برنامج إقليمي للتدريب على تقنية «الأكسجة الغشائية»

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

اختتمت مؤسسة حمد الطبية، الشريك الاستراتيجي لفرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم (SWAC-ELSO) أمس المؤتمر السنوي الرابع للأكسجة الغشائية خارج الجسم (ECMO) والذي عقد للمرة الأولى في قطر: «تعزيز التدريب بالمحاكاة على تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم». وكشف المشاركون في المؤتمر عن العمل على تكوين برنامج إقليمي خاص، ليناسب دول الخليج وغيرها من الدول في المنطقة، ليكون برنامج التدريب والتعليم الخاص بالإيكمو في قطر على مستوى عال، منوهين بأن عدد الحالات التي تم علاجها بهذه التقنية بلغ 80 حالة من البالغين والأطفال، وأن العمل يجري على إيصالها لحديثي الولادة. وتقدم تقنية الأكسجة الغشائية «الإيكمو» خارج الجسم دعم وظائف القلب والجهاز التنفسي للأشخاص الذين يتعرضون لحالات صحية تجعل القلب والرئتين غير قادرين على تلبية حاجة الجسم من الأكسجين من خلال القيام بعملية تبادل الغازات بالجسم. وتعتمد هذه التقنية على استخراج الدم من الجسم وإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون منه بطريقة اصطناعية ومن ثم أكسجة خلايا الدم الحمراء وإعادتها للجسم. ويعمل جهاز الأكسجة الغشائية خارج الجسم بمثابة قلب ورئتين اصطناعيتين بحيث يضمن حصول الجسم على ما يكفي من الأكسجين من خلال محاكاة عمل الدورة الدموية خارج جسم المريض أثناء تلقيه العلاج أو تعافيه من الإصابات الخطرة، وتشهد تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم تطورا سريعا، مدعومة في ذلك بالتطور العلمي والتكنولوجي الهائل والمستمر. ومع اتساع مجالات استخدام هذه التقنية، فإنها لا تزال تمثل إلى حد ما فنا طبيا حديثا يتطلب اهتماما مستمرا من قبل المتخصصين وتبادلا للخبرات بين ممارسيه. وتعد مؤسسة حمد الطبية إحدى أنظمة الرعاية الصحية القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي تستخدم تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم. رأس المؤتمر الدكتور إبراهيم فوزي مدير خدمات الرعاية الحرجة وبرنامج الأكسجة الغشائية خارج الجسم بمؤسسة حمد الطبية ورئيس قطاع التعليم والتدريب بالمحاكاة بفرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم. ويستقطب المؤتمر أكثر من 600 مشارك من مختلف أنحاء العالم، كما شهد المؤتمر استضافة نخبة من أبرز المحاضرين الدوليين في هذا المجال. يغطي برنامج المؤتمر العديد من المواضيع المتعلقة بالأكسجة الغشائية خارج الجسم مثل: نقل تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم لمكان المريض ونقلها جوا، وإدارة حالات المرضى المعتمدين على تقنية دعم الحياة خارج الجسم والأكسجة الغشائية خارج الجسم، وسيناريوهات محاكاة حية لتقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم، بما في ذلك طريقة تركيب الأنابيب بالجسم لبدء عملية الأكسجة الغشائية خارج الجسم. د. خالد عبد النور: عملية مهارية غير معقدة أكد الدكتور خالد عبدالنور