الدوحة - الراية: أكد فضيلة الشيخ أحمد محمد البوعينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة أن المطر نعمة من نعم الله التي منّ الله علينا بها وبنزوله تغسل القلوب ونشعر بالراحة والسعادة. وقال، في خطبة صلاة الجمعة بجامع صهيب الرومي بالوكرة: إن القرآن الكريم اهتم بالماء وأحواله ومصادره ومجاريه وليس غريباً لأنه مصدر الحياة. وساق عدداً من الآيات البيّنات الوارد فيها ذكر المطر، منها قوله تعالى: "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ". وتطرّق الخطيب إلى ذكر أنواع المطر، ومنها الصيِّب هو المطر الذي يصوب أي ينزل ويقع. وذكر كلمة صيب في قوله تعالى: "أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ". وأضاف أن النوع الآخر هو الوابل، وهو المطر القوي الذي يستمر وتروى به الأرض، فيما النوع الثالث هو الطل الخفيف ويسمى كذلك الندى طل .. قال تعالى:"وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ". وقال: إن الله عدّد في سورة الواقعة أربع نعم أساسية أنعم بها على الإنسان، وهي نعمة الخلق ونعمة الماء ونعمة النبات ونعمة الطاقة الحرارية. قدرة ربانية وتناول القدرة الربانية في تكوين المطر وتشكيل السحب وكيفية نزول الماء إلى الأرض على هيئة ماء عذب سلسبيل فيُحيي به الأرض بعد موتها ويُحيي به الحيوان والانسان.. قال تعالى: "أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ، أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ، لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ". ولفت إلى كيفية تشكيل السحب في السماء.. قال تعالى: "اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ". وأشار إلى أن سقوط أشعة الشمس على سطح البحر يجعل طبقات الهواء القريبة من سطح البحر أسخن من الطبقات العليا فيصعد الهواء الدافئ لأعلى لخفّته ليحل محل الهواء البارد لتصبح قطرات كبيرة تسقط على هيئة المطر. ماء المطر وأضاف أن ماء المطر ماء نقي تماماً وماء المطر ينزع الأوساخ من على جلد الإنسان أكثر من الماء العادي ويعتبر ماء المطر ماءً معقماً ويستخدم في الطب أيضاً. وذكر أن ماء المطر خال من الفيروسات والبكتريا ويمتلك امتصاص المعادن والغازات والغبار وكذلك هو مطهر للجو وكذلك يستطيع أن يجدّد الخلايا في الجسم بشكل أكبر من الماء العادي، وماء المطر كذلك ينعكس إيجابياً على الحالة النفسية للإنسان لذلك ماء المطر نعمة النعم. وأكد أن من رحمة الله بعباده إغاثتهم عند حاجتهم، فسنّ صلاة الاستسقاء لنزول المطر، إذ دخل رجل المسجد يوم جمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً ثم قال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا، قال أنس والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار قال فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلمّا توسّطت السماء انتشرت ثم أمطرت فلا والله ما رأينا الشمس ستاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله قائماً فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر، قال فأقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.
مشاركة :