خرجت دراسة حديثة قام بها علماء من جامعة إكستر، ونشرت بمجلة طبيعة علم البيئة والتطور، تقول إن المضادات الحيوية تساعد في توالد البكتيريا، بالإضافة إلى مقاومة المضاد الحيوي التي تنشأ لدى البكتيريا عند تعرضها له من قبل، والتي تؤكدها دراسات سابقة عديدة. وعرَّض الباحثـــــــون بكتيريا الأكولاي إلى 8 أنواع من المضادات الحيوية لمدة 4 أيام، ووجد أن تلــــك البكتــيريا زادت مقاومتها لكل نوع من أنواع المضادات الحيوية، كما أنه أدى إلى تحور تلك البكتيريا وزيادة تكاثرها بسرعة أكبر مقارنة بتكاثرها قبل تعريضها للمضاد الحيوي، حيث أصبحت أعدادها 3 أضعاف، وبعد توقف تعرضها للمضادات الحيوية لم تعود تلك التغيرات إلى طبيعتها، وبقيت على حالها، ما يشير إلى عمليات أخرى تقوم بها البكتيريا بجانب المقاومة عند ترضها للمضادات الحيوية، فللبكتيريا مقدرة كبيرة على إعادة ترتيب حمضها النووي، ما يؤدي إلى وقف فعالية العلاج، وبالرغم من أن تغير الحمض النووي يهدد الخلية البشرية، فإنه مفيد للخلية البكتيرية. واختبر الباحثون، بغرض الدراسة، أحد أنواع المضادات الحيوية على بكتيريا الأكولاي لمتابعة التغيرات التي تطرأ على الحمض النووي نتيجة تعرضها للمضاد الحيوي، ووجدوا أنها تطورت، بحيث تبقى بأمان حتى في درجة حرارة 80 درجة مئوية، واستخدم الباحثون التسلسل الجيني لاكتشاف تغيرات الحمض النووي المسؤولة عن ذلك التطور غير الطبيعي، وبعض من تلك التغيرات معروف منذ وقت سابق، مثل أن تنتج البكتيريا مضخات مضاد حيوي تستخدمها لدفع المضاد بعيداً عنها، أو أن تقوم البكتيريا بفقدان الحمض النووي الذي يوصف به الفيروس على أنه فيروس ساكن، ويعتقد الباحثون أن فقدان الحمض النووي الفيروسي يوقف تحطيم البكتيريا لذاتها، لذلك تنتج أعداد كبيرة منها، والمعتقد السائد هو أن مقاومة المضاد الحيوي لا تنشأ عند استخدام جرعة عالية منه، ولكن تشير نتائج الدراسة الحديثة إلى أن ذلك غير صحيح وأن البكتيريا تتغير بطريقة تضر بفعالية العلاج في بعض أنواع الالتهابات، لذلك يجب استخدام المضاد الحيوي المناسب للالتهاب حتى لا تنشأ المقاومة والتي أصبحت من القلق الصحي العالمي.
مشاركة :