«مترو الرياض» يدخل الخدمة في 2019 وينقل 1.2 مليون راكب يومياً في البداية

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يرتفع عدد سكان مدينة الرياض بمعدل سريع، ويُتوقع أن يسجل 8.3 مليون عام 2030، مقارنة بنحو 6.5 مليون اليوم، أي خُمس إجمالي عدد السكان. وبما أن نحو 90 في المئة من رحلات السكان عبر المدينة يتم بالسيارة، كان للازدحام المروري والتلوث أثر كبير في كفاءة قطاع الأعمال، ومستوى معيشة السكان، ومستوى تلوث المدينة. لذلك، أطلقت «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» عام 2014 مشروعاً ضخماً لإنشاء 6 خطوط مترو بكلفة 23 بليون دولار، تمتد على طول 176 كليومتراً، على أن تشمل بناء 85 محطة لتغطية المناطق الحيوية في المدينة. ومن المخطط أن ينقل المترو حوالى 1.2 مليون شخص يومياً في المرحلة الأولى التي تتضمن بناء 190 قطاراً، على أن يرتفع العدد إلى 3.6 مليون بالطاقة القصوى، بعد زيادة عدد القطارات، وتقليص مدة التقاطر بينها. وبلغت نسبة إنجاز المشروع 48 في المئة، ومن المقرر إنجازه نهائياً ودخوله الخدمة مطلع عام 2019، وفقاً للجدول الزمني المحدّد. وعام 2013، اختارت الهيئة 3 تحالفات دولية لتنفيذ مشروع المترو، وهي «فاست» و «باكس» و «أي إن إم». وترأس تحالف «فاست» هيئة «إف سي سي كنستركشن» التي تضم شركة «الستوم» الفرنسية، التي زارت «الحياة» مصانعها المتطوّرة في مدينة كاتوفيس جنوب بولندا، وهي المسؤولة عن توريد الحل المتكامل للخطوط 4 و5 و6 للمترو. وتخدم هذه الخطوط الثلاثة 29 محطة، وهي مزودة بـ33 كيلومتراً من الجسور، في حين تقدر قيمة هذا الجزء من المشروع بستة بلايين يورو، حصة «الستوم» منها 1.2 بليون. وتعمل «الستوم» على بناء 69 وحدة قطار آلية مؤلفة من عربتين ومصنوعة من الألومنيوم بجودة عالية ومستوى عالمي، تحمل الوحدة 231 راكباً. وللمرة الأولى، ستُستخدم ألوان مختلفة لكل قطار بحسب السكة التي يسلكها والمنطقة التي يصل إليها، بهدف تسهيل مهمة المواطنين في التعرف إلى القطار الذي يرغبون في استخدامه للوصول إلى وجهتهم. ويعمل القطار على الطاقة الكهربائية، آلياً من دون سائق، وتصل سرعته إلى 90 كيلومتراً في الساعة، كما استخدمت «الستوم» أنظمة لاستعادة طاقة الفرامل وإعادة ضخها في شبكة الطاقة الكهربائية للمترو، ما يقلّص استهلاك الطاقة ويحدّ من ارتفاع درجة الحرارة في الأنفاق. وقال مدير المشاريع المعمارية في «الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض» خالد الهزاني في تصريح إلى «الحياة»: «مشروع مترو الرياض هو جزء من مشروع الملك عبدالعزيز للنقل العام الذي يشمل قطار الرياض وحافلات الرياض، ويتميّز بهويته الخاصة من خلال تصميم موحد يختلف عن بقية قطارات العالم، كما ركزنا على الثقافة والعادات والتقاليد السعودية من خلال تقسيم القطار إلى 3 درجات، وهي الدرجة الأولى والدرجة العائلية والدرجة الفردية، ويفصل بينها حاجز زجاج، كما أن تصميم المظهر العام للمترو سيكون جاذباً للمواطنين والمقيمين، ولم نغفل أن نراعي متطلبات ذوي الحاجات الخاصة». وأضاف: «كل القطارات والمحطات مزوّدة بمكيّفات تبريد وبخدمة واي فاي، حتى في الأنفاق تحت الأرض». وأكد نائب الرئيس للأنظمة والبنية التحتية في «الستوم» سمير كروم، في تصريح إلى «الحياة»، أن «الشركة اعتمدت تقنيات خاصة في تصميم مترو الرياض، خصوصاً تقنيات التبريد التي تعمل بجودة عالية خلال فصل الصيف عندما تصل درجات الحرارة إلى مستويات مرتفعة، لضمان راحة المتنقلين، كما تم تزويد عجلات وأنظمة الجر والفرامل والأبواب بمواد خاصة لا تتأثر بالرمال». ويعمل في المشروع حالياً 1400 مهندس سعودي، ومن المخطط تأمين مزيد من فرص العمل في المراحل اللاحقة، كما يؤمن أكثر من 43 ألف فرصة عمل في مجالات الهندسة والبناء والتشييد، إلى جانب دور التحالفات في توظيف الخريجين السعوديين في مجالات متنوعة تتطلب مهارات فنية وإدارية. وأنجزت «الستوم» في مصنعها بكاتوفيس أول هذه القطارات في 10 كانون الثاني (يناير) الماضي وشُحنت عبر البحر إلى الرياض، بينما تعمل حالياً على اختبار 3 قطارات إضافية، وتصنيع 8 قطارات، كل منها في مراحل مختلفة من التصنيع. يُذكر أن «الستوم» تعدّ من الشركات الرائدة في صناعة القطارات بخبرة تزيد على 65 عاماً، وتخدم اليوم أكثر من 55 مؤسسة في العالم، ولديها أكثر من 17 ألف عربة قطار في الخدمة، كما تؤمّن حلولاً متكاملة في المدن تضمن الكلفة المناسبة والتسليم السريع والكفاءة في الأداء والوفاء بتلبية حاجات السوق ومواجهة تحديات النقل. كما تتمتع بخبرة واسعة في مجال تركيب أنظمة المترو وتنفذ مراحل المشروع كافة بدءاً من وضع التصاميم حتى مرحلة التشغيل النهائي، مروراً بمراحل تصنيع المترو وصيانته وإنشاء البنية التحتية وصيانة النظام بأكمله.

مشاركة :