واشنطن - وكالات - أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه سيصدر الأسبوع المقبل أمراً تنفيذياً جديداً في شأن الهجرة، تفادياً للدخول في مواجهة مفتوحة وطويلة مع القضاء الذي علق مرسومه الأول. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده ترامب في البيت الأبيض، ليل أول من أمس، شهد سجالاً مفتوحاً مع الصحافيين لأكثر من ساعة، على خلفية التسريبات المتعلقة بالاتصالات مع روسيا. وقال ترامب «سنصدر أمراً جديداً وشاملاً جداً لحماية شعبنا»، وأشاد بمرسومه الاول، منتقداً قرار المحكمة تعليقه. من جهتها، أعلنت وزارة العدل أنها طلبت وقف دعوى الاستئناف لقرار تعليق أمر منع السفر الذي اصدره ترامب، للاجئين ولمواطني سبع دول ذات غالبية اسلامية. وقال محامو وزارة العدل، في مذكرة الى المحكمة، انه «بدلاً من استمرار الخلاف أمام المحكمة، يعتزم الرئيس إلغاء المرسوم ليقرر بدلاً منه مرسوماً جديداً معدلا في شكل كبير». واضاف المحامون ان المرسوم الجديد «سيزيل ما اعتبرت المحكمة بشكل مغلوط، انه يثير قضايا دستورية»، معتبرين أنه «عبر التحرك على هذا النحو، سيتيح الرئيس حماية فورية للبلاد بدل مواصلة تحرك في القضاء قد يستمر لفترة طويلة». ويأتي هذا التطور بعدما تعرض المرسوم الأول لنكستين قضائيتين، في الثالث من فبراير الجاري حين علق قاض في سياتل تنفيذه، وفي التاسع من الشهر نفسه، حين أبقت محكمة استئناف في سان فرانسيسكو هذا التعليق. وفي مؤتمره الصحافي، نفى ترامب أي تآمر مع روسيا خلال الحملة الانتخابية، التي اتهمت خلالها الاستخبارات الروسية بقرصنة مقربين من منافسته هيلاري كلينتون. وقال ان «كل رواية روسيا هي حيلة»، محولاً النقاش في شأن التسريبات الاستخبارية. وأكد أنه طلب من وزارة العدل التحقيق حيال «التسريبات الجنائية»، المنبعثة حسب قوله من قدامى إدارة سلفه باراك أوباما. وكان لافتاً حصول جدال استمر أكثر من ساعة مع الصحافيين، خلال شرح ترامب أسباب استقالة مستشاره للأمن القومي مايكل فلين. وفي توزيع للتهم على الاعلام وخصومه الديموقراطيين اتسم بالغضب والعنف أحياناً، تحدث ترامب عن «مستوى منفلت من الخبث»، واستعاد تعابير دقيقة من الحملة، وانتقد نخب الساحلين الشرقي والغربي الذين «يعيشون في الاوهام ولا يعرفون شيئاً عن اميركا الحقيقية». وقال مستعيناً بلائحة ان «معظم وسائل الاعلام في واشنطن وفي نيويورك ولوس انجليس ايضا، لا تتحدث عن الشعب بل عن المصالح الخاصة وعن المستفيدين من نظام فاشل». واضاف «اقول لكم فقط انكم اشخاص خبثاء، والجمهور لم يعد يصدقكم». وخاطب صحافي أراد القيام بحركة تهريجية بعد سؤاله بالقول «اجلس». وقال لآخر «اصمت». في سياق متصل، أعلن ترامب ترشيحه الكسندر اكوستا لتولي منصب وزير العمل، ليكون أول شخص من أصل أميركي لاتيني يختاره الرئيس في إدارته. في المقابل، رفض الادميرال السابق روبرت هاروورد منصب مستشار الامن القومي لترامب، حسب ما افادت وسيلة اعلامية اميركية. وأوضح هاروورد، الذي كان من الاسماء التي تم التداول بها لخلافة فلين، في بيان، أنه رفض هذا المنصب لأنه «لا يمكنه أن يقوم بهذا الالتزام». واضاف «هذا العمل يتطلب 24 ساعة في اليوم وتركيزا على مدى سبعة أيام في الأسبوع والتزاما للقيام بذلك في شكل صحيح. أنا حالياً لا يمكنني أن أقوم بهذا الالتزام». وفي نكسة أخرى، استقال عشرة من أعضاء اللجنة الاستشارية لترامب الخاصة بشؤون الأميركيين الآسيويين وسكان جزر المحيط الهادي، احتجاجاً على حظر دخول مواطني الدول السبع ذات الغالبية الاسلامية. وسط هذه الأجواء، يسعى نائب الرئيس مايك بنس، من خلال تأكيده على التزام الولايات المتحدة تجاه أوروبا، في المؤتمر السنوي للأمن في ميونيخ اليوم السبت، إلى تهدئة الحلفاء القلقين. وقال مستشار كبير للسياسة الخارجية في البيت الأبيض إن بنس سيقول في مؤتمر الأمن السنوي في ميونيخ إن أوروبا «شريك لا غنى عنه» للولايات المتحدة، في رسالة سيكررها في اجتماعات خاصة مع الزعماء يومي غدا الأحد وبعد غد الاثنين.
مشاركة :