خطفت كلمة مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي، الأضواء في اليوم الثاني لـ «مؤتمر ميونيخ للأمن»، إذ تضمّنت نبرة مختلفة عن الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً أن الولايات المتحدة ما زالت «أبرز حليف» لأوروبا، ومشدداً على التزام «ثابت» حيال الحلف الأطلسي. واعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن أوروبا «تحتاج إلى قوة الولايات المتحدة»، وإلى التعاون مع روسيا لمواجهة «الإرهاب الإسلامي». ولفت انتباه المشاركين في المؤتمر ترديد بنس أكثر من مرة أن ترامب كلّفه بقول هذا الكلام أو ذاك، علماً أن التناقض في الطرح كان واضحاً بين الرئيس الأميركي ونائبه. وقال بنــس: «طلب مني الرئيس أن أكون هنا لنقل رسالة تفيد بأن الولايات المتحدة تدعم بقوة الحلف الاطلسي، وأننا ثابتون في التزامنا حياله». وشدد على أن مصيرَي «الولايات المتحدة وأوروبا مترابطان»، مشيراً إلى قيم مشتركة مثل «الديموقراطية والعدالة وسيادة القانون». وتابع مخاطباً الأوروبيين: «سنكون دوماً أبرز حليف لكم». لكنه جدد مطالبة واشنطن حلفاءها في «الأطلسي» بالتزام تخصيص 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، قائلاً: «يستدعي الدفاع الأوروبي التزامنا بمقدار التزامكم. وعود المشاركة في الأعباء لم يتم الإيفاء بها منذ فترة طويلة جداً. يتوقّع الرئيس ترامب من حلفائه التزام كلامهم. حان الوقت لبذل مزيد من الجهود» في هذا الصدد. ونبّه إلى أن كثيرين يفتقرون إلى «مسار واضح وجدير بالثقة» لفعل ذلك. وأكدت مركل تمسكّ ألمانيا بـ «زيادة نفقات الدفاع لتشكّل 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2024 على أقل تقدير»، مضيفة: «نشعر بالتزام تجاه هذا الهدف، وألمانيا تعي مسؤوليتها». واستدركت أن بلادها «لا يمكنها زيادة موازنة دفاعها أكثر مما هي قادرة عليه». مركل التي التقت بنس على هامش المؤتمر، أقرّت بـ «عدم وجود علاقة مستقرة وجيدة على نحو مستدام مع موسكو»، مستدركة أن «روسيا جارة للاتحاد الأوروبي». وتابعت أنها «لن تتخلى أبداً عن السعي إلى تحسين العلاقات مع روسيا»، لكنها دعت إلى «الحزم» مع الروس، إذ اتهمتهم بتعريض الاستقرار الأوروبي لخطر، بمهاجمتهم «وحدة أراضي» أوكرانيا. وأعلنت المستشارة أنها تريد أن تناقش مع موسكو ملف الهجمات الإلكترونية والأخبار الملفقة، في إطار محادثات بين روسيا و «الأطلسي». واستدركت أن موسكو «تعتبر الحرب الهجينة شكلاً من أشكال الدفاع». على رغم ذلك، دعت مركل إلى «التوصل إلى قاعدة مشتركة في مكافحة الإرهاب»، وزادت: «أعتقد بأن للروس والغربيين في هذه النقطة بالضبط المصالح ذاتها، ويمكن أن نعمل سوياً في شأنها. الأوروبيون لا يستطيعون متابعة المعركة ضد الإرهاب الإسلامي حتى النهاية. نحتاج إلى قوة الولايات المتحدة». وكان لافتاً قولها أن إشراك دول إسلامية في الحرب على الإرهاب «يُعدّ على الدرجة ذاتها من أهمية مشاركة الولايات المتحدة». وأردفت: «يمكن هذه الدول القول بوضوح أن الإسلام ليس سبب الإرهاب، بل هو نسخة منحرفة من الإسلام». وطالبت قادة المسلمين برسم حدود واضحة بين الإسلام المسالم و «بين الإرهاب المُمارَس باسم الإسلام». وحضّت على مقاومة إغراء الانطواء على النفس لمواجهة التهديدات العالمية، قائلةً: «في سنة نستشعر فيها تحديات غير معقولة، هل سنواصل التحرك معاً أو سنسقط في أدوارنا الفردية؟ أدعوكم إلى العمل في شكل يتيح لنا أن نجعل معاً العالم أفضل». إلى ذلك، أسِف وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت لأن بنس «لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي»، علماً أن ترامب كان أشاد بخروج بريطانيا من التكتل. أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فلفت إلى أن وفد بلاده يشارك في مؤتمر ميونيخ بـ «توجّهات جديدة، لا سيما حول الوضع في منطقتنا». وتابع أن «العالم دخل مرحلة ما بعد الغرب الذي لم تعد كل تطورات العالم تُصنع فيه».
مشاركة :