مختار بوروينة (الجزائر) أوكلت وزارة الثقافة الجزائرية مشروع استحداث خريطة رقمية لمواقعها الأثرية والتاريخية والثقافية عبر شبكة الإنترنت، إلى المؤسسة الإماراتية «القرية الإلكترونية» في إطار الاتفاقية التي ستوقع مع المركز الجزائري للبحث الأثري. وقال وزير الثقافة الجزائري، عز الدين ميهوبي، إن المشروع الذي تتولاه المؤسسة الإماراتية المتخصصة في تطبيقات الإعلام الآلي في المجال الثقافي، سيكون على شكل تطبيق رقمي يتم الترويج له عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لمواكبة تطورات العصر في مجال تكنولوجيا الإعلام والاتصال. وأضاف الوزير الجزائري أن المشروع سيتعزز باستحداث بوابة رقمية أخرى تتضمن تاريخ ومسار إنجازات ل 5000 علم من أعلام الجزائر عبر مختلف الحقب الزمنية التي مرت بها البلاد، تثمينا للشخصية الوطنية الضاربة في عمق التاريخ. وأوضح، ميهوبي، خلال تفقده مشروع المركز العربي للآثار، بمدينة تيبازة التي تعتبر متحفاً متحركاً، يزاوج بين الحضارة والطبيعة من خلال بقايا آثار تروي حكايات مختلف الحضارات القديمة، سيما الحضارة الرومانية، أن مشروع المركز العربي للآثار كلف غلافاً مالياً يقدر بـ 69 مليون دولار، وبلغت نسبة إنجازه 90 بالمائة، ومن المرتقب أن يتخذ وزراء الثقافة للدول العربية توصيات مهمة لتفعيل هذا المشروع الكبير، الذي تقرر إنشاؤه كمركز علمي خلال الندوة العربية الـ 17 حول التراث الأثري الحضري المنعقدة سنة 2003 بنواكشوط (موريتانيا)، باقتراح من الجزائر التي تعد ملاذاً آمنا للآثار، بالنظر لما تتعرض له المواقع الأثرية في عديد من مناطق النزاع في العالم، وفي الوطن العربي على وجه الخصوص، والتزامها بالحفاظ عليه كفضاء مفتوح على كل الحضارات والحقب التاريخية التي مرت بها الدول العربية على اعتبار أن للتاريخ سيرورة لا يجب أن تتجزأ. وتم تصميم المركز على شكل وحدات مرتبطة فيما بينها، للتعبير عن الهوية العربية بصفة عامة، والهندسة المعمارية المعتمدة في شمال أفريقيا ذات البعد الإسلامي- المغاربي بشكل خاص. كما يحتوي المركز على عديد من المرافق، منها مكتبة متخصصة، ومتحف للآثار والمنحوتات الصخرية العربية، ومعهد للآثار والدراسات الصحراوية العربية، ومخبر لحماية الأملاك الثقافية العربية والحفظ والترميم.
مشاركة :