«اجعل رسالتك بناءة»، ثلاث كلمات فقط وابتسامة صغيرة، تجدهم أمامك عند الدخول إلى موقع «صراحة»، الموقع الذى دشنّه المبرمج السعودي، زين العابدين توفيق، والذى تفاعل معهُ روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في مختلف الدول العربية، كمّا اعتُبرت مصر أكثر الدول تفاعلاً مع «صراحة»، إذ وصل عدد الزوّار إلى نحو 7 مليون ونصف شخص، حسب تصريحات مؤسس الموقع الصحفية. ورغم استمرار انتشار تداول الموقع بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الرسائل السلبية وجدت حيزًا بين الرسائل التى تحمل كلمات إيجابية ولطيفة، مما سبّب للبعض آثارا نفسية سيئة، بعكس هدف الموقع والذى خصّص صاحبه جملة «اجعل رسالتك بناءة»، لكّي يكون محطة للنقد الإيجابي دون تجريح. «اللي بيرسلوا رسائل سلبية دول أشرار، ده مش مرض نفسي»، هكذا يرى الطبيب النفسيّ، هاني الزغندي، الأشخاص الذين يرسلون رسائل سلبية إلى أصدقائهم عبّر الموقع، مؤكدًا أن من يقومون بتشويه معارفهم وأصدقائهم نفسيًا «أشرارا». «لماذا نلجأ لصراحة؟»، سؤالٌ جاوب عليه «الزغندي» من خلال سببين، الأول هو الفضول، والذى يجعل الشخص ينتظر آراء الناس حوله، وعادةً ما ينتظر الشخص ردود الأفعال الإيجابية، كمّا قال «الناس بيبقى نفسها تسمع كلام الحلو». أما العامل الثاني هو دراسة السلوك، حيث يستغل مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي فُرصة مثل موقع «صراحة» لكى يُذيبوا الحواجز بينهم وبين جمهورهم من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، وبشكل مُبسط «اللي نفسه في حاجه يقولها». «كُل إنسان بيبقى شاكك إنه عرضه للرفض أو الهجر من الآخرين»، هكذا رأى «الزغندي» الرسائل السلبية والتى قد تكون مؤلمة للبعض عند استقبالها عبّر الموقع، رغم غياب هوية المُرسل، يعتبر الشخص تلك الرسالة هى رسالة من القدر. وفي حالة استقبال الرسائل السلبية، يتعامل معها الشخص بُناءً على درجات سلامه النفسي، حيثُ يصنف «الزغندي» أغلب البشر إلى نوعين، الأول من يمتلك تماسُك داخلي، يجعله يتعامل مع الرسائل السلبية بشكل أفضل، فهو يعلم أن من أرسل تلك الرسالة الحادة، لا يمتلك شجاعة المواجهة أو «شرير» يطعن بخنجر حاد من وراء ستار لا يكشف هويته. أما النوع الثاني، يصفه «الزغندي» قائلاً: «اللّى معندوش تماسك نفسي داخلي بيقع في الفخ»، كمّا يؤدي ذلك إلى اختلال ثقة الشخص بنفسه تمامًا، وفي حالة وجود أعراض أو بدايات اكتئاب، ستؤدي تلك الرسائل السلبية إلى إصابة الشخص بأمراض نفسية حادة. وتابع «الزغندي» كلماته بالحديث عن الأشخاص الذين يقومون بإرسال الرسائل السلبية لأنفسهم، ثُم يعرضوها على صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي، «فيسبوك»، واصفًا إياهم بـ «مُحبي دور الضحية»، فهُناك أشخاص يتغذوّن على دور الضحية، لجذب انتباه الآخرين وتعاطفهم. 20. 19. 18. 17. 16. 15. 14. 13. 12. 11. 10. 9. 8. 7. 6. 5. 4. 3. 2. 1.
مشاركة :