سيف الدين مدير مركز حمد الدولي للتدريب بمؤسسة حمد الطبية أن المركز يعمل وفق دوره التعليمي والتدريبي، لذا كان الحرص على مساندة كافة البرامج في قطر، وليس في مؤسسة حمد الطبية وحسب، مشيرا إلى أن المركز به برنامج تعليمي جيد للإيكمو. وأضاف: «مجال الإيكمو علميا غير معقد، ولكن يحتاج مهارات مختلفة، من بينها التعامل كفريق، وبدأنا قبل عام تقريبا للتخطيط لعمليات التعليم والتدريب، وفي مركز حمد الدولي، لدينا آلية محددة تطبق على كافة البرامج، حتى تتوفر برامج بصورة صحيحة ومستمرة، وحتى لا يعقد البرنامج لمرة واحدة فقط». وتابع عبدالنور: «قمنا بعقد دورتين، وتم الاستعانة في البداية بالخبرات الخارجية، ولكننا نهدف أن نكون برنامج إقليمي خاص، ليناسب دول الخليج وغيرها من الدول، وليكون برنامج التدريب والتعليم الخاص بالإيكمو على مستوى عال، ولنجذب متخصصين من خارج قطر ليتدربوا لدينا، وهو أمر جيد لسمعة قطر». وأشار مدير مركز حمد الدولي للتدريب بمؤسسة حمد الطبية إلى أن المركز يعد أكبر موفر للبرامج المعتمدة من وزارة الصحة، فيوفر البرامج للعاملين في حمد الطبية أو غيرها من المؤسسات الصحية في الدولة، سواء كانت حكومية أو خاصة، وتتضمن برامجه ما يقدم للأطباء وللصيادلة وللمرضين والمسعفين، وكل العاملين في القطاع الصحي من كوادر طبية. ولفت إلى أن الإيكمو يعد دورة من دورات مركز حمد الدولي، مشيرا إلى أن كل التخصصات الطبية متوفرة، وأن عدة دورات قدمت للمتخصصين في الإيكمو. د. علي حسين: التدريب في قطر الأعلى عالمياً قال دكتور علي آية حسين استشاري العناية المركزة بمستشفى حمد العام: «إن عملية التدريب في قطر تعد من بين الأعلى في العالم، ولا تتوفر بنفس الجودة إلا في الولايات المتحدة وأستراليا وأوروبا، وقطر تتصدر هذه الدول في التدريب، فصار مركز التدريب بحمد الطبية يستقطب كوادر من منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط، فضلا عن دول الخليج، ليصبح برنامج الإيكمو الخاص بالمؤسسة الأفضل قياسا مع الفترة القصيرة التي استغرقها». وأشار إلى أن فريقا طبيا من حمد الطبية تمكن من عمل مجسم لدمية، صنعها الفريق بنفسه، ليتعلم الأطباء عليه، وهو جهاز مطلوب في الكثير من البلدان، ليوفر للمتخصصين خدمات التدريب والمحاكاة. د. أحمد لبيب: التقنية تعالج هبوط الدورة الدموية أكد الدكتور أحمد لبيب، استشاري العناية المركزة بمستشفى حمد العام، أن المؤتمر هو الرابع لمنظمة الأيلسو، وهي منظمة عالمية في تخصص الإيكمو، وتعنى بعلاج الهبوط الحاد في الدورة الدموية والتنفسية عن طريق الأجهزة التي تستبدل وظيفة القلب والرئة بصفة مؤقتة، منوها بأنها المرة الأولى التي تستضيف فيها الدوحة مؤتمر في التخصص نفسه وبالتوسع الذي شهده المؤتمر، وهي المرة الثانية في منطقة الشرق الأوسط بصورة عامة، حيث يغطي المؤتمر منطقة جنوب غرب آسيا. ولفت إلى أن المؤتمر ناقش الكثير من الموضوعات، كالهبوط الحاد والفشل الحاد في الدورة الدموية والتنفسية للكبار البالغين، وللرضع وحديثي الولادة، فضلا عن التطورات الحديثة والتدخلات في هذا المجال، بحضور خبراء من