عادل عزت والهروب من المواجهة - سليمان الجعيلان

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 59
  • 0
  • 0
news-picture

في (4 أغسطس 2012) أصدرت وعممت رابطة دوري المحترفين على جميع الأندية قراراً بمنع دخول رؤساء الأندية والإداريين لأرضية الملعب بالزي الرسمي للحفاظ على هيبة وحرمة الملعب والمحافظة على منظر المستطيل الأخضر من تدافع أصحاب الثياب والشمغ إليه واندفاعهم إلى طاقم التحكيم، ولكن لم يصمد هذا القرار طويلاً، فقد تم نقضه سريعاً بعد أن وجد امتعاضاً واعتراضاً نصراوياً وواجه ضغطاً وتحدياً نصراوياً رسمياً مارسه رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي تجاه توجه وقرار رابطة دوري المحترفين والتي بكل أسف رضخت أمام نفوذ وسطوة بعض رؤساء الأندية، وعجزت عن فرض قراراتها وفشلت في تطبيق تعاميمها على الجميع دون خوف أو تردد وبكل عدل ومساواة!!. ذلك الانتصار النصراوي في كسر وخرق قرار رابطة دوري المحترفين دفع ثمنه التحكيم السعودي غالياً بعد ان فرضت ضعف أنظمة ولوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم على الحكم السعودي بان يواجه مصيره بنفسه في هجوم وتهجم رؤساء بعض الأندية عليه خلال وعقب نهاية بعض المباريات وبعد ان أجبرت المكانة الاجتماعية لبعض رؤساء الأندية بان يقف وينصت الحكم السعودي لنقاش حاد وعتاب قاس في وسط الملعب وأمام أنظار الجماهير والمشاهدين في حالات لا تحدث إلا في البطولات السعودية فقط وبل مع الحكام السعوديين فقط، والسبب ببساطة ان أولئك الرؤساء لا يمارسون هذه التصرفات الغير حضارية في البطولات الآسيوية ولا يقومون بتلك الاعتراضات القوية مع الحكام الأجانب في المباريات المحلية!!.. والحقيقة التي يجب ان يستوعبها ويدركها رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المهندس عادل عزت ان غالبية مشاكل كرة القدم السعودية التحكيمية والانضباطية في المواسم الأخيرة يقف خلفها ظاهرة تواجد وجلوس رؤساء الأندية على مقاعد الاحتياط من خلال محاولة فرض وصايتهم وممارسة ضغوطاتهم على الحكام، وهذا ما أكده وأثبته رئيس دائرة التحكيم في الاتحاد السعودي لكرة القدم سابقاً الانجليزي هاورد ويب في ظهوره الإعلامي بتاريخ (7 فبراير 2017) في برنامج في المرمى واعترافه بأنه رصد تأثير وجود رؤساء الأندية في دكة الاحتياط على الحكام السعوديين، لذلك على المهندس عادل عزت أن يكون أكثر شجاعة وجرأة في مواجهة هذه الظاهرة المؤسفة ويستخدم صلاحياته النظامية دون تردد أو تأخر لإيقاف ما يمارسه بعض رؤساء الأندية من فوضى داخل الملاعب السعودية من خلال إصدار قرار لا رجعة فيه مهما كانت الضغوطات والاعتراضات بمنع رؤساء الأندية من الجلوس على دكة البدلاء والتي باتت ماركة سعودية مسجلة هي للأسف ما تميزنا فيها عن غيرنا!!.. أما أن يقوم المهندس عادل عزت بتكليف رئيس دائرة التحكيم الجديد الانجليزي مارك كلاتبيرغ بدارسة مشكلة جلوس رؤساء الأندية على مقاعد البدلاء ومقارنتها في