بيروت - (أ ف ب): التقت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبان أمس الإثنين في بيروت الرئيس اللبناني ميشال عون ليكون أول رئيس دولة أجنبية يستقبلها، إضافة إلى رئيس الوزراء سعد الحريري، وذلك في إطار سعيها إلى كسب مزيد من الصدقية الدولية. وقالت زعيمة الجبهة الوطنية إثر اجتماع استمر 30 دقيقة في القصر الرئاسي: «تطرقنا إلى الصداقة الطويلة والمثمرة بين بلدينا». ورئيس الجمهورية اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق الأوسط، علما أن عون يحظى بدعم (حزب الله) الشيعي». وسبق أن التقى عون في يناير الماضي وزير الاقتصاد الفرنسي السابق والمرشح أيضا للانتخابات الرئاسية إيمانويل ماكرون. ومنذ توليها رئاسة الجبهة الوطنية في عام 2011 لم تلتقِ لوبان سوى عدد ضئيل من المسؤولين الأجانب أثناء ولايتهم، باستثناء رئيس الوزراء المصري الأسبق إبراهيم محلب في عام 2015 ووزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي في يناير. تهدف زيارة لبنان التي تستمر حتى اليوم الثلاثاء إلى تعزيز الرصيد الدولي للوبان التي التقت أيضا رئيس الوزراء السني سعد الحريري. وقال الحريري أمام لوبان وفق بيان أصدره مكتبه إن «الخطأ الأكبر هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية». وأكد أن «اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها بلد المنبع لحقوق الإنسان، وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي». وإثر اجتماعها بالحريري، أعربت لوبان للصحفيين عن «سرورها» بلقاء رئيس الوزراء، لافتة إلى وجود «قواسم مشتركة» معه فيما يتصل بالأزمة السورية «وخصوصا حول الضرورة الملحة لجمع كل الدول التي تريد التصدي للأصولية الإسلامية وداعش (تنظيم الدولة الإسلامية) حول طاولة» واحدة. وتابعت: «عرضت تحليلي الخاص: لا يبدو في الوضع الراهن أن هناك حلا قابلا للاستمرار خارج هذا الخيار بين (الرئيس السوري) بشار الأسد من جهة وتنظيم الدولة الإسلامية من جهة أخرى»، لافتة إلى أن الخيار الأول يشكل «حلا أكثر طمأنة بالنسبة إلى فرنسا»، ومشيدة بـ«سياسة (الأسد) الواقعية». والحريري مناهض للنظام السوري الذي يدعمه حزب لوبان (الجبهة الوطنية)، ويتهم دمشق بالضلوع في اغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في عام 2005، ويدعم معارضي الرئيس بشار الأسد. ويرافق لوبان النائب جيلبير كولار. وقد وضعت صباحا في مقر السفارة الفرنسية في بيروت إكليلا من الزهر عند النصب التكريمي للجنود الفرنسيين الذين قضوا في لبنان منذ عام 1975. وفي مقدمهم 58 عسكريا قتلوا في اعتداء استهدف مقرهم في عام 1983 إبان الحرب الأهلية. ولم يحضر السفير الفرنسي إيمانويل بون هذه المراسم. واليوم الثلاثاء، ستلتقي لوبان مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبداللطيف دريان وبطريرك الطائفة المارونية بشارة الراعي ورئيس حزب القوات اللبنانية المسيحي سمير جعجع. ودعت لوبان منذ وصولها إلى «تعزيز» العلاقات بين لبنان وفرنسا. وسيطغى ملف اللاجئين السوريين على اجتماعاتها، فضلا عن موضوع الفرانكفونية. وصرَّحت إثر لقائها الرئيس اللبناني: «تطرقنا إلى القلق الذي نتشاطره حيال أزمة اللاجئين الكبيرة جدا». ويستقبل لبنان الذي يناهز عدد سكانه أربعة ملايين نسمة نحو مليون لاجئ سوري، ويعاني تداعيات الحرب المستمرة في سوريا منذ مارس عام 2011. وأضافت لوبان أن «لبنان الشجاع والسخي يتجاوز هذه الصعوبات، لكن الأمر لا يمكن أن يستمر إلى الأبد». ويدعو حزب لوبان إلى منع المهاجرين من دخول فرنسا والحد بشكل كبير من عدد اللاجئين الموجودين على أراضيها. وتوقعت استطلاعات الرأي أن تتصدر مرشحة اليمين المتطرف نتائج الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 23 أبريل، على أن تهزم في الدورة الثانية في السابع من مايو.
مشاركة :