تولى مسلحون اليوم الثلاثاء حراسة مستشفى كوالالمبور حيث أودع جثمان كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، الذي كان اغتيل في 13 فبراير/ شباط، وأعلنت السلطات أنها لا تزال تنتظر وصول نجل القتيل. ويثير جثمان كيم جونغ نام، الذي اغتيل بالسم على ما يبدو في مطار كوالالمبور الدولي، توترا دبلوماسيا بين ماليزيا وكوريا الشمالية. وتصر كوريا الشمالية على تسلم الجثة واعترضت على قيام السلطات الماليزية بتشريحها. ولكن كوالالمبور رفضت طلبات بيونغ يانغ، مؤكدة أن جثمان جونغ نام، يجب أن يبقى في المشرحة إلى أن يأتي أحد أفراد عائلته للتعرف عليه رسميا عبر إجراء تحليل للحمض النووي. وذكرت مصادر في الاستخبارات ووسائل إعلام محلية، أن كيم هان سول، نجل جونغ نام، كان يفترض أن يصل مساء الإثنين إلى كوالالمبور آتيا من ماكاو. إلا أن وكالة «فرانس برس»، لم تتمكن من التأكد من وجوده في العاصمة الماليزية. وفي وقت مبكر من صباح الثلاثاء دخل موكب من أربع عربات مموهة المستشفى مع عشرات من عناصر القوات الخاصة الماليزية. وحل محلهم لاحقا عناصر حراسة خاصة. وغادرت العربات الأربع المستشفى نحو الساعة 04,00 (20,00 ت غ يوم الإثنين). لا أثر لإصابة .. وأعلن نور هاشم عبد الله، المدير العام للصحة في مؤتمر صحفي لم يقدم فيه الكثير من المعلومات، أن أيا من أفراد أسرة القتيل لم يات الثلاثاء لطلب الجثة. وقال، «لا زلنا ننتظر قريبا» من كيم، مضيفا، أن تقرير الطب الشرعي لا يزال قيد الإعداد بعد أسبوع من مقتل كيم. وأضاف، أنه لا توجد على جسد القتيل أية آثار لإصابة ولا شيء يشير إلى أنه توفي بسبب نوبة قلبية. وكان سفير كوريا الشمالية في ماليزيا كانغ شول، رأى الإثنين أن طلب المحققين للحمض النووي «سخيف»، وأضاف، أنه يحق للسفارة تسلم جثمان أي مواطن يحمل جواز سفر دبلوماسيا. ورفض كانغ، تحقيق الشرطة الماليزية، معتبرا أن لديها دوافع سياسية، وأن ماليزيا تآمرت مع كوريا الجنوبية منذ البداية للإساءة لكوريا الشمالية. رد فعل «في غير محله تماما» .. ورد رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق في تصريحات صحفية الثلاثاء، واصفا تصريح السفير، بأنه «في غير محله تماما، وفظ دبلوماسيا». وكان أكد الإثنين، «الثقة المطلقة» في موضوعية المحققين. وكان وزير الخارجية الماليزي حنيفة أمان، رفض الإثنين الاتهامات الكورية الشمالية التي تقوم على «الأوهام والأكاذيب وأنصاف الحقائق». وأضاف، أن افتراض أن للتحقيق دوافع سياسية «مهين جدا لماليزيا». وكانت كوريا الجنوبية وجهت أصابع الاتهام إلى جارتها الشمالية، مشيرة إلى «أمر دائم» أصدره كيم جونغ أون، بتصفية أخيه غير الشقيق، ومحاولة اغتيال فاشلة تعرض لها جونغ نام، في 2012، بعدما انتقد النظام الكوري الشمالي. وجونغ نام (45 عاما)، هو الإبن الأكبر للرئيس الكوري الشمالي السابق كيم جونغ إيل. وكان اعتبر لفترة وريثا محتملا لوالده ولكنه أوقف في 2001 بمطار طوكيو وبحوزته جواز سفر مزورا من جمهورية الدومينيكان. وقد عاش على إثر ذلك حياة المنفى مع أسرته بين ماكاو وسنغافورة والصين. وبحسب المخابرات الكورية الجنوبية، فإن القتيل كان راسل أخاه في 2012، وتوسل إليه بعدم التعرض له ولأسرته. ومنذ تولي كيم جونغ أون، الحكم في نهاية 2011 في كوريا الشمالية، تزايد الإعلان عن عمليات تطهير وإعدام وفقدان أشخاص بعضها تأكد، في إطار سعيه إلى إحكام قبضته على السلطة في وجه الضغوطات الدولية على برامج بلاده النووية والصاروخية.
مشاركة :