إدارة ترامب تبعث برسائل طمأنة للأوربيين... فهل وصلت؟

  • 2/19/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أدت حالة الاضطراب والبلبلة التي أحدثها دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إلى حالة من التشكك وعدم اليقين في أوروبا بشأن الترتيبات الدفاعية والتجارية التي اعتاد الأوروبيون عليها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وشكك ترامب مرارا أثناء حملته الانتخابية في دور حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبلغ به الحد إلى وصف هذا التحالف العسكري بأنه "عفا عليه الزمن"، كما دعا الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو لزيادة حجم إنفاقها في مجال الدفاع الجماعي. لكن كبار مسؤولي إدارة ترامب حاولوا إيصال رسالة طمأنة للشركاء الأوروبيين، أنصت إليها الآخرون باهتمام بالغ.فعلى عكس رئيسه وصف وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أثناء مؤتمر ميونيخ للأمن، حلف شمال الأطلسي بأنه ليس مؤسسة عسكرية "عفا عليها الزمن". فيما أكدنائب الرئيس الأمريكي مايك بنس على استمرارية السياسة الخارجية الأمريكية إزاء روسيا، بعد مفاتحات ترامب الودية تجاه الرئيس فلاديمير بوتين، وقال بنس إن روسيا "ستحاسب" على أفعالها في أوكرانيا. وبنس هو أرفع مسؤول أمريكي في إدارة ترامب يتوجه إلى أوروبا وكانت كلمته محل اهتمام كبير. صعوبة التواصل عبر الأطلسي غير أن دبلوماسيين وساسة ومحللين أوروبيين تجمعوا خلال مؤتمر ميونيخ قالوا إنه إذا كانت زيارات كبار المسؤولين في إدارة ترامب تهدف إلى طمأنة أوروبا بكونأسس السياسة الخارجية الأمريكية مازالت كما هي، فإن هذه الزيارات لم تحقق الهدف المنشود. وقد عبر عن ذلك صراحة روبرخت بولنز، الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الألماني، لرويترز بعد كلمة بنس بالقول "ما سمعناه ليس مطمئنا". وأضاف "لا توجد رؤية على الإطلاق للكيفية التي سنعمل بها معا مستقبلا". وقال إلمار بروك رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي إن "بنس وماتيس و(وزير الخارجية الأمريكي ريكس) تيلرسون يمكنهم المجيء هنا والحديث عن أهمية العلاقات عبر الأطلسي وعن حلف شمال الأطلسي وكل هذا أمر حسن، لكننا لا نعرف ما سينشر على تويتر صباح غد". وشبه دبلوماسي أوروبي صعوبة معرفة الشخصية التي يجب الإنصات لها في إدارة ترامب بمهمة المتخصصين في شؤون الكرملين خلال الحرب الباردة. وقال أولريك سبيك محلل السياسة الخارجية في مركز إلكانو للأبحاث في بروكسل إن المعضلة التي طرحها هنري كيسنجر عندما تساءل عمن يوجه حديثه إليه عندما يريد التحدث مع أوروبا قد انقلبت رأسا على عقب. وأضاف سبيك "الآن أوروبا تسأل عمن تتصل به إذا أرادت التحدث مع الولايات المتحدة". "لم يعد بإمكان الأوروبيين الإسترخاء في صدر الأمريكيين" وبخلاف التطمينات الخاصة بحلف شمال الأطلسي والعلاقات مع روسيا حاول بنس تهدئة المخاوف من أن الولايات المتحدة تبتعد عن القيم الديمقراطية في عهد ترامب الذي هاجم وسائل الإعلام والقضاء مرارا منذ تولى السلطة قبل شهر. وقال "هذا هو وعد الرئيس ترامب. سنقف مع أوروبا اليوم وكل يوم لأن مثل الحرية والديمقراطية والعدالة وسيادة القانون النبيلة تربط بيننا". وفيما يتعلق بموقف إدارة ترامب من الاتحاد الأوروبي أبدى وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو استياءه لأن بنس لم يوجه رسالة دعم للاتحاد الأوروبي، وقال "صعقني أنه لم يذكر الاتحاد الأوروبي". يذكر أن ترامب كان قد أشاد بقرار انسحاب بريطانيا بل واقترح أن تقتدي بها دول أخرى. ولكن هناك من قرأ رسالة بنس من منظور إيجابي، فقد أشاد مانفريد فيبر، الذي يشغل منصب رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الأوروبي المحافظ بالبرلمان الأوروبي، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن الرسالة الرئيسية تعد محفزة بشكل إيجابي". وأضاف فيبر المنتمي للحزب المسيحي الاجتماعي بولاية بافاريا الألمانية أن بنس قال بوضوح بأن الولايات المتحدة الأمريكية تساند أوروبا وحلف شمال الأطلسي "ناتو"، وأعطى بذلك إشارة تعزز الاستقرار. وعلى الرغم من ذلك أكد السياسي الألماني البارز أنه لابد من اليقظة دائما لنوعية الرسائل التي يصدرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستقبلا. لكن البرلمان الألماني حذر من أنه "لم يعد يمكننا الاسترخاء على صدر الأمريكيين بعد ذلك، ولكن يتعيّن علينا الوقوف على أقدامنا". ع.