الشارقة:الخليج أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، أن الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تتبنى أهداف التنمية المستدامة التي تتعلّق بمستقبل التنمية العالمية، والتي أقرتها الأمم المتحدة في العام 2015 وتستمر إلى العام 2030. وقال في حوار مع الخليج، إن هناك عدة أسباب رئيسية تقف خلف استعراض تحديات الألفية وأهداف التنمية المستدامة على منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته المقبلة، مؤكداً أن دور المنتدى ووظيفته، ومنذ الإعلان عن إطلاقه توفير منصة لمناقشة القضايا العامة المحلية والإقليمية والدولية، وبحث هذه القضايا وتحليلها من قبل خبراء ومختصين، وتحقيق أوسع تفاعل مؤسساتي اجتماعي معها، ومن ثم استكشاف أفضل السبل التي يمكن توظيف الاتصال الحكومي من خلالها لخدمة هذه القضايا. قال، إن ذلك نابه من موافقة 193 دولة في سبتمبر 2015 على دعم الأمم المتحدة في تحقيق 17 هدفاً للتنمية المستدامة، تشمل العمل على مكافحة الفقر والأمراض والأمية، وحماية البيئة، والحد من استهلاك الطاقة، وبناء مدن ومجتمعات مستدامة، وتمكين المرأة، وإيجاد سبل لتمويل التنمية في بلدان العالم الثالث، وغيرها. وقال الشيخ سلطان بن أحمد، إن المنتدى الدولي للاتصال الحكومي يعقد هذا العام يومي 22 و23 مارس/ آذار المقبل تحت شعار مشاركة مجتمعية تنمية شاملة ويبحث مساعي الشارقة ودولة الإمارات نحو خير البشرية، من خلال المبادرات الإنسانية التي أطلقتها حكومتنا وقياداتنا على مستوى العالم بهدف المساهمة في تحقيق التنمية العادلة والشاملة، وتالياً نص الحوار: * لماذا تم اختيار أهداف التنمية المستدامة موضوعاً رئيسياً للمنتدى الدولي للاتصال الحكومي خلال دورته المقبلة؟ هناك عدة أسباب رئيسية تقف خلف اقتناعنا بضرورة استعراض تحديات الألفية، وأهداف التنمية المستدامة على منصة المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في دورته المقبلة. السبب الأول: يتعلّق بدور المنتدى ووظيفته، فمنذ الإعلان عن إطلاقه، كان الهدف الأساسي منه ولا يزال، توفير منصة لمناقشة القضايا العامة المحلية والإقليمية والدولية، وبحث هذه القضايا وتحليلها من قبل خبراء ومختصين، وتحقيق أوسع تفاعل مؤسساتي اجتماعي معها، ومن ثم استكشاف أفضل السبل التي يمكن توظيف الاتصال الحكومي من خلالها لخدمة هذه القضايا. وأعتقد أن أي مهمة، مهما كانت طبيعتها، تحتاج للاتصال من أجل عرضها أمام الجمهور بصورة مكثفة، ومن أجل بناء ثقافة عامة ورأي عام مساند أو مناهض لها بحسب طبيعة القضية المطروحة. السبب الثاني: أن المنتدى كونه دولياً، يتناول القضايا الدولية وليست المحلية فقط، وأعتقد أن أهداف التنمية المستدامة لم تحظَ بالاهتمام اللازم خصوصاً فيما يتعلق بربطها بالاتصال الحكومي وبالتواصل حولها بشكل عام. فالاتصال والتواصل الذي يركز على قضية معينة يمكن أن يحدث تقدماً جوهرياً على مسيرتها، فنحن في زمن بات الاتصال فيه ممكناً مع أي فرد في العالم، وبات ممكناً أيضاً الترويج لأي قضية وحشد الرأي العام حولها. السبب الثالث: هو أننا في الشارقة كبقية دولة الإمارات العربية المتحدة جزء أصيل من هذا العالم، ولنا نصيب كبير في مساعيه نحو خير البشرية، من خلال المبادرات الإنسانية التي أطلقتها حكومتنا وقياداتنا على مستوى العالم بهدف المساهمة في تحقيق التنمية العادلة والشاملة. دور الاتصال الحكومي * كيف يمكن للاتصال الحكومي أن يسهم في خدمة هذه القضية الدولية؟ سيوفر المنتدى منصة دولية لتناول أهداف التنمية المستدامة، بحيث تتم مناقشتها بشكل موسع من قبل متحدثين رسميين وغير رسميين من الخبراء والمهتمين بهذه الأهداف على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، كما سيمنح المنتدى فرصة للتفاعل الاجتماعي من خلال الحضور في الجلسات وورش العمل، بحيث يدرك كل شخص وكل فئة اجتماعية طبيعة دورها ومهامها في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. سيتم كذلك تسليط الضوء على التجارب الدولية الناجحة في تحقيق الأهداف التنموية، التي أعلنتها الأمم المتحدة، فالتجربة هي المعلم الأقوى والدرس الأوضح، وتحليل هذه التجارب وتحويلها إلى ثقافة ووعي ومن ثم تعميمها، هو أصل مهام الاتصال الحكومي الفعّال. من ناحية ثانية، الجميع يلاحظ أن أهداف التنمية المستدامة، لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل وسائل الإعلام وخاصةً في العالم العربي بسبب تزاحم الأحداث الجارية وكثافتها، نحن كمهتمين بالاتصال الحكومي لا نريد للأحداث السلبية أن تخطف المشهد الإعلامي، وسنحاول من خلال توجيه الإعلام نحو هذه القضايا، تأسيس قواسم مشتركة بين المجتمعات العربية تتمثل بأهداف اجتماعية واقتصادية كبرى تمس جوهر حياة الناس وتؤثر في مستقبلها، وبالتالي يصبح من الممكن توظيف طاقات الشباب العربي ومؤسساته الاجتماعية في دعم هذه الأهداف. الشباب والقضايا التنموية الكبرى * كيف يمكن للشباب أن يعمل على خدمة القضايا التنموية الكبرى؟ الشباب هم أصحاب المصلحة الأولى في تحقيق إنجازات على صعيد قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فالمستقبل لهم، والشكل القادم للأيام المقبلة يتوقف على ما يفعله الشباب اليوم، ويجب أن يكونوا شركاء فاعلين في صناعة هذا المستقبل، والشباب أيضاً لديهم الطموح والطاقات والإمكانات الحديثة للمساهمة في هذه الشراكة. العالم مملوء بالتجارب الناجحة لحملات صممها الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي وحققت نجاحات كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالبيئة والمناخ ومساعدة الفئات الاجتماعية الضعيفة حول العالم، وحملات طالت حتى ابتكار أشكال جديدة للأعمال والتجارة وتأسيس شركات صغيرة ومتوسطة أثرت بشكل مباشر في معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي في بلدانهم. هذا دليل على أن الشباب جزء أصيل من الشراكة الاجتماعية، ودورنا كخبراء اتصال حكومي هو مساعدتهم على اختيار قضاياهم ورعاية مبادراتهم وتوفير كافة سبل النجاح لمساعيهم، وأيضاً تعزيز القيم الإيجابية لديهم وتوضيح الأبعاد السلبية للقيم الدخيلة على ثقافتنا الأصيلة. ثقافة الشراكة والتعاون * أبديتم اهتماماً كبيراً بالشباب العربي، وبضرورة مشاركته في دعم مسيرة أهداف التنمية، هل تعتقدون أن هذا الوقت مناسب، نظراً لخصوصية المرحلة التي تمر بها الكثير من البلدان العربية؟ نحن نرى أن هذه المرحلة بحاجة أكثر من غيرها لتسليط الضوء على قضايا عالمية ذات اهتمام مشترك، خاصةً القضايا التي لها علاقة ببناء مستقبل يتّسم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالاستدامة البيئية وبرفع مستويات المعيشة وتحسين الأوضاع المجتمعية. الوسيلة الأفضل لمواجهة ثقافة الهدم هي ثقافة البناء، وخطاب التفكيك لا يمكن دحره إلا بالخطاب الذي يجمع فئات المجتمع على الهموم والمصالح المشتركة. إن الحديث عن المستقبل بأمل وثقة كبيرة بالقدرة على بنائه وتطويره، سيسد الفراغ الثقافي لدى الشباب العربي الذي تسللت إليه بعض المظاهر السلبية واليأس. الاتصال الحكومي أداة فعّالة في صياغة المفاهيم والثقافات، وفي توجيه سلوكيات الجمهور نحو فعل ما هو ضروري وإيجابي، وإذا سلمنا أن هذا الاتصال يرسم مهامه وفقاً لطبيعة المرحلة، فلا أجد في هذه المرحلة مهمة أسمى أو أكثر إلحاحاً من بناء ثقافة الشراكة والتعاون بين مختلف الفئات الاجتماعية وتوظيف طاقاتها لخدمة قضايا ستجعل من المستقبل أكثر أمناً واستقراراً وتقدماً. منصة لحوار القطاع الخاص والمؤسسات التنموية أكد الشيخ سلطان بن أحمد، أن العلاقة بين نشاط الشركات والمؤسسات الاقتصادية والتنمية المستدامة باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى، فالعديد من الدراسات اليوم تعتبر أن نشاطات وممارسات مؤسسات وشركات المنظومة الاقتصادية لها أثر كبير في مستقبل التنمية والاستدامة. الكثير من الحكومات أصدرت تشريعات وقوانين تحدد فيها معايير معينة للممارسات الصديقة للبيئة وذات الأثر الإيجابي المستدام على مسيرة التنمية. نحن بدورنا سنجمع بين ممثلين عن القطاعين العام والخاص من ناحية، وممثلين عن الهيئات الدولية المهتمة بالاستدامة والتنمية، وسنوفر منصة للحوار والنقاش لبحث أفضل السبل الممكنة لتحقيق شراكة وتوافق حول ممارسات الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي تصب في خدمة أهداف التنمية المستدامة، وسنخرج بتوصيات يمكن أن تشكل بوصلة للاتصال الحكومي حول العالم لصياغة رسائل وخطابات متوافقة، تسهم في توجيه نشاط الشركات والمؤسسات لما فيه خدمة المصالح العامة. من ناحية ثانية، ستبحث الدورة المقبلة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، كيفية توجيه المسؤولية الاجتماعية للشركات نحو نشاطات أكثر فاعلية في خدمة القضايا الاجتماعية والاقتصادية، من خلال إتاحة تبادل الآراء والمقترحات بين ممثلي الشركات والخبراء والمختصين بالبيئة والاستدامة والتنمية. هكذا فقط تتحقق الشراكة، من خلال الحوار البنّاء، وتبادل الآراء التي تقوم على قاعدة مشتركة من المصالح والأهداف.
مشاركة :