الولايات المتحدة وأستراليا وانجلترا وفرنسا، وهي دول اهتمت بهذا التخصص بصورة أكبر بعد إنفلونزا الخنازير. د. إبراهيم فوزي: علاج 80 حالة بالإيكمو قال الدكتور إبراهيم فوزي: «يواصل فرع جنوب وغرب آسيا لمنظمة دعم الحياة خارج الجسم تطوير طريقة عملنا بهذه التقنية لتحسين قدرتنا على التعامل مع التحديات والفرص المرتبطة بالنمو السكاني السريع وبالتزايد المستمر لتوقعات المرضى من قطاع الرعاية الصحية. ولذلك فقد واصلنا العمل على التغلب على هذه التحديات وتحقيق التفوق في هذا المجال». وأضاف: «يجدر بنا جميعا أن نفخر بما وصلنا إليه اليوم، كما يجب أن نشعر بالحماس تجاه تطورنا المستمر، ويسعدني كمدير لخدمات الرعاية الحرجة وبرنامج الأكسجة الغشائية خارج الجسم بمؤسسة حمد الطبية أن تكون المؤسسة هي الشريك الاستراتيجي لهذا المؤتمر كما تسعدني استضافة هذا المؤتمر في قطر». وتتوفر تقنية الأكسجة الغشائية خارج الجسم في الوقت الحاضر في عدد قليل من المراكز بمختلف أنحاء العالم، حيث يتطلب تطبيق هذه التقنية توفر فريق متكامل ومتخصص من الكوادر الطبية عالية التدريب قادرة على تنفيذ إجراءات طبية عالية الخطورة مع ضمان استمرارية تقديم الرعاية للمرضى على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. وكشف الدكتور إبراهيم فوزي حسن عن علاج 50 حالة بتقنية الإيكمو بين البالغين حتى الآن، وأن مجموع الحالات التي تم التعاطي معها بلغ 80 حالة، بين القلب والرئة والأطفال، ونسبة النجاح فيها بلغت %80، في حين أن النسب العالمية قرابة %50، منوها بأن الكثير من الحالات يمكن علاجها بهذه التقنيات. 20 حالة من حديثي الولادة تحتاج للعلاج سنوياً أوضح الدكتور محمد الخواص، استشاري طب حديثي الولادة بمركز السدرة، أن البرنامج الذي قدمته حمد الطبية على مستوى عالمي، والمؤتمر أظهر ما قدمته قطر في هذا المجال، من خلال جذب الكثير من الطاقات العاملة في الإيكمو، وأشار إلى أن استعمال برنامج الإيكمو دقيق جدا، لذا فلا بد أن تكون الجهود والإمكانيات موحدة، خاصة أنه مكلف، ولا بد أن يخرج من دائرة التعارض بين المؤسسات القطرية، لذا كان التعاون بين حمد الطبية ومركز السدرة، ليكون بقطر برنامج واحد، هو برنامج قطر للإيكمو، وسيكون تحت مظلة واحدة. وأكد الخواص إلى أن 15 إلى 20 حالة سنويا من حديثي الولادة تحتاج إلى تقنيات الإيكمو، منوها بأن مع بدء البرنامج تتسع الدائرة وتجد حالات أخرى في حاجة لمثل هذه التقنية، خاصة إن أردفت بكفاءات عاملة في جراحات أخرى، ما يعني أن العدد سيزداد بصورة دائمة. د. سيجلات: تطوير لخدمة حديثي الولادة لفت الدكتور ديفيد سيجلات رئيس الجراحة بمركز السدرة إلى أن مصمم الجهاز الذي يعمل على تقنية الإيكمو، هو طبيب أطفال، مشيرا إلى أن فريق مؤسسة حمد بدأ العمل بطريقة احترافية جدا، وأن الخطوة المقبلة ستكون تطوير التقنية لتناسب حديثي الولادة، وهو ما يعمل عليه مركز سدرة بالتعاون مع حمد الطبية. ونوه بأن مركز السدرة يهدف إلى إيصال التقنية الجديدة لحديثي الولادة خلال العام المقبل، فهي متوفرة حتى الآن للبالغين والأطفال فحسب.;

مشاركة :