زينب سلبي.. تمردت على الخوف فأبدعت

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حمزة عليان | ■ ليست من النوع الذي يقوم بتسويق نفسه، ولا هي تملك ماكينة إعلامية للترويج لشخصها، بل تطل علينا من خلال مؤسسات ومنصات ذات شأن تضع اسم زينب سلبي في قائمة المبدعين، كما فعلت الأسبوع الماضي «مبادرة تكريم» في القاهرة، واختارتها لنيل جائزة المرأة العربية نظراً لإسهاماتها الإنسانية والتطوعية بالدرجة الأولى، ومن هنا كانت «وجهاً في الأحداث». ■ بكت عندما شاهدت سقوط صدام حسين كرمز للعراق، وانتشاله من الحفرة التي اختبأ فيها، وعزَّ عليها أن تكون نهاية هذا الحاكم الدكتاتوري بتلك الصورة المذلة، بالرغم من انه أذاقها الرعب والخوف، فهربت إلى الخارج والتجأت إلى أميركا. ■ كان عمرها 11 عاماً عندما وقع الاختيار على والدها ليكون الطيار الخاص لصدام، ولذلك تهيأت لها الظروف لتكون قريبة جداً من أسرته، ومن داخل بيته المسكون بالخوف والامتثال للأوامر الصادرة من أبناء عائلته، فقد ربط الرعب لسانها وكبلها الخوف من الإعدامات التي نفذت، ومن رمي المعارضين في السجون. ■ تتذكر ابنة الطيار الشخصي لصدام كيف كانت «رغد» تمشي في الردهة، وتعبر بنبرة دكتاتورية عن وجهات نظرها بشأن مواضيع سخيفة، أما الفتيات الأخريات وهي، فكنَّ يتابعانها، وهن يركضن ببطء مثلما لو كانت صدام وهن حرسه الشخصي، كما تصف ذلك في كتاب يتحدث عن «نساء الطغاة وكيف يتعامل الدكتاتور مع الزوجات والعشيقات». ■ أطلقت عام 2005 برنامجا حواريا (نداء) عبر قناة TLC من خلال OSN، وهو النسخة العربية عن برنامج أوبرا وينفري، حيث شاهدها الناس وهي تطبخ وتبكي كما يحصل في برنامج أوبرا، ومن أجل إنجاح هذا البرنامج استقالت زينب من المنظمة الدولية التي أسستها مع زوجها، لتتفرغ لهذه المهمة وتعمل على التغيير من داخل الثقافة العربية والحوار بين النساء العربيات، وعينها على تحسين حياة المرأة التي تواجه الحروب. ■ نقطة التحول في حياتها كما تروي لـ«نشرة واشنطن» انطلقت من مناطق النزاعات المسلحة، فقد ادى ما شاهدته هي وزوجها عام 1992 في المخيمات التي تعيش فيها نساء مغتصبات في كرواتيا والبوسنة الى تغيير حياتها بالكامل، فأسسست «منظمة النساء للنساء» تعنى بمساعدتهن وبإعادة  حياتهن، توسعت تلك المنظمة واصبح لديها برامج في العديد من البلدان التي شهدت حروبا. ■ ادركت ان المرأة التي تدفع ثمنا باهظا في حياتها نتيجة ما تتعرض له اثناء الحروب تحتاج الى القدرة على كسب الرزق والتصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات في المنزل وفي المجتمع المحلي، لذلك صممت البرنامج بحيث يعالج تلك النواحي، ويعمل بأسلوب بسيط ومباشر «ترى المستفيدات منه في نهاية الامر نتائج وخدمات ملموسة»، يشكل التدريب المهني والسياسي عصب البرنامج. ■ واجهت تحديات صعبة في حياتها، من زواجها التقليدي، والتي ارغمت عليه وهي في التاسعة عشرة من عمرها، ثم عيشها وحيدة في المجتمع الاميركي الجديد عليها، ولم تكن تملك اكثر من 400 دولار في حينه، ثم كان الاختبار الاكبر في حياتها بتأسيسها منظمة «نساء من اجل نساء العالم»، فقد وضعت كل طاقتها «للتعبير عن انفسنا كنساء عربيات، والتحرر من الكبت الذي طالما عشنا تحت وطأته في بلداننا العربية». ■ رسالتها كانت واضحة، كيف تزيل الظلم الذي يلامس