القوية ووضع إستراتيجية طموحة لتحقيق الأهداف الحالية وطويلة الأجل. وتناول الوليد السناني، مدير إدارة حوكمة الشركات في هيئة السوق المالية، الاحتياج التشريعي والتنظيمي والإجرائي داخل الشركات الخاصة حتى تتكلل جهود الاستدامة، منوها إلى المخاطر التي تواجهها مبادرات الاستدامة، التي تؤدي إلى عدم استمرارها نتيجة لتغير الأشخاص في مجالس الإدارة. ودعا إلى وجود التزام مؤسساتي ودمج معايير الاستدامة في سياسات وإجراءات الشركة، بالإضافة إلى الشفافية ودورها في قياس الأداء. واستعرضت الجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور إحسان بوحليقة، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، موضوع "استدامة الشركات: من منظور المستثمرين" من خلال التركيز على أربعة محاور. وتضمنت الجلسة توضيح العلاقة بين ممارسات استدامة الشركات والعائد على الاستثمار منها، وتأثير الإفصاح والشفافية على الأسس والمعايير المحاسبية، ودور ممارسات استدامة الشركات وبشكل خاص الشفافية والإفصاح في خلق بيئة جاذبة للاستثمار، وأهمية تضمين الاعتبارات البيئية والاجتماعية ومبادئ الحوكمة في الصناديق الاستثمارية. وركز مارك غويدر المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الغد على أهمية استدامة الشركات التي تتم من خلال نجاحها في خدمة المجتمع واهتمامها بالسمعة والثقة والحوكمة الجيدة، إلى جانب التركيز على التقارير والنتائج المالية السريعة. وتناول سلمان الأسمري، الرئيس التنفيذي لشركة أديم المالية، أثر الحوكمة والشفافية في استدامة الشركات وتنميتها، لافتا إلى التطور الملحوظ في الجانب التشريعي وتطبيق الحوكمة في السوق السعودي، في حين دعا إلى الاستفادة من التجارب العالمية لتحقيق الاستدامة، خاصة أن المملكة تشهد نموا وتطورا في اقتصادها الذي يعد الأكبر في المنطقة. وتطرقت الجلسة الثالثة، التي أدارها طلعت حافظ، الأمين العام للجنة الإعلام والتوعية المصرفية في المصارف السعودية، إلى أثر أطر عمل الاستدامة المختلفة في تشجيع الإفصاح للشركات المدرجة بالسوق المالية. وناقشت الجلسة ثلاثة محاور، تمثلت في الدور الإرشادي لبورصة ماليزيا في نشر ثقافة الاستدامة بين الشركات المدرجة بالسوق المالية، واستعراض إطار العمل الحالي الذي يتكون من أربعة أركان للاستدامة، وأثر اتباع أطر العمل على الشركات المدرجة بالسوق المالية. وتناولت الجلسة الرابعة، التي أدارها سامي محمد الشرفاء، مدير إدارة الأدوات المالية في هيئة السوق المالية، الانتقال إلى المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية، وذلك من خلال ثلاثة محاور، هي أثر استخدام الإطار المتبع من قبل المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية على جودة القرارات المتخذة من قبل مجلس الإدارة، ودور هذه المعايير في تقييم المخاطر واتخاذ القرارات المناسبة لحدها، والأثر المتوقع على الأسواق المالية وجذب المستثمرين جراء استخدام هذه المعايير. وناقشت الجلسة الختامية التي أدارتها آسيا آل الشيخ، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تمكين، موضوع "استدامة الشركات: التحديات والفرص"، حيث جرى استعراض أهم ما تم طرحه ومناقشته في جلسات المؤتمر، والوقوف على أبرز وأهم التحديات والفرص في استدامة الشركات في المملكة.
مشاركة :