مصر في عيون رسامي الكاريكاتور : حضر رأي وغاب آخر

  • 4/19/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يستضيف «قصر الفنون» في القاهرة الملتقى الدولي الأول لرسامي الكاريكاتور الذي يُعدّ الأول من نوعه في مصر لكونه يجمع هذا العدد الكبير من رسامي الكاريكاتور من دول عدة. وساهم في نجاح الملتقى على الصعيد التنظيمي، الدعم المقدم من وزارة الثقافة المصرية بإتاحة نشاطه من عرض الأعمال وتنظيم الورش واللقاءات المصاحبة له في قاعات «قصر الفنون» التابع لها. وهي خطوة تُحمد للوزارة على رغم تأخرها على نحو لا يليق بتاريخ فن الكاريكاتور المصري الذي يرتبط تاريخه بانتشار الصحافة المطبوعة في مصر. وعلى رغم هذا التاريخ الطويل لفن الكاريكاتور المصري الذي ضم خلال مسيرته فنانين كُثراً (من مصريين وأجانب) تركوا بصماتهم الواضحة على الصحافة المصرية، إلا أنه لم يكن هناك أي التفاتة واضحة ومعلنة من الدولة ومؤسساتها الثقافية إلى الدور الذي يضطلع به هذا الفن. وهو دور لا شك في أنه تنويري وثقافي في الأساس. ففن الكاريكاتور هو تعبير عن الرأي من طريق اللون وباستخدام الحد الأدنى من الكلام أو الكتابة. كما يستطيع البوح بسهولة عما لا يمكن التعبير عنه بالكتابة أو الرأي أحياناً. لذا فهو يملك القدرة على التأثير في الرأي العام على نحو يعرّض عدداً من ممارسيه للخطر. وهو خطر بلغ حد الاغتيال والاعتداء البدني، كما حصل مع الفلسطيني ناجي العلي والسوري علي فرزات. فالاحتفال بهذا الفن والتعامل معه بما يليق بقيمته وتأثيره، بعيداً من حصره في دائرة النكتة والفكاهة عادة، هما أضعف الإيمان. ولعل هذا الملتقى يكون بادرة أمل في هذا السياق. نظم الملتقى بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتور والاتحاد الدولي لمنظمات رسامي الكاريكاتور «فيكو» ومؤسسة «دوم» للثقافة. وترأس لجنة فرز الأعمال الفنان أحمد طوغان، وضمت لجنة الفرز الفنانين جمعة فرحات، محمد حاكم، محمد عفت، محمد عبلة. تجاوزت الأعمال المعروضة 500 عمل كاريكاتوري لحوالى 250 رساماً من 64 بلداً، بينها الأرجنتين، البرازيل، أوكرانيا، روسيا، إسبانيا، اليونان، إيطاليا، رومانيا، تركيا، الهند، اليابان، الصين، المغرب، الكويت، السعودية، البحرين، الإمارات... وذلك من أصل 270 رساماً تقدموا بقرابة 1600 عمل كاريكاتوري للمشاركة في الملتقى. تناولت الأعمال المقدمة موضوعين، أحدهما بعنوان «مصر في عيون رسامي الكاريكاتور» وعبّر من خلاله المشاركون عن رؤيتهم الخاصة إلى مصر. وخصص القسم الآخر للأفكار الحرة، من دون ارتباطه بفكرة بعينها، وضمّ مجموعة كبيرة من رسوم الكاريكاتور التي شملت مناحي متعددة، سياسية واجتماعية وإنسانية. وضمت الأعمال كذلك مجموعة كبيرة من الوجوه الكاريكاتورية لعدد من الشخصيات المصرية المشهورة في مجالات السياسة والأدب والفن والسينما. وشارك في تنظيم المعرض الفنانون تامر يوسف، سمير عبد الغني، خضر حسن، شكري إمام، عمرو عبد العاطي، أحمد سمير فريد، محمد عبدالوهاب. وأعرب القيّم على الملتقى الفنان فوزي مرسي عن سعادته البالغة بالمشاركة في هذا الحدث، واصفاً إياه بالإنجاز المشرّف لرسامي الكاريكاتور المصريين لكونه يُقام للمرة الأولى. واعتبر أن رسوم الكاريكاتور التي يشارك فيها فنانون من مختلف بلدان العالم ستكون بمثابة دعاية مهمة لمصر لا تقدر بثمن في هذا التوقيت.   فلاديمير كازانفسكي وكان من بين أبرز المشاركين في هذا الملتقي الرسام الأوكراني فلاديمير كازانفسكي بمساهمته في تصميم شعار الملتقى الذي مثل هرماً فرعونياً تخرج منه فراشات ملونة ومزينة بالنقوش والكتابات الفرعونية. وحظي الفنان الأوكراني بحصة الأسد من عدد الأعمال المعروضة والمتابعة الصحافية والإعلامية. وكان أكثر ما لفت أنظار المتابعين لأعمال كازانفسكي هو ذلك الولع البادي في رسومه بالحضارة المصرية القديمة. فغالبية أعماله المقدمة احتوت على إيحاءات كاريكاتورية مستلهمة من الحضارة الفرعونية، خصوصاً إله المرح والفكاهة عند المصريين القدماء «بس» الذي كان يُرمز إليه بقزم بدين. تطرق كازانفسكي إلى صورة مصر كما يراها الآخرون، فصوّر على سبيل المثال سائحاً خارجاً لتوه من مطار القاهرة، ليجد الناس جميعهم على شكل مومياوات. وفي عمل آخر له نرى خبيراً للآثار يستكشف حجراً على هيئة جهاز كمبيوتر. ولم تخرج معظم الأعمال المعروضة عن إستلهامها رموز الحضارة المصرية القديمة بشكل أو آخر في إيحاءات ممزوجة برموز العصر. غير أنه كان من الملاحظ أن المواضيع التي تناولها معظم المشاركين، اتسمت بالإيجابية في ما يخص الشأن السياسي في مصر. الأمر الذي يعكس تدخلاً ما من منظّمي الملتقى، فكان من الأفضل ترك الأمر مفتوحاً للآراء ووجهات النظر الأخرى، خصوصاً أن النقد هو أبرز سمات الكاريكاتور وعلّة تألقه وتأثيره. الرسم الكاريكاتوريمنوعات

مشاركة :