حظيت فقرة (ذاكرة الفل)، التي قُدّمت ضمن فعاليات مبادرة (تراثنا حبنا 3) لمؤسسة الفن النقي، التي تقام حاليًا ببيوت الطين بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، بإعجاب الزوار؛ إذ مثلت توجهًا فنيًّا مختلفًّا (لم يعد الرسم ممارسة بصرية خالصة). الفقرة مزجت بين الواقعية والزخرفة التشكيلية، وربط الواقع بالمتخيَّل والموروث، وشارك بها عدد من الراقصين العارضين للفن الشعبي الحركي متماهيًا مع تفاعلات زهرة (الفل)، ومكانتها في الموروث الجنوبي. الفنان والرسام عبد الوهاب عطيف مال في عرضه كما هي لوحاته المتاحة للزوار إلى انتماء الفنان لبيئته في منطقة جازان؛ إذ غاص فيها مستمدًا منها رموزه، ومفرداته التشكيلية.. فيما حفلت لوحاته المرسومة بتقنية أصباغ شعبية على سعف بالكثير من نقاشات الزوار. رمزية (الفل) كانت حاضرة للزوار؛ إذ تداخلت مع اللوحات الفنية للفنان، وانسدلت ممتدة في خيال ملهم مع الواقع متيحة لخيالات الزوار الربط الخاص، كُلٌّ وفق إحساس مختلف. هذا، فيما ضم المعرض تشكيلاً مجسمًا لبيت (العشة) الجازاني؛ إذ يصف الفنان عطيف الفكرة بقوله إنه مزج لبيت العشة مع تشكيل السفينة وهي متشحة بألوان مرتبطة بنباتات الكادي وزهور الفل. مؤكدًا أنها تعرض بأكثر من شكل تراثي بتغييرات سريعة، وهي تعرض لأول مرة. يُذكر أن من أبرز مشاركات الفنان عبد الوهاب عطيف مشاركة كانت في غاليري (آرت هاب) بأبوظبي، بعنوان (ذاكرة الفل)، بأكثر من 50 لوحة ضمن التقنيات الجديدة التي استخدمها فيها (زيتي، باستيل، زيت على سعف، أكريليك، أصباغ شعبية على سعف).. وهي جميعها مستوحاة من المشغولات الشعبية في بيئته الريفية في جازان. كما أن معظم معارضه ومشاركاته برز فيها جانب التشكيل والتركيز على زهرة مما اشتهرت به منطقته، وحملت عناوينه (فل.. وفل)، (سهرة على ضفاف الفل)، (من ذاكرة الفل) و(ناظمة الفل).. وهي من أسماء لوحاته الأبرز. يُذكر أيضًا أن مبادرة (تراثنا حبنا3) أطلقتها الأميرة أضواء بنت يزيد، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الفن النقي، بدءًا من السبت الماضي، وتحمل عنوان (تراثنا حبنا) إحياءً للبيوت الطينية؛ لما تمثله من قيمة تاريخية، وبهدف اكتشاف الماضي الأصيل، وإظهاره برؤية معاصرة، وتعزيز الهوية الوطنية والثقافية، وذلك بالتعاون مع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث، برعاية من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز. ويحمل معرض الفنون التشكيلية (تراثنا حبنا) رؤية معاصرة للتراث السعودي، ويُعدُّ الأول من نوعه في السعودية محتويًا على أعمال فنانين معاصرين من أجيال مختلفة، ويقام في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بـ(المباني الطينية التراثية)، التي تمثل النمط العمراني للمدينة القديمة في الرياض. من جهتها، أكدت الأميرة أضواء بنت يزيد أن هدف المعرض إحياء البيوت الطينية؛ وذلك لقيمتها التاريخية، واكتشاف الماضي الأصيل، وتشجيع وتطوير الفنانين الشباب، ودعمهم لإنتاج أعمال تفصح عن نظرتهم إلى التاريخ والماضي الأصيل برؤية معاصرة، وتعزيز الهوية الوطنية والثقافية من خلال أعمال فنية معاصرة. كما يساهم المعرض في إبراز الهوية الوطنية، والكشف عن ملامحها، وإلقاء الضوء عليها من زوايا تاريخية وجغرافية واجتماعية ونفسية، وتنمية التذوق الفني، ونشر الوعي حول أهمية الإرث الثقافي والمعماري الذي تركه الأجداد، وتحفيز الشباب وتشجيعهم للحفاظ على تراثهم. وأشارت إلى أن المعرض المستمر لمدة ثلاثة أسابيع يضم أعمالاً فنية بتقنيات مختلفة من رسم ولوحات ونحت وطباعة وأعمال مركبة.. كما يضم مجموعة من منتجات مستوحاة من التراث برؤية جديدة ومبتكرة، صُنعت بأيدٍ سعودية. كما أكدت دعمها للفنانين والحركة الفنية الثقافية من خلال مؤسسة الفن النقي، وحرصها على الارتقاء بمستوى الفن التشكيلي في السعودية، والاستمرار بإقامة معارض بمستوى فني عالٍ، ونشر الثقافة الفنية.
مشاركة :