ما يحدث في دول العالم، وهو يعلم جيداً بان هذه الظاهرة موجودة ومتفشية في الملاعب السعودية فقط، فهذا اعتبره التفافاً على مواجهة المشكلة وهروبا من مواجهة القضية واستمرارا لخذلان الحكم السعودي وامتدادا لتجريده من ابسط حقوقه وتحجيم مكانته وتقزيم شخصيته أمام بعض رؤساء الأندية، بل إنها مجاملة جديدة لأولئك الرؤساء بان يواصلوا تاوزاتهم، ورسالة مباشرة للحكام بأن يواجهوا المصير المظلم بأنفسهم، وكأن لسان حال رئيس الاتحاد السعودي لك رة القدم الجديد للحكام السعوديين ما قاله الشاعر: أَلْقَاهُ فِي اليَمِّ مَكْتُوفًا وَقَالَ لَهُ إِيَّاكَ إِيَّاكَ أَنْ تَبْتَلَّ بِالمَاءِ !!. لقطة هلالية معبرة عقب انتهاء مباراة فريقي الهلال والخليج في الجولة الماضية والتي انتهت بفوز الهلال بأربعة أهداف نظيفة قام لاعبو فريق الهلال بحركة نادرة على الشأن الهلالي وبنفس الوقت رائعة من لاعبي الهلال عندما اتجهوا وبشكل جماعي إلى جماهير ناديهم لتحيتهم وشكرهم على حضورهم وقيامهم بدورهم على الرغم من الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة الرياض يوم المباراة في لقطة منتظرة ومعبرة عن أهمية الارتباط المعنوي القوي وأثره النفسي الكبير بين وعلى اللاعب والمشجع وهو ما اتضح وظهر بشكل واضح في تفاعل جمهور الهلال مع قدوم لاعبي الهلال إليهم في تلك اللقطة بصورة باهرة وبطريقة فعالة أعادت ذكريات ذلك الزمن الجميل الذي (كان) موجوداً في نادي الهلال، ولا أقول انه اختفى نهائياً وإنما ضعف كثيراً مؤخراً وهي العلاقة الحميمية والقوية بل والعميقة بين لاعبي الهلال وجمهور الهلال داخل أروقة النادي وفي المدرجات!!. اليوم فريق الهلال يتصدر دوري جميل بفارق (6) نقاط عن الوصيف، وهذا الفارق النقطي على الورق هو مريح ولكن في الواقع هو مزعج خاصة إذا ركن الهلاليون لهذا الفارق واستسلم الهلاليون لهذه الترشيحات المبكرة وعمليات التخدير الواضحة، لذلك على إدارة نادي الهلال أن تكون حذرة وتعمل بكل قوة على تنشيط الجوانب المعنوية وتفعيل العوامل النفسية في نفوس لاعبي الهلال، وأزعم أن ما حدث بعد نهاية مباراة الهلال والخليج بين لاعبي وجمهور الهلال في تلك اللقطة المعبرة هو اكبر وأقوى سلاح في يد إدارة الهلال ينبغي على إدارة الهلال استخدامه وتعزيزه وتقويته للتغلب على جميع العقبات وتجاوز كل الصعوبات حتى يصل الهلاليون إلى هدفهم المنشود، وهو تحقيق بطولة دوري جميل والذي غاب عن الهلال وعلى غير العادة خمس سنوات متتالية!!. بكل تجرد.. ما يحدث لفريق الأهلي من خسائر متتالية ومستويات هابطة هو نتيجة طبيعية لانشغال الأهلاويين بالآخرين وتجاهل مشاكل الفريق الفنية والإدارية وما الفرحة العارمة والصاخبة التي عاشها بعض إعلام وجمهور نادي الأهلي بعد مغادرة الدكتور عبدالله البرقان لجنة الاحتراف إلا إثبات ودليل على أنهم حققوا بطولة وهمية خارج الملعب يعرفون دهاليزها واعتادوا على تحقيقها على حساب الانتصارات والبطولات الحقيقية داخل الملعب!!.

مشاركة :