كاتب سعودي: إذا لم يكن لديكم مشروع لتصريف مياه الأمطار فلماذا تصلون صلاة الاستسقاء؟!

  • 2/20/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد: روى الكاتب الصحفي، جمال بنون، طرفة أرسلها له أحد الأصدقاء منذ يومين، تسلط الضوء على حجم الكارثة التي كشفتها السيول والأمطار التي أغرقت معظم المدن والمحافظات بالمملكة. وقال بنون، في مقال له نشرته صحيفة الحياة اللندنية بعنوان كيف نصلي للمطر؟ أن الطرفة التي أضحكته، هي أن مواطناً عربياً بعد أن غرقت سيارته في سيول الأمطار، ذهب إلى مبنى البلدية في منطقته التي يسكن فيها، وخاطب رئيس البلدية، قائلاً له: «إذا لم يكن لديكم مشروع لتصريف مياه الأمطار، فلماذا تصلون صلاة الاستسقاء»؟. ولفت إلى أن ملف الأضرار من سيول الأمطار في السعودية فتح فعلياً في 2009 في عهد الملك عبدالله، حينما اجتاحت وقتها أمطار وسيول محافظة جدة، وألحقت الضرر بالممتلكات والأرواح، ووقتها شكلت لجنة ترأسها الأمير نايف وزير الداخلية وأشرف عليها شخصياً، وبالفعل خرجت بنتائج مفجعة، إذ أظهر التقرير أن 90% من طرقاتنا غير صالحة للاستخدام، وأن البلد تفتقد مشاريع تصريف مياه الأمطار، وأغطية التصريف المنتشرة في الطرقات فارغة ولا يوجد أسفلها أي شيء، وعلى إثر التقرير صدر أمر ملكي حينها بإطلاق الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) وذلك في مارس 2011. وتابع: رغم مضى نحو تسع سنوات على كارثة سيول جدة، ونحو سبع سنوات على إنشاء «نزاهة» يفترض أن المدة كانت كافية لإنجاز مشاريع تصريف مياه الأمطار في المدن السعودية، وتحسين الجسور والأنفاق وحتى الكثير من المباني الحكومية التي دخلتها المياه، أو وقع سقفها، لكن ما شهدناه الأيام الماضية يكشف أن السيول والأمطار تركت جرحاً غائراً لدى المجتمع بسبب الحوادث البشرية والخسائر الكبيرة في الممتلكات، على رغم جهود أجهزة الدفاع المدني الذي يعد البطل الأوحد أثناء هطول الأمطار لما يقدمه من مساعدات لإنقاذ الناس العالقين ونقلهم إلى أماكن آمنة، وغيرها من الخدمات الإنسانية والإسعافية. وتساءل الكاتب: كيف لم يكن مشروع تصريف مياه الأمطار من الأولويات لدى الجهات الحكومية؟ وماذا سنفعل بالزائر الذي يطل علينا لفترة قصيرة ويدمر كل شيء، ويكبدنا خسائر مادية وبشرية تعادل بليونات الريالات؟، غير المعقول أننا نفقد كل عام كيلو مترات من الطرق، ويهدم عدد كبير من البيوت، وتنجرف سيارات، وتتساقط صخور على المارة، وتتفجر كابلات الكهرباء، ويخشى الناس على أبنائهم وبناتهم في المدارس، وطابور طويل من الخسائر، أليس هذا هدر مالي غير موفق أو عدم تقدير للأولويات المطلوبة في تنفيذ المشاريع؟. واختتم : شيء مؤسف ما نلاحظه، ولا نعرف ماذا نقول، هل هو غياب الرقابة في تنفيذ المشاريع الحكومية؟ أم أنها تعمد من الجهات الرقابية في عدم المحاسبة والمساءلة؟.. ربما تستغرب كمواطن متابع أنه إلى الآن لم يخرج مسؤول للاعتراف بخطئه، وحتى أمراء المناطق والمحافظات يتحملون مسؤولية كبيرة في تأخر المشاريع، وبخاصة تلك التي تعنى بحماية أرواح الناس وسلامتهم، وإذا كان الوضع بالنسبة لمشاريع تصريف مياه الأمطار سيتأخر ولا نعرف متى تنتهي، فهنا أعتقد أننا بحاجة لصلاة الحاجة مع كل صلاة استسقاء.

مشاركة :