حياة كل امرأة عربية في سجون التعذيب ومعسكرات الاغتصاب، وهذا ما شرحته في حوار مطول مع صحيفة الخليج، وقولها أن أمها أرضعتها كينونتها كامرأة. ■ عندما اتجهت إلى الكتابة الصحافية، للعمل كمحررة أسبوعية في مجلة المرأة في عالم الإعلام، كتبت مقالات تناولت فيها قصصاً عن المرأة العربية وتجربتها في المنطقة العربية، وهذا ما عزز إيمانها بأن التغيير في الوطن العربي «سيكون بنا ولنا، وليس مستوردا من الغرب، يعمل على تعريف مفهوم المواطنة وحياة الشخص بشكله الأمثل». ■ سعت لأن يكون لها صوت مسموع في «وطنها العربي»، مثلما كان لها صوت في أميركا، والتي عاشت فيها فترة طويلة، كامرأة عربية مسلمة، وتصحيح الصورة السلبية المأخوذة عن العرب للمجتمع الغربي. ■ عدة أوصاف نسبت إليها، فهي المؤلفة التي نالت العديد من الجوائز عن الكتب التي أصدرتها، وهي المديرة التنفيذية لمنظمة نساء من أجل النساء في العالم لمدة تسع سنوات للوقوف مع النساء المتضررات في الحروب، وهي الناشطة في حقوق المرأة ورائدة في العمل الاجتماعي والإعلامي، اقترن اسمها بالنضال من اجل حقوق المرأة، والأعمال الخيرية والتطوعية. البدايات أبدت تأثرا بالغاً هي وزوجها ازاء ما حدث من اغتصاب واعتقال قسري للنساء البوسنيات، والناجيات من الحرب، حيث بادرت الى انشاء منظمة بهدف التواصل بين الداعمين لهذا المشروع في المجتمع الاميركي، وبين الاحياء من النساء. 400 ألف امرأة أسست عام 1993 «منظمة النساء من اجل النساء الدولية» التي تعني برعاية حقوق النساء ومساعدتهن في البلاد التي تعاني من الحروب المستمرة، فقد جمعت 400 الف امرأة في 8 مناطق للنزاعات، وقدمت دعماً بأكثر من 100 مليون دولار (قروض ومساعدات)، وتدريب الآلاف على ادارة مشاريعهن الصغيرة. الزواج والانفصال زوجها أهلها في التاسعة عشرة من عمرها زواجاً تقليدياً لرجل اميركي من اصل فلسطيني، اثناء اقامتها الاولى في اميركا، ثم عادا الى العراق، فأساء زوجها معاملتها، فكان الانفصال بعد ثلاثة اشهر. أهم ثلاثة كتب أصدرت العديد من الكتب، من اهمها كتاب «بين عالمين: الهروب من الطغيان، العيش في ظل صدام حسين، وايضاً «للحرب وجوه اخرى: قصص عن نساء في الحرب بين معاناة وأمل»، وكتاب ثالث «لو عرفتني يهمك أمري». السيرة الذاتية ● زينب سلبي ● مواليد 1969 بغداد ـ العراق ● حاصلة على شهادة البكالويورس في جامعة جورج ماسون، والماجستير في علم الاجتماع في مدرسة لندن للاقتصاد. ● انتقلت للعيش والدراسة في اميركا وعمرها 19 عاماً، وعرضت اعمالها في العديد من وسائل الاعلام المختلفة، منها سبع مرات في برنامج «اوبرا وينفري»، وصحيفة واشنطن بوست. ● أسست مع زوجها امجد عطا الله (اميركي من اصل فلسطيني) منظمة «النساء من اجل النساء الدولية». ● اطلقت برنامج «نداء» عام 2015 معني بإلهام النساء في العالم العربي، يبث في 22 دولة بواسطة «تي إل سي أرابيا». تعمل صحافية متجولة بالتعاون مع جريدة نيويورك تايمز. ● صاحبة «مشروع زينب سلبي» والمتخصص بتغطية القضايا العالمية، والقصص التي تحصل حول العالم من منظور النساء، عبر تجاربهن. ● نالت التكريم من الرئيس الاميركي بيل كلينتون لجهودها في البوسنة والهرسك، ومنحت جائزة امرأة العام الصادرة عن مؤسسة باركليز، واختارتها مدونة «هافنغتون بوست» من ضمن قائمة السوبر لدفع الشباب والفتيات.

مشاركة :