دعت السعودية، أمس الأحد (19 فبراير/ شباط 2017)، إلى حملة جديدة على إيران في مؤشر على التقاء متزايد للمصالح بشأن الجمهورية الإسلامية بينما وعد نواب في الكونغرس الأميركي بالسعي إلى فرض عقوبات جديدة على طهران. وانضمت تركيا إلى الجبهة الفعلية الموحدة ضد طهران مع رفض وزراء من السعودية وإسرائيل دعوة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لدول الخليج العربية العمل مع طهران لتقليل العنف في المنطقة. وبينما لاتزال السعودية في عداء مع إسرائيل، إلا أن وزراء البلدين طالبوا في مؤتمر ميونيخ للأمن بمعاقبة طهران على دعمها للحكومة السورية وتطوير صواريخ باليستية وتمويل الحوثيين في اليمن. وألغيت العقوبات الدولية على إيران قبل عام بناءً على اتفاقها النووي مع القوى العالمية لكن نواباً عن الحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي قالوا خلال المؤتمر إنهم سيضغطون لفرض عقوبات جديدة بسبب مسألة الصواريخ وتصرفات طهران «لزعزعة» استقرار الشرق الأوسط. ووصف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إيران بأنها الراعي الرئيسي للإرهاب في العالم وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وتجنب الوزير السعودي الإجابة عن سؤال بشأن دعوة إسرائيل لعمل منسق مع الدول العربية وسط ازدياد التكهنات بإقدام البلدين على تطبيع العلاقات والاتحاد في مواجهة إيران كما فعلت تركيا. وتتهم الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية إيران باستخدام الطائفية للتدخل في الدول العربية ومد نفوذها في الشرق الأوسط. وتنفي طهران الاتهامات. وقال الجبير للوفود المشاركة في مؤتمر ميونيخ: «تبقى إيران الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... هي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط... وما لم تغير إيران سلوكها سيكون من الصعب جداً التعاون مع دولة مثل هذه». وذكر الجبير أن إيران تدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وتمول الحوثيين في اليمن وجماعات العنف في أنحاء المنطقة. وقال إن المجتمع الدولي يحتاج إلى وضع «خطوط حمراء» واضحة لوقف تصرفات إيران، مطالباً بفرض قيود على المعاملات المصرفية والسفر والتجارة لدفع طهران على تغيير تصرفاتها. من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان إن إيران هدفها تقويض السعودية في الشرق الأوسط، ودعا إلى حوار مع الدول العربية لهزيمة العناصر «المتطرفة» في المنطقة. وقال للمندوبين في المؤتمر: «الانقسام الحقيقي ليس بين اليهود والمسلمين... ولكن المعتدلين في مواجهة المتطرفين». كما انتقد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ما أسماها «سياسة إيرانية طائفية» تهدف إلى تقويض البحرين والسعودية. وقال الوزير التركي: «تركيا تعارض تماماً أي انقسام سواء دينياً أو طائفياً. من الجيد أن نقوم حالياً بتطبيع علاقاتنا مع إسرائيل». وافتتح وزير الخارجية الإيراني جلسة أمس بدعوة للحوار لمعالجة «أسباب القلق» في المنطقة. وجاءت دعوته بعد قيام الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة في الأسبوع الماضي إلى سلطنة عمان والكويت في محاولة لتحسين العلاقات في أول جولة خليجية له منذ تولى السلطة العام 2013. وعند سؤاله هل ترى إيران الحوار الإقليمي يشمل إسرائيل قال ظريف: «بالنسبة للحوار الإقليمي... (توقعاتي) متواضعة. أركز على الخليج... لدينا ما يكفي من المشاكل في هذه المنطقة لذا نريد بدء حوار مع دول نعتبرها اخوة في الإسلام». ونفى ظريف مجدداً التلميحات بأن بلاده ستسعى لتطوير أسلحة نووية. وعند سؤاله بشأن اللهجة الشديدة للإدارة الأميركية الجديدة تجاه دور إيران في المنطقة ودعوتها لمراجعة الاتفاق النووي قال الوزير الإيراني إن بلاده لم ترد جيداً على التهديدات أو العقوبات. وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي السناتور لينزي غراهام إن أعضاء جمهوريين في المجلس يعتزمون تقديم تشريع لفرض عقوبات أخرى على إيران، متهمين إياها بانتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي بإجراء اختبارات على صواريخ باليستية وغيرها من التصرفات. وقال في كلمة خلال المؤتمر أمس: «أعتقد أن الوقت قد حان كي يواجه الكونغرس إيران مباشرة فيما يتعلق بما فعلته خارج البرنامج النووي». وأوضح عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السناتور الديمقراطي كريستوفر ميرفي أن الولايات المتحدة تحتاج لتحديد ما إذا كانت تريد القيام بدور أوسع في الصراع الإقليمي. ومضى يقول: «يتعين أن نتخذ قراراً بشأن ما إذا كنا سننخرط بدرجة أكبر مما نحن عليه الآن في الحرب الدائرة بالوكالة بين إيران والسعودية».
مشاركة :