رغم إقامة الأستاذ الدكتور فهد الراشد في الدولة العربية الشقيقة السودان ممثلا لبلده الكويت في جامعة الدول العربية كتخصصي أول في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، إلا أن همه الوطني يتمتع بالتوهج والحضور، وهو الهم الذي يربطه برباط وثيق مع وطنه الكويت، سعيا لتقديم ما يستطيع تقديمه من عطاءات إبداعية وتراثية ولغوية. وفي سياق احتفاله بأعياد الكويت الوطنية، يعيد الراشد طرح رؤيته الإبداعية من خلال الأوبريت الغنائي «هوية وطن»، وهو المشروع الوطني الكويتي التطوعي الذي أصدر نصه في كتاب عام 1914، ويحرص في كل احتفالية وطنية أن يكون هذا الأوبريت حاضرا من خلال كلماته التي تتغنى بما تحتويه الكويت والدول الخليجية من أصالة وتراث ومعاصرة. ويتجلى الراشد في هذا العمل الشعري الغنائي، عشقا ومدحا وحلما لوطنه الكويت أرضا وقيادة وشعبا، مسترجعا خلاله أمجاد الأجداد بمنجزاتهم بالإضافة إلى آفاق الحاضر وإشراقة الماضي. ونص الأوبريت سجله الراشد بصوته عبر قرص مدمج وتضمن صورا ومشاهد تبرز الكويت في حضورها المحلي والعربي والعالمي المؤثر، تأكيدا على علو شأن هذا البلد الصغير في مساحته الكبيرة في عطاءاته، الحاضر دائما في كل المحافل الدولية، التي تعنى بالإنسانية وتمد الأيدي البيضاء للذين يحتاجون لمساعدات من دون منة. والأوبريت، يكشف ملحمة وطنية تتواصل فيها الكلمات ببساطة ويسر مع مشاهد ولوحات فنية تعبيرية، تبدو فيها الأحلام مفعمة بالصدق والإخلاص ومتناسقة مع ما يتطلع إليه المؤلف من علو شأن الوطن والدول الخليجية الشقيقة. ويرى الراشد في أعياد الكويت مناسبة وطنية كبيرة، يجب ان تتضافر فيها الجهود، وتتلاحم المشاعر من أجل إظهار ما يمتلكه الوطن من إرادة قوية كي يظل متماسكا وقويا بشعبه، ومتحدا في قراراته ومتحديا لكل ألوان الفرقة والفتن، ومنحازا للإنسانية في كل أحوالها، وهذا ما تحقق بالفعل، بفضل قيادته الحكيمة وصبر الأبناء على المحن، وتخطيهم لها رغم ما خلفته من مرارة لا يمكن أن تمحى من الذاكرة الجمعية... وهذا ما يعكف عليه الراشد حاليا وذلك من خلال توثيق هذه الأحداث التي مرت على الكويت خلال الغزو الصدامي الغاشم على الكويت، بالصور التي يمتلكها، خصوصا في فترة ما بعد التحرير مباشرة عندما اضطلع بدور وطني مؤثر فيها. وفي سياق فرحة هذه الأعياد الوطنية، رجع الراشد إلى أرشيفه الذي لا يزال يحتفظ به، خصوصا في الفترة التي أعقبت مباشرة تحرير الكويت من الطغيان الصدامي، راصدا بالصور بعضا من تلك الفترة وما تضمنه من فرحة رغم الدمار الذي لحق كل شيء، ليقول: «هذه الصور يعود تاريخها إلى الفصل الدراسي الأول بعد التحرير مباشرة ديسمبر 1991م، بعد أن دخلنا كلية الآداب في منطقة الشويخ في شهر مارس 1991م، وشكلنا لجنة البناء والتعمير برئاسة الأستاذة ابتسام القعود، قسم الاجتماع، وكنت أشغل المشرف العام للجنة البناء والتعمير، ومسؤول إنقاذ الملاعب والحدائق في كلية الآداب، تحت رئاسة الدكتور عبد الوهاب الظفيري، من قسم الاجتماع، وتم تسليم المبنى لشركة المقاولون العرب المصرية، لإعادة ترميمه، وكان عميد كلية الآداب آنذاك الأستاذ الدكتور سليمان البدر، الذي أصبح وزيرا للتربية في هذا العام». وأضاف: «كذلك قمت بإعادة تأسيس مكتبة قسم اللغة العربية، وأشرفت عليها بعد ذلك بإيعاز من الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر، رئيس قسم الله العربية؛ وقتئذ - رحمة الله عليه - وهذه الصور هي عبارة عن دراسة ميدانية مقدمة لأستاذة الأدب الشعبي العربي الدكتورة الشاعرة حصة الرفاعي، أجريتها على العامل النفسي في كيفية بناء الخنادق العراقية، غير مبال بما قد يكتنفني من أخطار الألغام والأسلحة، أهديها لكم بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لتحرير الكويت من براثن النظام الصدامي».
مشاركة :