ج.م/و. ب( أ ف ب، رويترز، د ب أ) في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي أين تكمن أهمية مؤتمر ميونيخ للأمن؟ مؤتمر ميونيخ للأمن يُعد منصة فريدة في العالم للنخب الدولية في السياسة الأمنية. وليس هناك مكان آخر في العالم يجمع هذا العدد من ممثلي الحكومات وخبراء الأمن. وفي تصنيفها الجديد وضعت جامعة بنسيلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية المؤتمر للمرة الرابعة على التوالي في مرتبة أهم مؤتمر في العالم. والمؤتمر هو بوتقة للتواصل بين الفاعلين السياسيين للتعارف وتبادل وجهات النظر ولرسم الخطوط الحمراء. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي من الذي يشارك في مؤتمر ميونيخ للأمن؟ الفندق الذي يحتضن فعاليات المؤتمر يتوقع حضور أكثر من 500 مشارك من شتى أنحاء العالم. والحكومة الألمانية ممثلة من قبل عدة وزراء. ويُتوقع مشاركة 16 رئيس دولة و15 رئيس حكومة و47 وزير خارجية و30 وزير دفاع و59 ممثلا لمنظمات دولية. وسيكون المؤتمر الفرصة الأولى للتعرف على الإدارة الأمريكية الجديدة. ويشارك في المؤتمر عن الجانب الأمريكي نائب الرئيس مايك بينس ووزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الأمن القومي. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي أين يُنظم مؤتمر ميونيخ للأمن؟ في فندق "بايريشر هوف" (Bayerischer Hof) وسط مدينة ميونيخ. يتوفر الفندق الفاخر على 340 غرفة و65 جناحا فندقيا و40 قاعة للمؤتمرات. ويمثل الإقبال الكبير على المؤتمر تحديا للفندق، الذي يعمل به نحو 700 موظف، لذلك شغّل خصيصا 250 موظفا إضافيا ليسهروا على راحة مئات الضيوف بتوفير آلاف وجبات الأكل والمشروبات. ويثمن المشاركون جودة الفندق وموقعه المركزي. ويشكل المؤتمر دعاية مجانية هائلة للفندق طوال ثلاثة أيام. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي كيف يتم حماية مؤتمر ميونيخ للأمن؟ يُقام حزام أمني حول فندق المؤتمر، ولا يحق إلا للذين يملكون بطاقة اعتماد دخول تلك المنطقة. وفي السنة الماضية شارك نحو 3700 شرطي في حماية فعاليات المؤتمر. وتفيد الشرطة بأن العدد سيرتفع هذا العام ليصل إلى أربعة آلاف شرطي، حسب ما قال فيرنر فايلر، نائب رئيس شرطة ميونيخ. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي منذ متى يُنظم مؤتمر الأمن؟ مؤتمر ميونيخ للأمن انطلق في عام 1963 كحلقة لقاء بين عسكريين، وكان يسمى آنذاك "اللقاء الدولي لعلوم الدفاع". وغيَّر المؤتمر لاحقا اسمه إلى "المؤتمر الدولي لعلوم الدفاع"، ثم أصبح اسمه "مؤتمر ميونيخ للأمن". وخلال أكثر من خمسين دورة انعقاد للمؤتمر انفتح نظامه من مناقشة موضوعات خاصة بحلف الأطلسي إلى قضايا أكثر شمولية في العالم. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي هل يُتوقع تنظيم مظاهرات؟ مثل كل سنة تم الإعلان هذا العام عن مظاهرات ضد مؤتمر ميونيخ للأمن، وعددها تسعة. وفي السنة الماضية جلب "التحالف ضد مؤتمر أمن الناتو" نحو 3000 مشارك. وحتى في هذا العام يخطط التحالف لمظاهرة ومهرجان خطابي ضد من وصفهم بـ"محرضي الحرب في ميونيخ" وكذلك "ضد التسليح والدعاية والاستعدادات الحربية". في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي ما هي موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن؟ الموضوعات المحورية هي حالة تنامي انعدام الأمن بعد انتخاب دونالد ترامب. وتتناول المحادثات بشكل ملموس مستقبل العلاقات الأطلسية وأزمة أوكرانيا والعلاقات بين الغرب وروسيا. كما أن الوضع الأمني في منطقة المحيط الهادي بآسيا ستكون موضوعا إلى جانب كوريا الشمالية. وتشمل الأجندة موضوعات التطرف والإرهاب ولاسيما الحرب والسلام في الشرق الأوسط. في صور- مؤتمر ميونيخ للأمن .. مجهر سياسة الأمن العالمي كيف يتم تمويل المؤتمر؟ مؤتمر ميونيخ للأمن يقدم نفسه كهيئة مستقلة. إلا أن الشركة المنظمة للمؤتمر واسمها "مؤسسة مؤتمر ميونيخ للأمن" تستفيد من تمويلات حكومية كبيرة. وتفيد معلومات الحكومة الألمانية أن المؤتمر حصل في عام 2015 على تمويل بنحو نصف مليون يورو إضافة إلى مبلغ 700 ألف يورو مصاريف تجهيزات وطاقم موظفين من الجيش الاتحادي الألماني. كما أن المؤتمر يحظى برعاية من شركات ألمانية ودولية كبرى. إعداد: م.أ.م

مشاركة :