راشد الشراكي وأميرة بن طرف | كشفت مصادر أمنية مطلعة أن الأجهزة المختصة ما زالت تحقق في الحادثة التي وقعت بين النائب السابق مسلم البراك وأحد النزلاء في السجن المركزي لكشف ملابسلات وحقيقة ما جرى. وبينما رجحت المصادر أن يتم الانتهاء من التحقيق قريباً جداً، أكدت «الداخلية» في بيان أمس الأول أنه تمت إعادة البراك إلى السجن بعد إجراء الفحص الطبي اللازم من قبل الأطباء المختصين الذين أكدوا عدم معاناته من أي رضوض أو كسور وأن حالته الصحية لا تستدعي بقاءه في المستشفى. وشددت على أن الوزارة «لا تقبل بأي حال من الأحوال المساس بسلامة النزلاء، وترفض حدوث أي تجاوز بهذا الشأن»، مؤكدة أن لجنة التحقيق سوف ترفع التقرير النهائي إلى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح حول ملابسات الواقعة لمحاسبة أي مقصر أو متقاعس. اللجنة البرلمانية نيابياً، أعلن مقرر لجنة حقوق الإنسان البرلمانية النائب د. عبد الكريم الكندري أن حادثة تعرض البراك للاعتداء من قبل أحد السجناء ستدخل ضمن التحقيق الذي ستجريه اللجنة مع «الداخلية» حول أوضاع نزلاء المؤسسات الإصلاحية. وأضاف الكندري في تصريح أمس أنه أشار في اجتماع لجنة حقوق الإنسان الأخير إلى عدم وجود معايير واضحة لفرز النزلاء ومرتكبي الجرائم الخطيرة. بدوره، أكد النائب مرزوق الخليفة ان «قضية الاعتداء المريبة على البراك لن تمر مرور الكرام»، معلناً أنه سيتقدم في جلسة مجلس الأمة المقررة في الـ7 من مارس المقبل بطلب تشكيل لجنة تحقيق في هذا الاعتداء لكشف دوافعه وأسبابه وجوانب القصور التي أدت إلى وقوعه. وقال الخليفة في تصريح أمس إن الاعتداء على البراك هو اعتداء على كرامة الكويتيين جميعاً لما يحمله في نفوس الجميع من مكانة كبيرة ومحبة وتقدير بتاريخه الوطني الحافل بالمواقف الوطنية المشرفة. وشدد على أهمية التوصل «إلى كل الأبعاد والخلفيات والتفاصيل وراء هذا الاعتداء الذي يحمل في طياته الكثير من الشبهات التي تحتاج توضيحاً»، خصوصاً أن هناك «تقصيراً واضحاً تتحمله إدارة السجن في توفير الحماية اللازمة لجميع السجناء وضمان سلامتهم». واستغرب الخليفة عن أسباب تواجد المجرمين ومدمني الخمور في الأماكن المخصصة لنزلاء عنبر أمن الدولة الذين يفترض أن يكونوا بعيدين عن المجرمين والمشبوهين، الأمر الذي يستدعي التحقيق في كل هذه الجوانب لمحاسبة المقصرين مهما كان منصبهم السياسي أو الإداري. الدمخي وهايف بعد زيارة البراك: تدخل الشرطي حال دون استفحال الاعتداء عليه طمأن النائبان عادل الدمخي ومحمد هايف بأن صحة البراك جيدة، وذلك بعد زيارتهما له داخل مستشفى الفروانية أمس الأول. واستعرض الدمخي وقائع الحادثة، بحسب ما رواها البراك، حيث قال: كان السجين قادماً مع شرطي وعندما صادف البراك تراجع ثم هجم عليه وأوقفه الشرطي. وأضاف: الشرطي مشكوراً، والذي تعرض لجرح، أوقف المعتدي، مشدداً على أن الرجل كان مترصداً بالبراك، ولولا قرب الشرطي لكانت الأمور استفحلت. وشكر وزير الداخلية على فتح التحقيق، وسماحه بزيارة مسلم والجلوس معه، لافتاً إلى أن هذه الحادثة لن تمر، لأن فيها اعتداء وترصد. مغردون تداولوا حادثة البراك بكثافة تداول مغردون على شبكات التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو لتداعيات الحادث الذي تعرض له النائب السابق مسلم البراك في السجن، ونقله لتلقي العلاج في مستشفى الفروانية بشكل كبير. الحادث الذي جرى في السجن المركزي، جعل من هاشتاق مسلم البراك «ترند» يوم أمس على شبكة تويتر، حيث علّق المغردون بآرائهم المختلفة عن الأمر، وأجمعوا على استنكارهم لأي اعتداء أيا كان شكله. وفي حين طالب أعضاء مجلس الأمة عبر حساباتهم في تويتر بتشكيل لجنة تحقيق عن الحادث، قطع قرار وزير الداخلية الشيخ خالد الجراح العاجل بتشكيل اللجنة النقاش، ولاقى القرار استحسان المغردين الذين امتدحوا سرعة الداخلية في اتخاذ إجراء، سواء كان النزيل في السجن البراك أم سواه. المنبر الديموقراطي: محاولة الإيذاء للبراك مثيرة للقلق رأى المنبر الديموقراطي الكويتي أن ما تعرض له النائب السابق مسلم البراك «من تعدٍ عليه لمحاولة إيذائه أمر يثير القلق على سلامته نتيجة تراخٍ أو تقصد من قبل الجهات الأمنية المعنية بحماية السجناء من أي تعدٍ على سلامتهم وحراستهم لحين تنفيذ مدة عقوبتهم». وطالب الأمين العام للمنبر بندر الخيران في تصريح أمس «بحماية جميع السجناء من أي عقوبات إضافية مصطنعة أو من فوضى السجون وبالدرجة الأولى حماية الشخصيات الوطنية وعلى رأسهم البراك الذي هو أحد الناشطين بالعمل السياسي». ودعا الجهات الأمنية المختصة بالتحقيق في هذا الأمر وزيادة حمايته من أي مكروه. جمعية حقوق الإنسان: نشر نتائج التحقيق في حادثة البراك بسرعة أعربت الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ مما أسمته «التصرفات غير المسؤولة التي تعمل على تقديم الكويت للعالم بصورة غير إنسانية، ومن الإفراط في إهمال نُزلاء السجون بشكل عام، ونُزلاء الرأي بشكل خاص». وأسفت الجمعية في بيان أمس من «حادثة الاعتداء غير المُبرّرة التي تعرّض لها البراك، مستغربة من عدم السماح لها برؤية الحالة الصحية للبراك أثناء عرضه على الفريق الطبي وعملية الفحص». وأثنت على دور الداخلية التي أصدرت أمر تحقيق عاجل بالحادثة، آملة أن يتم نشر نتائج التحقيق بأقصى سرعة ومحاسبة الفاعل. وشددت على ضرورة تحسين الحالة الصحية لنُزلاء السجن ومعالجة جميع الشكاوى المسجلة في هذا الخصوص. «التيار التقدمي»: ضرورة كشف دوافع الاعتداء على البراك اعتبر التيار التقدمي الكويتي حادثة الاعتداء على مسلم البرام بالسجن «جريمة وليست حادثة فردية»، معرباً عن قلقه «على سلامة البراك وحياته». وحمل الحكومة في بيان أمس «مسؤولية ضمان سلامته وسلامة بقية سجناء الرأي»، مطالباً «بتحقيق نزيه وسريع حول هذه الجريمة للكشف عن الدوافع الحقيقية».