«قمّاح» تحتضن الصيادين في أرخبيل فرسان

  • 4/19/2014
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يرتبط أهالي جزيرة قماح الواقعة ضمن أرخبيل جزر فرسان في البحر الأحمر ارتباطا وثيقا بالبحر، يمتهن قاطنوها صيد الأسماك بوصفها مصدرا مهما لرزقهم، ومهنة عريقة ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، وفرصة عمل مناسبة لأبنائهم. وفي جولة على جزيرة قماح التابعة لمنطقة جازان رصدت مراكب الأهالي وهي ترسو على سواحل الجزيرة متأهبة لرحلتي الغدو والرواح التي يسلكونها يوميا في عباب البحر، بحثا عن الأسماك المتنوعة التي يكتنزها البحر الأحمر في جوفه، حيث تعد مهنة الصيد بالنسبة لهم موردا اقتصاديا طبيعيا متجددا ومصدرا مهما من مصادر الدخل. ويشكل البحر بأمواجه ومكنوناته وأعماقه وأسراره وظروفه المتباينة نمطا معيشيا خاصا للأهالي، ورسم لهم عنوانا لحياة إنسانية بسيطة تجذرت عروقها في عمق تاريخ الجزيرة القديم، فتشكلت حياتهم تبعا لذلك البحر حتى استطاعوا سبر أغواره، فكان صيد السمك مهنة ومصدر رزق وهواية ومتعة في نفس الوقت. ويروي كبار السن في الجزيرة قصة الصيد الأولى لأهالي قماح، إذ يقول العم محمد عبدالله عباس: منذ نعومة أظافري وأنا وأقراني نتعايش مع البحر الأحمر الذي حمل الآباء والأجداد في رحلات متكررة بحثا عن الصيد والاستفادة من ريعه في الغذاء والاقتصاد. ويضيف الصياد عثمان أحمد نسيب بالقول: منذ سنين عمرنا الأولى ونحن نتعلم كيفية التعامل مع البحر سباحة وغوصا وصيدا، حتى أصبحنا اليوم مدركين لماهيته وظروف متغيراته، متمكنين من قراءة خريطة البحر الذي يضم في أعماقه كائنات بحرية متنوعة تتجلى فيها درة الخالق عز وجل. وتحدث أبكر قاسم مساوى، عن رحلات الصيد في الجزيرة، مبينا أنها تبدأ مع ساعات الصباح الأولى، حيث يتجه أهالي جزيرة قماح نحو الساحل ليمتطوا مراكبهم الراسية على شواطئ الجزيرة بأطوال تتراوح ما بين 5 إلى 7 أمتار، مزودة بأدوات الصيد ومؤونة الرحلة التي تختلف مدتها بين رحلة وأخرى. ويتقن أهالي جزيرة قماح كل أنواع الصيد وطرقه التي تختلف من وقت لآخر، تبعا لنوع السمك المراد اصطياده، حيث يتمتع البحر بثروة سمكية هائلة، فتستخدم شباك الصيد تارة وتستخدم السنارة «الجلب» تارة ، أو «المجرور» تارة أخرى، كما يختلف وقت اصطياد أنواع من السمك بين الليل أو النهار، فمن سمك الديراك «الكنعد» إلى العربي والسيجان والبياض والشعور والهامور وغيرها. ومع نهاية رحلة الصيد التي تتأثر بحالة الطقس وحركة المد والجزر، يعود الصيادون إلى أهاليهم محملين بما كتب الله من رزق يومهم، فيأخذون نصيبا من ذلك الصيد لبيوتهم لتناوله، وتقسيم بعضه على الجيران والأصدقاء، بينما يحمل البعض الآخر ما فاض من ذلك نحو جزيرة فرسان أو مدينة جيزان للتربح من بيعه.

مشاركة :