يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، تمكّنت الجهات الأمنية المختصة من إحباط محاولتين لتهريب ما يزيد عن 22 مليون قرص أمفيتامين تُقدَّر قيمتها السوقية بأكثر من مليار ريال وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات الأمنية المختصة بمملكة البحرين الشقيقة.. جريدة المدينة 13 /4 /2014، وهذه ليست محاولة التهريب الأولى التي يحبطها رجال الأمن إذ إنهم أحبطوا الكثير من تلك المحاولات، التي تستهدف المملكة وشعبها. ولكن السؤال: إن لم تجد المخدرات مَن يستخدمها ويُروِّج لها ويُدمن عليها، هل تجد لها سوقًا مربحًا لمهرِّبيها ومُروّجيها؟! شبابنا هم آمال الأمة وتطلعاتها، هم عتادها ودرعها الواقي، وإذا تمكنت هذه الآفة الخبيثة منهم -لا قدر الله- اهتزت الأمة.. فالمخدرات آفة وراءها شبكات دولية، هدفها الأساسي إفساد الشباب المسلم وضياعهم، وينبغي أن نُعلِّم فلذات أكبادنا بأن تعاطي المخدرات ليس فيه مرح وانبساط وهروب من الواقع -كما يُروِّج لذلك المُروّجون- وأن النتائج تكون أسوأ مما يتوقعون. وقد حذرت وزارة الداخلية بشدة من خطورة تلك الآفة واستهدافها للشباب.. فالمخدرات وراء أبشع جرائم القتل وهتك الأعراض، وقد تحدّثت عن ضحايا المخدرات من المتعاطين، في أنفسهم، وضد الآخرين، وعن أبشع الجرائم التي يرتكبونها، حتى تصل جرائم القتل -أحيانًا- إلى الأب والأم والأخوات، وكذلك الاعتداء على الأعراض والأطفال. إنني لا أتكلم إلا بحقائق موجودة، فلينظر من يريد المعرفة لسجل القضاء، ولينظر لما صدر من أحكام.. علماؤنا -في هيئة كبار العلماء- أقرّوا أن العقوبة تصل إلى القتل للمُهرِّب والمُروِّج، لأنه ليس هناك خطر على شباب الأمة أكبر من خطر المخدرات، إنه يصيب الأسرة في أعز ما لديها "أبناءها وبناتها". وللمخدرات آثار انعكاسية وسلبية، فمن آثارها الصحية: فقدان الشهية للطعام مما يُؤدِّي إلى الضَّعف العام مصحوبًا باصفرار الوجه، وقلّة الحيوية والنشاط، وحدوث الدوار والصداع المُزمن، واختلال التوازن العضلي العصبي... وغيرها من الأمراض، وهناك أيضا آثار نفسية لتلك الآفة: كالاضطرابات النفسية، والهلوسة والهذيان، والشعور باليأس والحزن الشديدين، وصعوبة التفكير، وهبوط في النشاط الوظيفي.. أما عن الآثار الاجتماعية الناتجة عن إدمان المخدرات فهي: فقدان مهارة التعامل مع الآخرين، والتفاعل في المواقف الاجتماعية مع الأسرة والمجتمع، والقيام بتصرفات غير منطقية لا يرضى عنها الجميع، وعدم تقدير واحترام وجهات نظر الآخرين. وهناك أيضًا آثار أسرية تترتب على تعاطي المخدرات، فنشهد تفكُّكًا أُسريًا؛ لعدم قدرة المُتعاطي على القيام بدوره الأسري، وانخفاض دخل الأسرة نتيجة بطالة المتعاطي، وعدم قدرته على العمل، وكذلك عدم المشاركة في المجالات الحياتية التي تُحقِّق تماسك الأسرة. أما الآثار الاقتصادية لتناول هذا الداء فتتمثل في: تفشي البطالة والفقر في المجتمع، نتيجة لإنفاق نسبة كبيرة من الدخل في شراء المخدرات، إضافةً إلى ركون المتعاطي للكسل وعدم العمل، ويؤدي الإدمان على المخدرات أيضًا إلى فقدان الإنسان دوره في المجتمع. فلنُحذِّر فلذات أكبادنا من تلك الآفة الخطيرة، ولنَقُل لهم: لا ترموا بأنفسكم في التهلكة، واحذروا المخدرات، ولا تكونوا عبيدًا لها، فهي هلاك للفرد آجلًا أم عاجلًا، والدولة والمجتمع وأسركم بحاجة إليكم، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما قال: (إِنّمَا مَثَلُ الجَلِيسِ الصّالِحِ وَالجَلِيسِ السُوءِ كَحَامِلِ المِسكِ وَنافِخِ الكِير). حفظ الله شبابنا وفلذات أكبادنا من كل سوء. Hussain1373@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (38) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :