أكدت الدكتورة سهيلة غلوم، استشاري أول الطبي النفسي بمؤسسة حمد الطبية، أن اكتئاب ما بعد الولادة لا يختلف عن غيره من أنواع الاكتئاب، سوى في توقيت ظهور أعراضه، وهي بعد الولادة مباشرة، مشيرة إلى أن هذا النوع به عدة درجات، وأن خطورته تتجلى في تأثير هذا النوع على التواصل بين الأم والرضيع، وأن أقل درجاته تصيب %50 إلى %70 من السيدات، أما الحالات المتقدمة من هذا النوع من الاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى ذهان وأن تؤذي الأم رضيعها. وأضافت غلوم في لقاء تلفزيوني ببرنامج «الجزيرة هذا الصباح» على شاشة الجزيرة، أمس: ثمة بعض الأعراض التي يمكن أن تؤثر على رعاية الأم لرضيعها، فحزن شديد يصيب الأم، وضيق مستمر، وكثرة البكاء، وفقدان الشهية للطعام، وعدم القدرة على النوم بطريقة مبالغ فيها، وعدم قدرة الأم على الاهتمام بنفسها، وإحساسها دوماً بالذنب إن بكى الطفل، وشعرت بعدم القدرة على التعامل معه، وشعورها بالنقص في جميع أمور حياتها. وتابعت: في بعض الحالات تصل حالة اكتئاب ما بعد الولادة إلى أفكار سوداوية أو انتحارية، والإحساس بأن الحياة لا معنى لها، وبالتالي يكون الموت لدى الأم أفضل، وإن تفاقمت الأعراض ولم يحدث تدخل علاجي، يحدث ذهان ما بعد الولادة، ويمكن أن تؤذي الأم رضيعها، فالأم تسمع في بعض الحالات هلاوس سمعية. وأشارت إلى أن الدرجة الأدنى من درجات اكتئاب ما بعد الولادة، وهي الأبسط، وتصيب %50 إلى %70 من السيدات بعد الولادة، ولا تزيد عن 10 أيام بعد الولادة، وفي الدرجة الثانية والأكثر من الأولى شدة من حيث الأعراض، وفي الحالات الأكثر تعقيداً يحدث ذهان ما بعد الولادة، وهي الأكثر خطورة، ولا يصيب سوى 1 من 1000 من النساء. ونوهت بأن اكتئاب ما بعد الولادة في مراحله الأولى لا يحتاج سوى مساندة من الأهل للأم، وإن استمرت هذه الأعراض، فلا بد من تدخل علاجي، وإن كان العلاج سريعا، يمكن أن تتفادى الأم التدخل الدوائي، فيكفي تخطي الأمر عن طريق اختصاصي نفسي. وأشارت إلى أن الكثير من الدراسات تطرقت إلى أن الزوج يصاب باكتئاب ما بعد الولادة، بغض النظر عن إصابة الزوجة من عدمه، خاصةً مع الجنين الأول، والتجربة الجديدة، التي يحتاج معها الزوج للتأقلم، خاصةً إن غاب الوعي، فبعض الأزواج يعتقد أن المشكلة فيه. وأشارت إلى أن الوصمة التي تصيب البعض بسبب توجههم لطبيب نفسي منتشرة في العالم كله، ولكن تزداد بصورة كبيرة في العالم العربي، ففي بعض الدول الغربية صار الوعي أكثر، وكلما انتشر الوعي بصورة أوسع، كلما قلت الوصمة التي يوصم به من يتوجه للطبيب النفسي. وأكدت استشاري أول الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية على أن الوعي يجب أن يشمل الأسرة بكامل أفرادها، ليكونوا مساندين للأم في فترة ما بعد الولادة، منوهة بأن اللحمة الاجتماعية يمكن أن يكون لها أثر إيجابي كبير على الأم.;
مشاركة :