أكد محافظ حولي الشيخ أحمد النواف حرص المحافظة على اقامة الندوات الصحية المختلفة والمتنوعة التي تهم افراد المجتمع، مشيرا إلى ان «هذا يأتي انطلاقا من حرص الكويت على الوضع الصحي بشكل عام كأولوية تنموية تعكس توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ومتابعته للمشروعات والبرامج الصحية في البلاد». وقال النواف في تصريح على هامش الندوة التي نظمتها محافظة حولي تحت عنوان «معنا ضد الزهايمر» إن «هذه الندوة جاءت ضمن احتفالات المحافظة بالأعياد الوطنية وتشجيع أنماط الحياة الصحية، وتجنب العادات والسلوكيات الخاطئة التى تنعكس سلبا على الحياة العامة». وأجمع عدد من المتخصصين والاكاديميين على ان «مرض الزهايمر يعتبر من الامراض التي لا يزال الطب عاجز عن تحديد او تشخيص اسباب الاصابة بها وخصوصا في ظل عدم وجود علاج طبي لها»، مؤكدين في الوقت نفسه ان «هناك طريقة تساهم في الوقاية من الاصابة به ومن اهمها اتباع نظام واساليب صحية وسليمة في الحياة». واشاروا إلى «عدة امراض تصيب الذاكرة والمخ تتشابه في أعراضها مع الزهايمر»، لافتين إلى أن «الاسباب الوراثية والامراض المزمنة مثل الضغط والسكري ضمن الاسباب الرئيسية للاصابة بهذا المرض». من جهته، اشار رئيس خدمات كبار السن في منطقة الصباح الصحية الدكتور ابراهيم الحمادي إلى ان «الزهايمر مرض ليس له علاج حتى الان، ويعتبر الابن الاكبر لمرض الخرف»، مبينا أنه «يسبب الضغط النفسي والمعاناة ليس فقط على المريض وانما اهله ايضا». وذكر أن «النشاط البدني والتواصل الاجتماعي والغذاء السليم والاثارة الذهنية والنوم والتعامل مع ضغوط الحياة من اسباب انخفاض نسبة الإصابة بالمرض»، موضحا ان «مريض الزهايمر عادة ما يكون مصابا بأمراض أخرى مثل السكري والضغط والامراض المزمنة». وأفاد الحمادي بأن «معدل عمر المريض يصل إلى 8 سنوات بعد اكتشاف الاصابة»، مستدركا بالقول «المريض يمكن ان يعيش حتى 20 عاما وكل شيء يعتمد على الحالة الصحية». واشار إلى انه «رغم عدم وضوح اسباب الاصابة بالمرض هناك اسباب لا يمكن ايقافها او تداركها مثل التقدم بالعمر والاسباب الوراثية والامراض والادوية وحتى البيئة»، مطالبا في الوقت نفسه بـ «ضرورة إجراء الفحوصات قبل تشخيص المريض بأنه مصاب بالزهايمر وخصوصا أن هناك امراضا تتشابه في أعراضها بهذا المرض». وتطرق الي ما وصفه بـ«العلامات» التحذيرية للزهايمر والتي منها تغير الذاكرة وخاصة القريبة وتأثير ذلك على سير الحياة وعدم القدرة على التخطيط او حل المشاكل والصعوبة في إتمام واجبات اعتيادية في المنزل والعمل والارتباك بالزمان والمكان ووضع الأشياء في أماكنها الخاصة وانخفاض القدرة على التحكم في الأمور ونسيان الطريق إلى البيت. بدوره، أكد رئيس الرابطة العمانية للزهايمر الدكتور احمد السناوي ان التشخيص المبكر للمرض يساعد المريض وأفراد أسرته على فهم التغيرات والأعراض التي تظهر ويمر بها المريض، لافتا إلى أن «التشخيص المبكر يساهم في حفظ حقوق المريض ورعايته بشكل أفضل حتي لا يقع فريسة للابتزاز من الآخرين إضافة إلى تشخيص الأمراض الاخرى». وأوضح أن «الدراسات العالمية تشير ان احتمال الإصابة بالزهايمر في عمر الـ65 تصل نسبتها إلى 5 في المئة، ثم تتضاعف هذه النسبة كل خمس سنوات، لتصل في عمر 80 عاما إلى 20 في المئة، كاشفا عن وصول عدد المصابين بالخرف على مستوى العالم حسب إحصائية الجمعية العالمية للزهايمر لعام 2015 بلغ 46.8 في المئة، ومن المتوقع أن تصل نسبتهم إلى 74 في المئة في عام 2030، ولا توجد حاليا احصائيات دقيقة عن عدد المصابين بمرض الخرف في الدول العربية، لكن الدراسات التقديرية تشير ان العدد يماثل الموجود بالدول المتقدمة». من جانبها، قالت استشارية الطب النفسي في المستشفى الأهلي في قطر الدكتورة عبير عيسى إن «الإصابة بمرض الخرف يمكن ان تكون عملية طويلة، يرافقها فقدان تدريجي لمهارات إدراكية مثل الذاكرة والمفهوم الزمني وغيرها بالاضافة لفقدان مهارات القيام بأعمال تلقائية في المراحل الأولى». وشددت عيسي على اهمية «تدخل العلاج الوظيفي للحفاظ على القدرات الإدراكية لدى الشخص المريض في المراحل الاولى من الاصابة، من خلال تعزيز مهارات الانتظام التي تمكنه من تعويض حالات الضياع عقب عملية الإصابة بالخرف». من جانبه، أشار أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور ناصر المنيع إلى ان الزهايمر ليس هو المرض الوحيد الذي يصيب المخ او الذاكرة ولكن هناك أمراض اخرى متنوعة ومختلفة، تنتقل عبر الوراثة ونسبة الإصابة بها تصل الي 50 في المئة مقارنة مع الزهايمر الذي تصل نسبة الاصابة به إلى 5 في المئة فقط. وتطرق المنيع الى بعض الامراض التي تصيب المخ والذاكرة ومدى خطورتها، مشيرا إلى ان «هناك احتمالات بأن يصاب الانسان بالزهايمر وهو في سنة الثلاثين عاما ويظل ذلك احتمالا واردا ولكنه نادر».
مشاركة :