أعلن الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي، متمنياً مزيداً من العمل من جانب نظرائه المغاربيين من أجل تحقيق أهداف «معاهدة مراكش». وأتت برقية الرئيس الجزائري إلى قادة بلدان المغرب العربي، بمثابة رد على خطاب ملك المغرب محمد السادس في قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة التي شهدت عودة الرباط إلى الأسرة الأفريقية، حين أطلق أشارات إلى نهاية الاتحاد المغاربي، بينما تتمسك الجزائر بهذا الهيكل على رغم أن علاقتها به هي ذاتها بالنسبة الى بقية قادة الاتحاد. وذكّر بوتفليقة بـ «عزم بلاده واستعدادها لبذل مزيد من الجهود والتعاون مع بقية الشعوب والقيادات المغاربية الشقيقة لكي يكرّس الاتحاد المغاربي وجوده أكثر فأكثر ويأتي بمساهمته خدمة لوحدة الأمة العربية والاتحاد الأفريقي». وخصصت الجزائر في ذكرى تأسيس الاتحاد نشاطات رسمية وأخرى على مستوى مجلس شورى الاتحاد المغاربي في مقره بالجزائر، وعقدت نقاشات لخبراء بهدف تحليل أسباب فشل هذا التكتل المغاربي. وأقرّ الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي الدكتور السعيد مقدم، بأن الوضع الحالي للاتحاد المغاربي مؤسف ومثير للإحباط، داعياً إلى مراجعة جذرية لمعاهدة مراكش التأسيسية في العام 1989، لإعادة بعث الروح في هياكل المنظمة المغاربية التي تتطلّب رؤية جديدة ومعاصرة، للعمل الوحدوي المشترك بين البلدان الأعضاء. وقال بوتفليقة في برقيات تهنئة إلى قادة دول اتحاد المغرب العربي بمناسبة الذكرى الـ28 لتأسيس الاتحاد، إن حلول هذه الذكرى «العزيزة علينا تُعدّ فرصةً سانحة للتمعن في حلم شعوب منطقتنا المغاربية ببناء صرح وحدوي يدفع بتنمية وازدهار شعوبنا ويساهم في رفع كلمة ومواقف مغربنا العربي ضمن مختلف التجمعات الإقليمية والجهوية والقارية التي تميز عالمنا الحالي». وأضاف بوتفليقة في برقيات تهنئة وجهها إلى كل من ملك المغرب محمد السادس والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي والرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، أن «اتحاد المغرب العربي يتوقف اليوم على بذل مزيد من الجهد والعمل بغية تحقيق روح وأهداف معاهدة مراكش التي أسسته»، معرباً عن أحر تهانيه وأطيب تمنياته بموفور الصحة والسعادة لهم، ولشعوبهم «بالمزيد من الرقي والرفاهية والازدهار». وأكد بوتفليقة «عزم الجزائر واستعدادها، شعباً وقيادةً، على تضافر جهودها مع بقية الشعوب والقيادات المغاربية الشقيقة لجعل اتحادنا المغاربي يكرس وجوده أكثر فأكثر ويأتي بمساهمته خدمةً لوحدة الأمة العربية والاتحاد الأفريقي وخدمة كذلك لتعزيز الأمن والسلم والاستقرار في الفضاء المتوسطي». على صعيد آخر، وفي إطار مكافحة الإرهاب ومواصلة لعملية البحث والتمشيط التي باشرها الجيش قرب بلدية العجيبة في ولاية البويرة (140 كيلومتراً شرق العاصمة) في إقليم الناحية العسكرية الأولى، قضت مفرزة للجيش صباح أمس، على 9 إرهابيين، وضبطت 5 رشاشات من نوع كلاشنيكوف و3 بنادق نصف آلية وكمية من الذخيرة لترتفع حصيلة هذه العملية المتواصلة، إلى قتل 14 إرهابياً وضبط 13 قطعة سلاح وكمية ذخيرة وأغراض أخرى. وذكر بيان للجيش إن «هذه العملية النوعية والنتائج الحاسمة لوحدات الجيش الوطني الشعبي تأتي لتؤكد مرة أخرى قوة عزم قواتنا وإصرارها على القضاء على هذه الشراذم المجرمة وعلى ظاهرة الإرهاب في بلادنا». وتشكّل منطقة «عجيبة» محوراً فاصلاً بين منطقة الوسط حيث ينشط تنظيمَا «القاعدة» و «جند الخلافة» الإرهابيان، وبين المجموعات المتصلة بالجنوب والشرق.
مشاركة :