واشنطن - أ ف ب - استأنف دونالد ترامب، أمس، جولاته بحضوره تجمعا في فلوريدا لاعادة الاتصال مع قاعدته الانتخابية ومحاولة تحسين الوضع بعد شهر اول من الفوضى في البيت الابيض وعلاقة سيئة مع وسائل الاعلام. شارك الرئيس الاميركي في تجمع شعبي في اورلاندو في ولاية فلوريدا، وهو نوع من التعبير الشعبي الذي يقدره، بعدما «احتفى» أول من أمس، في احد مصانع «بوينغ» بالوظائف الاميركية التي كانت من القضايا التي سمحت بفوزه في الانتخابات. وقال ترامب وهو يبتسم امام حشد متحمس في قاعة هائلة لمجموعة الصناعات الجوية الاميركية «نحن هنا احتفاء بالهندسة الاميركية والانتاج الاميركي (...) وكذلك الوظائف». وهتف الحشد «اميركا اميركا». واضاف الرئيس الذي تحدث بالارتياح نفسه الذي كان يبدو عليه خلال حملته الانتخابية «ليبارك الله اميركا وليبارك الله بوينغ». وكرر النقاط نفسها، اي عقوبات على الشركات التي تنقل وظائف الى الخارج ووعد بخفض الضرائب. وبعيد هبوطه في فلوريدا حيث سيمضي عطلته الاسبوعية الثالثة منذ توليه الرئاسة، في منزله الفخم في مارا لاغو، اطلق ترامب دفعة جديدة من التغريدات ضد وسائل الاعلام. وكتب: «وسائل الاعلام الكاذبة (نيويورك تايمز، ان بي سي نيوز، ايه بي سي، سي بي اس، سي ان ان) ليست عدوة لي بل عدوة للشعب الاميركي». وخلال زيارته لتشارلستون أول من أمس، شدد ترامب على سياسة «صنع في أميركا» في مجال التصنيع. واختار زيارة مصنع لمجموعة الصناعات الجوية «بوينغ» رفض موظفوه أخيرا الانضمام الى نقابة ويصنع احدث انتاج لها وهي النسخة الجديد لطائرات الرحلات الطويلة «دريملاينر». وكارولاينا الجنوبية معروفة تاريخيا بعدائها للعمل النقابي وهو ما يعتبره كثير من المحللين احد العوامل الاساسية التي دفعت بوينغ الى انشاء مصنعها في هذه الولاية. وقال ترامب امام الحشد «هذا هو شعارنا، ان نشتري المنتجات الاميركية ونوظف اميركيين. نريد منتجات مصنوعة في اميركا مصنوعة بأيد اميركية». في الواقع يتم انتاج عدد كبير من مكونات طائرة «دريملاينر» في اوروبا او اليابان ثم تصدر الى الولايات المتحدة. وقال ترامب: «يجب أن يكون التصنيع في بلدنا اكثر سهولة والمغادرة أكثر صعوبة. لا أريد ان تغادر شركات بلدنا». واضاف: «لن نسمح بحصول ذلك مجددا. صدقوني، ستكون هناك عقوبة كبيرة جدا يجب أن تدفع عندما يطردون ناسهم وينتقلون إلى بلد آخر». وفي ميونيخ، أكد نائب الرئيس الاميركي مايك بنس في خطاب باسم دونالد ترامب، أمس، ان الولايات المتحدة ما زالت «اكبر حليف» لاوروبا وان التزامها داخل حلف شمال الاطلسي «ثابت»، وذلك بهدف طمأنة الاوروبيين الذين اثارت تصريحات عدة للرئيس الاميركي قلقهم. وقال امام مؤتمر الامن في ميونيخ ان «الرئيس (ترامب) طلب مني ان اكون هنا اليوم (...) لنقل هذه الرسالة التي تفيد ان الولايات المتحدة تدعم بقوة الحلف الاطلسي واننا ثابتون في التزامنا حياله». وكرر بنس بحزم المطالب الاميركية بالتزام مالي اكبر من الشركاء في الحلف الاطلسي، لكن من دون ان يهدد بخفض المشاركة الاميركية. وأكد بنس من ناحية أخرى، أن الولايات المتحدة ستبذل كافة الجهود للحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة نووية. وقال إن الولايات المتحدة تشعر بالالتزام الكامل تجاه هذا الهدف حتى تحت إدارة الرئيس ترامب. وذكر بنس أنه «لا ينبغي لإيران امتلاك أسلحة نووية يمكن أن تهدد بها الحلفاء الأميركيين في المنطقة، وبخاصة إسرائيل».
مشاركة :