ظهر مقطع فيديو يكشف لقطة مخيفة لإنقاذ أب طفلَه، وأخذه نحو مكان آمن بعدما بترت ساقاه حتى الركبتين في قصف بالبراميل في سوريا، حسبما رصدت البريطانية. الطفل واسمه حسب ما يعرف محلياً عبد الباسط طعان السطوف (8 سنوات) علق أثناء قصف عنيف من القوات الجوية السورية في منطقة الهبيط بإدلب، ما أدى لبتر ساقيه في الهجوم وقتل والدته وجرح اثنين من إخوته؛ أما الصبي فوضعه أبوه على الأرض إلى جانب شاحنة، ويظهر الأب وهو يرفع ذراعيه ويقول "الله أكبر"، فيما الابن يتألم مصدوماً ويقول "ارفعني يا أبي، احملني." وقد أخذ الصبي –وهو لاجئ من قرية اللطامنة قرب حماة- إلى مستشفى وقيل إن حالته خطرة. وقد توفيت أمه، بينما له أخت في حال خطرة هي الأخرى بالمستشفى. وفي الوقت نفسه قصفت القوات التركية بلدة تحت سيطرة "داعش" في سوريا أسفرت عن مقتل 34 مدنياً في يوم واحد وفق ما قاله المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الخميس 16 فبراير/شباط 2017، لكن الجيش التركي قال إن "الإرهابيين" فقط هم من قتلوا في العملية. وأضاف المرصد أن أعداد من قتلوا في القصف الجوي والمدفعي على بلدة الباب بلغت 24 مدنياً منهم 11 طفلاً مع صبيحة يوم الخميس 16 فبراير/شباط. وكان القصف تجدد لاحقاً ذاك النهار ليقتل 10 مدنيين آخرين منهم 6 أطفال حسب ما قاله مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الأنباء الفرنسية. فيما نقلت وكالة الأناضول الإخبارية التركية الحكومية عن الجيش التركي قوله أنه قتل 15 "إرهابياً" بالقصف الجوي ونيران المدافع والاشتباكات. معارك شرسة وتعد مدينة الباب آخر معاقل تنظيم داعش في محافظة حلب شمال سوريا، وهي تتعرض خلال الأشهر الأخيرة لهجوم شرس مكثف من القوات التركية وحلفائها من المعارضة السورية ضمن حملة لواء "درع الفرات" العسكرية. وكانت قوات التحالف المشتركة قد اقتحمت مدينة الباب أثناء نهاية الأسبوع الماضي، فيما قال رئيس الوزراء التركي بنعلي يلدرم يوم الثلاثاء إن البلدة "تمت السيطرة عليها إلى حد كبير". لكن المرصد قال إن القوات التركية لم تحرز سوى تقدم قليل مذ دخلت البلدة من جهة الغرب. وتحدث أبو جعفر، القائد الميداني لأحد كتائب درع الفرات، إلى وكالة الأنباء الفرنسية واصفاً الاستماتة الشرسة لداعش في الدفاع عن بلدة الباب فقال "جربنا تكتيكاً جديداً وتمكنا من التقدم خلال بلدة الباب حوالي الواحدة فجراً (من الخميس)" حيث تمت السيطرة على عدة صوامع قمح رئيسية غرب المدينة، ثم تابع "لكننا للأسف فيما كنا نقتحم المدينة فوجئنا بكمين نصبه لنا داعش." وقال أن العديد من مقاتليه جرحوا عندما تعرضوا لهجوم انتحاري واحد على الأقل، كما لحقت أضرار جسيمة بمعداتهم الحربية. وقال أبو جعفر أن قواته تعيد انتشارها وتوزيع مقاتليها تحضيراً لهجوم جديد، وأن القصف الجوي بالطائرات التركية والتحالف المدعوم أميركياً مازال مستمراً. أما على الجهة الشرقية من البلدة فشوهد مقاتلو فوج مصطفى التابعون لقوات درع الفرات يهجمون على مدينة الباب من بيارة زيتون يوم الخميس، حيث اقتحمت هذه المجموعة البلدة على ظهور شاحنات البيك-آب المجهزة بالمدافع الأوتوماتيكية، لتمشط المدينة بنيرانها ورصاصها قبل أن تتمكن من دخول بضعة مبان متهدمة بفعل القصف. وكانت تركيا بدأت عملياتها العسكرية في سوريا شهر أغسطس/آب الماضي لتستهدف كلاً من قوات داعش والمقاتلين الأكراد، حيث أحرزت القوات التركية في البدء تقدماً سريعاً، بيد أنها تلكأت وعلقت عند عقبة بلدة الباب في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي. هذا وتعد مدينة الباب هدفاً أساسياً كذلك لقوات النظام التي تواصل تقدمها نحو البلدة من جهة الجنوب، بيد أن أمامها درباً طويلة قبل دخول البلدة نظراً لأنها فضلت التركيز على تطهير ريف المنطقة المحيطة من بؤر داعش في الأيام الأخيرة. حرب سوريا شهدت منذ اندلاعها في مارس/آذار 2011 مقتل 310 آلاف شخص حينما انطلقت الاحتجاجات المناوئة للحكومة، كما شردت أكثر من نصف سكان البلاد واستقطبت "الجهاديين" والجيوش الدولية. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Daily Mail البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .
مشاركة :