الوضع بالنسبة لفيروس (كورونا) مطمئن، ولا يمثل وباءً ولله الحمد. بهذا النص جاء توضيح معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، بعد أن أخذت أنباء من هنا وهناك تتسارع إلى أسماع المواطنين، بعد أن تراجعت عندهم أهمية متابعة تطورات هذا الفيروس، ربما بفعل بيانات الوزارة التي أخذت طابعاً اعتيادياً روتينياً! بالنص المكرر ذاته تسجيل حالة إصابة واحدة ـ ومرّات أكثر ـ بفيروس (كورونا) في منطقة الرياض، ووفاة أخرى في جدة! بيان يلحقه بيان، فيزيده غموضاً بدلاً من الإيضاح! والوزارة ماضية في (قص ولصق) ترديد تأكيدها أن آلية عملها ستستمر بطريقة علمية، بالرصد والمتابعة وتكثيف التوعية، والالتزام بطرق منع العدوى المتبعة عالمياً في المرافق الصحية، وفقاً لموجهات اللجنة الوطنية العلمية للأمراض المعدية ومنظمة الصحة العالمية! بيان علمي يذكرنا ببيانات كنا نسمعها من بعض المسؤولين عن منتخباتنا الكروية الوطنية، عقب كل هزيمة موجعة وعد بمعالجة الوضع بطريقة علمية مدروسة! التطورات الأخيرة كشفت عن فشل ذريع، سجلته وزارة الصحة، نتج من تشبثها باستراتيجية (غموض)، ظنت أنها كفيلة بتهدئة الخواطر إلى أن يفعل الله ما يشاء! وإلا فبماذا يفسَّر إبلاغ الوزارة عن حالة وفاة مواطن بالفيروس، وإصرارها على إضافة أن المتوفَّى - رحمه الله يبلغ من العمر (70 عاماً)، ولديه أمراض مزمنة؟! ألا تحضر الشيخوخة هنا ومعها أمراض مزمنة؛ لتعيد الفيروس إلى متسبب ثانوي في الوفاة بدلاً من كونه المسبب الرئيس؟! الخلاصة المرّة هي أن هذا الفيروس وتداعياته لم يواجَه بما يكفي من العزم المصحوب بحملة توعية تتناسب وخطورته! وكان جزء يسير من الاهتمام الإعلامي بحالة فصل طفلين سياميين كفيلاً بوضع الوباء في حجمه الحقيقي، ويضع المواطن في صورة ما يجري عمله من إجراءات، وما يحدث من تطورات (سلبية أو إيجابية)؛ ليكون شراكة طبيعية، تدعم الجهد الرسمي للوزارة، مع تسليمنا بأهمية مراعاة عدم إشاعة الذعر بين المواطنين! وبالتالي فإن حجب معلومات ذات أهمية ومساس مباشر بحياتهم لهو أمر مستهجن! وحتى لا نصل إلى ما وصلنا إليه من بلبلة وتداعيات، ليس أقلها تغيُّب العديد من العاملين المخالطين للحالات عن ورديات عملهم، وإغلاق مستشفى بداعي إخضاعه للتعقيم، بعد تعرض بعض منسوبيه للإصابة بالفيروس، ووفاة أحدهم من طاقم التمريض! وختاماً، نسأل الله الرحمة لمن ساروا إلى رحمته، وأن يشفي المصابين بقدرته وجاهه، وأن يجنِّب بلادنا وشعبها شرور هذا الوباء، وهو الشافي جلّ في علاه {وإذا مرضت فهو يشفين}!
مشاركة :