تدخين الآباء يضعف استجابة أبنائهم للأدوية

  • 2/20/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دراسة تشير إلى أن الأطفال المولودين لآباء يدخنون النيكوتين يرثون مجموعة من الطفرات الجينية التي تجعل أجسامهم مبرمجة ضد الأدوية. العرب [نُشرفي2017/02/20، العدد: 10549، ص(17)] التدخين السلبي يلحق أضرارا دائمة بشرايين الأطفال واشنطن - حذّرت دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة ماساتشوستس الأميركية الرجال المدخنين من أن آثار التدخين لا تطالهم وحدهم، بل تؤثر على ذريتهم بالسلب، وتقلل استجابة أجسام الصغار للأدوية وخاصة المضادات الحيوية. وأجرى فريق البحث دراسته على مجموعة من الفئران، لاكتشاف الآثار المترتبة على تدخين الآباء في ما يخص صغارهم. وأظهرت التجارب أن الفئران التي ولدت لأمهات تعرضت للتدخين، كانت استجابة أجسادها قليلة لبعض المضادات الحيوية وحتى العلاج الكيميائي. كما أظهرت التجارب نتائج مثيرة للدهشة، كشفت أن الفئران التي تتعرض للنيكوتين الناتج عن التدخين يوميا أكثر عرضة لإنجاب صغار تتعاطى مخدر الكوكايين. وقال قائد فريق البحث الدكتور، أوليفر راندو، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة ماساتشوستس الأميركية، “الدراسة تشير إلى أن الأطفال المولودين لآباء يدخنون النيكوتين يرثون مجموعة من الطفرات الجينية التي تجعل أجسامهم مبرمجة ضد الأدوية”. وكانت دراسات سابقة أثبتت أن “النساء اللواتي يدخنّ أثناء الحمل، أكثر عرضة لولادة أطفال يعانون من مشاكل صحية”. وأظهرت دراسة سابقة أن التدخين السلبي يلحق أضرارا دائمة بشرايين الأطفال ويؤدي إلى إضافة أكثر من ثلاث سنوات مبكرا إلى عمر الأوعية الدموية. وتزيد هذه الأضرار، والتي تتمثل في تضخم سمك جدران الأوعية الدموية، من احتمال الإصابة بالسكتات القلبية والدماغية في مراحل متقدمة من حياتهم، وفقا للدراسة التي نشرت في “دورية القلب الأوروبية”. وأثبتت الدراسة، التي أجريت على أكثر من ألفي شخص، تتراوح أعمارهم بين 3 سنوات و18 سنة، أن الأضرار التي لحقت بهم كانت نتيجة لتدخين كلا الأبوين. ويقول خبراء إنه لا يوجد مستوى “آمن” للتعرض إلى التدخين السلبي. ويكشف هذا البحث، الذي أُجري في فنلندا وأستراليا، الآثار الصحية على أجساد الأطفال الذين يكبرون في منزل يدخن فيه الأبوان. لكن من المستحيل أيضا استبعاد عوامل أخرى يمكن أن يكون لها دور في ذلك. وأظهرت أشعة بالموجات فوق الصوتية كيف أن الأطفال الذين يدخن والداهم تحدث لهم تغييرات في الجدار الخاص بشريان رئيسي يمر من أعلى الرقبة إلى الرأس. وبحسب الباحثين، رغم أن الاختلافات في مستوى تصلب الأوعية الدموية للشريان السباتي كانت بسيطة، فإنها أصبحت مؤثرة بعد نحو عشرين عاما حينما وصل الأطفال إلى سن البلوغ. وقالت الدكتورة سينا غال المشرفة على الدراسة من جامعة تسمانيا إن “دراستنا تظهر أن تعرض الأطفال للتدخين السلبي يسبب أضرارا مباشرة ببنية الشرايين لا يمكن تداركها”. ورأت أنه يجب على “الأبوين أو حتى الأشخاص الذين يفكرون في إنجاب أطفال، الإقلاع عن التدخين، وهذا لن يعيد إليهم عافيتهم فحسب، لكنه سيحمي أيضا صحة أبنائهم مستقبلا”. ودرس البحث أيضا عوامل أخرى تفسر السبب في العلاقة بين التدخين وأضرار الشرايين من بينها إذا كان الأطفال أنفسهم لجأوا إلى التدخين، لكن النتائج ظلت دون تغيير. وتوصلت الدراسة، التي نشرت في عدد من المواقع البريطانية، إلى أنه في الحالات التي كان فيها أحد الأبوين فقط مدخنا، لم تكن الأضرار واضحة. ويرجع هذا ربما إلى أن التعرض للتدخين لم يكن بمستويات عالية مماثلة في حالة وجود أبوين. لكن بغض النظر عن ذلك، يقول الخبراء إنه يجب حماية جميع الأطفال من التدخين السلبي. وقالت دويرين مادوك، كبيرة ممرضي القلب في مؤسسة القلب البريطانية، إن “الآثار الصحية الضارة للتدخين السلبي معروفة جيدا”. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التبغ يقتل ما يقرب من 6 ملايين شخص بإقليم شرق المتوسط سنويا.

مشاركة :