محمود عبدالله (أبوظبي) تحتل التشكيلية والنّحاتة الإماراتية الدكتورة نجاة مكي مكانة متميزة في طليعة الحركة التشكيلية الإماراتية والخليجية، ليس فقط على مستوى الإنتاج الفني بل على مستوى الحضور الفكري والثقافي، بسبب نشاطها المستمر ومشاركاتها النشطة في الفعاليات التشكيلية الخليجية والعربية والعالمية، وهي تستعد حالياً لافتتاح معرضها الجديد في منتجع (ون آند أونلي رويال ميراج) بدبي، والذي تنظمه باتريكا كريستال غاليري من 8 وحتى 31 مارس المقبل، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وأوضحت مكي في حديث خاص لـ«الاتحاد» أن معرضها يتضمن 13 لوحة جديدة تقترب في حجمها من الجداريات، تعبر عن حال وواقع المرأة العربية بواسطة اللغة البصرية، وقالت: «في لوحاتي المختارة للحديث عن المرأة كإنسان بالدرجة الأولى، لا أتوقف عند اتجاه فني بعينه، بل أميل دائماً إلى الانتقال بين الخامات والموضوعات، لأنني أؤمن بضرورة التنويع في التجربة الفنية، ما يتطلَّب توظيفاً بديعاً للخامة، كما أحرص كذلك على أن يكون توظيفاً حذراً وفي مكانه الصحيح، هو بكل تأكيد ليس ديكورياً، وإلا تفقد اللوحة أهميتها ودهشتها الفنية، فاللوحة الفنية بالنسبة لي تمثل خلاصة تعبيرية لأحلام الإنسان وتعبيراته، لذلك تمثل كل لوحة منطلقاً لحلم وضوء جديدين، يهدي الروح سبل تحقيق الذات والمساهمة في إعمار الكون». وأعربت مكي عن سعادتها بحضورها تشكيلياً في هذه المناسبة المهمة على الصعيد العالمي، وقالت عن واقع المرأة العربية ودورها في حركة التشكيل: «نحن نعيش من أسف في مجتمع ذكوري بالدرجة الأولى، وفي ظل ظروف صعبة حاولت المرأة أن تحقق ذاتها ومكانتها، تبوأت مناصب كبرى وهذا يُعد شيئاً كبيراً بحد ذاته، ويؤكد نجاح المرأة وتحدياتها وآمالها وتحققها على الواقع الملموس، ومع ذلك أصبح لها كيان مهم ومكمل للرجل في المجتمع وفي المنظومة الثقافية العامة، شاركت المرأة كتشكيلية في معارض وملتقيات عدة في معظم الدول العربية والأجنبية، وأستطيع القول بأنه حدثت طفرة كبيرة للمرأة في الفن التشكيلي ومساهماتها الفنية، ولدينا الكثير من الباحثات والمبدعات، والخطوة المقبلة ستكون للمرأة». وكشفت مكّي أنها تستعد لجولة خارجية كبيرة تبدؤها من بولندا، حيث تشارك في تجمع خاص للتشكيليين الخليجيين في 18 الجاري، بتنظيم من الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، كما تشارك في تجمع تشكيلي خليجي في العاصمة القطرية الدوحة، خلال شهر مارس المقبل، مؤكدة أن تنوع التجارب تثري تجربة الفنان، وتفتح أمامه نوافذ وفضاءات لإبداع متجدد، أما المشهد التشكيلي الإماراتي فقد وصل إلى قمة الهرم بالنسبة إليها كدولة مقارنة بدول الخليج الأخرى، وهذا عائد إلى دور المسؤولين سواء عن الثقافة أو الإدارة والقياديين وتشجيعهم على الفنون والثقافة وحث الأجيال المقبلة على التزود بمختلف أنواع الثقافات.
مشاركة :