الرباط أ ف ب أعلن السفير المغربي لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمس الجمعة أنه سلم الأمين العام للأمم المتحدة رسالة من العاهل المغربي، الملك محمد السادس، تضمنت «اعتراضاً شديداً» على تقرير لبان كي مون حول مسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. وقال عمر هلال، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء المغربية الرسمية أمس، إنه «على قدر تمسكنا بهذا المسلسل الرامي إلى إيجاد حل سياسي دائم ومقبول من الأطراف لنزاع الصحراء الغربية، سنعارض بقوة وحزم كل المحاولات الرامية إلى استغلال قضية حقوق الإنسان بهدف المس بالوحدة الترابية للمغرب». واعتبر هلال أن المغرب «متمسك بمسار التسوية السياسية تحت رعاية الأمين العام ومجلس الأمن، لكنه في الوقت نفسه يبدي اعتراضه الشديد على أي خروج عن هذا الإطار الذي قد يكون محفوفا بالمخاطر لمجمل مسلسل المفاوضات». وتأتي هذه الرسالة عقب التقرير الأخير الذي أصدره بان كي مون في مطلع أبريل الجاري حول الصحراء الغربية وبيَّن فيه أن «الهدف النهائي يبقى مع ذلك مراقبة دائمة ومستقلة وغير منحازة لحقوق الإنسان تغطي على السواء أراضي الصحراء الغربية ومخيمات اللاجئين» في تندوف (جنوب غرب الجزائر). وفي تقريره الجديد، أوصى بان كي مون بالتجديد لبعثة الأمم المتحدة لمدة عام مع تعزيزها بـ 15 مراقباً عسكرياً. وأوضح هلال أن الرسالة التي سلمها لبان كي مون «تتعلق بالتقرير الأخير للأمم المتحدة حول الصحراء المغربية من أجل التذكير بالثوابت التي تؤطر المفاوضات السياسية، والمتمثلة في احترام مقتضيات قرار مجلس الأمن لسنة 2007 الذي يحدد مهمة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة». وما زالت الرباط تحتفظ بذكرى سيئة عن تصويت العام الماضي لتجديد مهام البعثة، حيث اقترحت واشنطن مشروع قرار لتوسيع مهامها لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، لكن المشروع سُحِبَ في آخر لحظة. ومهمة بعثة الأمم المتحدة المنتشرة منذ 1991 هي بشكل أساسي الإشراف على وقف إطلاق النار في هذه المستعمرة الإسبانية السابقة التي تسيطر عليها الرباط وتطالب بها جبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. وكان الملك محمد السادس أجرى مباحثات هاتفية مع بان كي مون في أغسطس 2012، دعاه عبرها إلى «الحفاظ على إطار مهمة الوساطة، وتشجيع التسوية السياسية، وتأطير مهمة المبعوث الشخصي بمقتضيات محددة».
مشاركة :