ياسر العيلة أنا من عشاق «المالوف» التونسي، وأحرص على حضور أي أمسيات موسيقية يتواجد فيها مطربون يقدمون هذا النوع من الموسيقى. العام الماضي استمتعت بسهرة طربية موسيقية أقيمت بدار الآثار الاسلامية للمطربة التونسية ليلى حجيج الملقبة بسيدة الطرب في تونس، والتي قدمت التراث الكلاسيكي من المالوف والأدوار والموشحات، بالإضافة لتقديمها أعمالا ذات طابع عصري. منذ أيام، حضرت في المكان نفسه أمسية موسيقية للمطربة التونسية ليلى عزيز للاستمتاع مجددا بالمالوف التونسي، ولكن للأسف تفاجأت بأداء ليلى عزيز على الرغم من أن السيرة الذاتية لها تؤكد حصولها على الكثير من الجوائز والألقاب، لكن ما شاهدته خلال الحفل الذي حضره جمهور أقل من المتوقع كان مفاجأة لي ولهم، إذ نشزت ليلى كثيرا خلال الحفل، فهل ذلك بسبب عدم امتلاكها القدرة على الغناء المتواصل لمدة ساعة وربع الساعة. كل شيء كان مهيأ لخروج الحفل بالشكل اللائق، فالقاعة مجهزة بأحدث التقنيات والتجهيزات العالمية من صوت وإضاءة، وسبق أن غنى فيها الكثير من المطربين والمطربات. والفرقة الموسيقة التي صاحبت ليلى عزيز تضم مجموعة من أفضل العازفين في العالم بقيادة عازف الكمان الشهير الدكتور الفريد جميل، وتضم الفرقة عازفين من تونس ومصر، وعلى الرغم من كل هذه الأمور التي من المفترض أن تجعل ليلى عزيز تتألق وتبدع، إلا أنها للأسف خيبت الآمال بنشازها أكثر من مرة، وكان واضحا أنها غير حافظة لكلمات الأغاني وغير ملمة بالمقامات، وهذا ما جعل عازف الإيقاع التونسي للفرقة يساعدها أكثر من مرة في الغناء عندما لاحظ نسيانها لبعض كلمات الأغاني، بالإضافة إلى أنه بدا جليا أنها لم تحترم ترتيب الأغاني المتفق عليها مع الفرقة التي ضاعت مع المطربة، فهل كل هذه الأمور بسبب قلة البروفات؟.. «الله أعلم». في النهاية، وبكل حيادية، أقول شتان ما بين «مالوف» ليلى حجيج، و«مالوف» ليلى عزيز.
مشاركة :