بون - قنا: شارك سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية أمس في اجتماع أصدقاء سوريا المنعقد في مدينة "بون" الألمانية. تناول الاجتماع تداعيات الأزمة السورية والسبل الكفيلة بالتوصل لآلية لوقف إطلاق النار في المدن السورية وحماية المدنيين المحاصرين. وشدّد سعادة وزير الخارجية على أهمية وقف إطلاق النار في سوريا، والعمل على توفير مناطق آمنة وعلى ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي 2254، وأكّد سعادته على مرجعية "جنيف 1" للمفاوضات. وشارك في الاجتماع وزراء خارجية الدول المتوافقة الرأي وهي بريطانيا، وإيطاليا، والإمارات، والسعودية، والأردن والولايات المتحدة، وألمانيا، وتركيا، وفرنسا، والاتحاد الأوروبي. من جهة أخرى، أكّد وزير الخارجية الألماني سيجمار جابريال أن النظام السوري غير جاد في إجراء مفاوضات سياسية لحل الأزمة، وأكد ضرورة استقطاب موسكو لإيجاد الحل، وقال إن واشنطن ستدعم التسوية السياسية قبل انطلاق مفاوضات جنيف. وفي مؤتمر صحفي بعد الاجتماع المنعقد بمدينة بون الألمانية، قال جابريال "لن يكون النظام في سوريا جاداً في مفاوضات سياسية، وهذا ما يدفعنا لكسب روسيا ضمن صفوفنا بوصفها مفاوضاً جاداً وملتزماً بمفاوضات جنيف القادمة، هذه مفاوضات يجب أن تكون قائمة على شراكة دولية صلبة. وتعليقاً على المفاوضات الجارية بشأن الملف السوري، رفض جابريال أي مفاوضات موازية تكون بديلاً عن مفاوضات جنيف تحت رعاية أممية، وأكّد أن مجموعة أصدقاء سوريا متفقة على ذلك. وأوضح وزير الخارجية الألماني أن جميع المشاركين في الاجتماع يريدون حلاً سياسياً في سوريا، وأن وزير الخارجية الأمريكي الجديد ريكس تيلرسون شارك بفاعلية في المناقشات، وكان محط أنظار شركائه المهتمين بمعرفة موقف إدارة دونالد ترامب من الملف السوري. وفي المؤتمر الصحفي نفسه، حمل وزير الخارجية الفرنسية جان مارك أيرولت بشدة على النظام السوري، وقال إنه "مستمر في الحياة" بسبب الدعم الإيراني والروسي، وسخر من تصريحات أدلى بها رئيس النظام بشار الأسد للإذاعة الفرنسية زعم فيها سيطرته على البلاد وقدرته على ضمان استقرارها. ورأى أنه "من المهم والضروري أن يقوم حوار وثيق مع الولايات المتحدة حول هذه المسألة السورية. لافتاً إلى أن جميع المشاركين متفقون على ذلك كما طالب روسيا بالضغط على النظام للتوقف عن اعتبار المعارضة بكاملها إرهابية؛ مما قد يفشل مفاوضات جنيف. من جهة أخرى، امتنع مكتب مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا عن تأكيد مناقشة عملية الانتقال السياسي في مفاوضات جنيف المقررة الأسبوع المقبل، ما يعني احتمال عدم طرح مستقبل الأسد على جدول الأعمال. وقالت يارا شريف المتحدثة باسم دي ميستورا في بيان إن المفاوضات تسترشد بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي يتحدث بشكل محدد عن أسلوب الحكم ودستور جديد وانتخابات في سوريا. وأوضحت أن المبعوث الأممي لا يزال يضع اللمسات النهائية على قائمة من سيحضرون مفاوضات جنيف، وأن هناك ردوداً إيجابية على الدعوات التي وجهت حتى الآن. يذكر أن اجتماع أصدقاء الشعب السوري انطلق أمس بمدينة بون على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، وذلك بمشاركة ألمانيا، والولايات المتحدة، وبريطانيا، وإيطاليا، وتركيا، والسعودية، وقطر، والإمارات، والأردن، ومفوضة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني.
مشاركة :