وصفت صحيفة "جارديان" البريطانية الأجواء في الغرب بأنها مهيأة لقبول واختلاق قصص وهمية عن تورط المسلمين واللاجئين في قضايا ذات طابع إرهابي في الدول الغربية، مشيرة إلى أن من شأن ذلك أن يؤجج الصراعات القومية والعرقية في القارة العجوز، مضيفة أن وسائل الإعلام الغربية على وجه الخصوص باتت متعطشة لمثل هذه الأكاذيب، من أجل تبرير الاتهامات العنصرية التي تكيلها للمسلمين. واستشهدت كاتبة التقرير، كريستيان كريستينسين، بعدد من القصص الوهمية التي تم ترويجها عن المسلمين اللاجئين في أوروبا، منها ما يتعلق بمداهمة المراكز التجارية، وتخويف المتسوقين، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام اليمينية المتطرفة هي الأكثر ترويجا لهذه القصص المختلقة عبر قنواتها، أو في الشبكات الاجتماعية الواسعة الانتشار. وأوضح التقرير أن المتلقي أو المشاهد لتلك المواد الإعلامية، ستلتصق بذهنه صورة نمطية عن المسلمين مغايرة تماما عن الواقع، داعية إلى مزيد من التحقق وعدم إطلاق التهم جزافا على الأفراد أو الجماعات قبل التحقق منها، لأن هنالك سوء فهم قد ينشأ في أذهان البعض، دون معرفة الحقيقة. أمثلة متعددة قال التقرير إن الأجواء الأوروبية المشحونة بالتعصب والانحياز، دفعت عددا من الصحف الأوروبية إلى افتعال قصص مفبركة تتهم المسلمين بارتكاب أعمال شغب إرهابية، بالاعتداء على النساء والأطفال والسكان المحليين، وتم ترويج ذلك عبر نسخ مليونية، مستشهدة بما فعلته صحيفة "بيلد" الألمانية ليلة رأس السنة، حيث اتهمت مجموعة من المهاجرين المسلمين بالاعتداء على النساء في مدينة فرانكفورت وهم في حالة سكر، وأتت بشهود عيان ومقابلات وهمية مع ضحايا، لافتة إلى أن هذه الصحيفة توزع ثلاثة ملايين نسخة يوميا، وهو الأمر الذي تناقلته صحف محلية ودولية على نطاق واسع حول العالم، قبل أن تعلن الشرطة الألمانية الحقيقة بعد أسبوع واحد من نشر الصحيفة لتقريرها، وتعتقل شخصين يشتبه بصلاتهما بالفبركة، فيما اعتذرت الصحيفة عن نشر هذه القصة، إلا أن الضرر الذي لحق بالمهاجرين المسلمين لن يعوضه أي اعتذار، حسب تعبير الكاتبة. الآثار الارتدادية تطرقت كاتبة التقرير إلى نفس القصة الوهمية التي افتعلتها المستشارة الرئاسية الأميركية، كيلياني كونواي، التي ادعت وجود مذبحة تدعى "بولينج جرين"، وذلك لتبرير قرار ترمب التنفيذي بشأن حظر سفر مواطني 7 دول إسلامية. وأكدت أن على المجتمعات الأوروبية والغربية بصفة عامة، التفكير مليا في كمية الأضرار التي لحقت بالمسلمين جراء تلك القصص الوهمية حولهم، وهي لا تعدو أن تكون محصورة فقط في مخيلة أصحابها المتطرفين العنصريين، مبينة أن هذه الجهات المعنية بالقصص الوهمية، ترى أنها تفعل ما يتحتم عليها فعله، وإن طال الأمر فستقدم الاعتذار للمسلمين دون أدنى اهتمام، لافتا إلى أن التطرف والإرهاب لا يتعلقان بديانة أو عرقية وإنما بالشخص نفسه. أفعال عنصرية أوروبية اختلاق قصص الإرهاب والتطرف تشويه صورة المسلمين الاستشهاد بشهود مزورين نشر القصص عبر نسخ مليونية إلصاق التهم بالمسلمين والمهاجرين ترويج إشاعات كاذبة تقديم اعتذار بعد تشويه السمعة
مشاركة :