دعت كل من المملكة العربية السعودية ودولة إسرائيل في مؤتمر الأمن في ميونيخ، إلى حملة جديدة ضد إيران مما يؤكد التوافق والإتحاد أمام خطر إرهاب إيران في حين وعد نواب أمريكيون بالسعي لفرض عقوبات جديدة ضد طهران ، وانضمت تركيا إلى الجبهة الفعلية الموحدة ضد طهران ، بينما رفض وزراء من المملكة العربية السعودية وإسرائيل دعوة وزير الخارجية الفارسي الإيراني (محمد جواد ظريف) لدول الخليج العربي العمل مع طهران لتقليل العنف في المنطقة ، ومع أن المملكة العربية السعودية لا تقيم علاقاتٍ ديبلوماسيةٍ مع إسرائيل إلا أن وزراء الجانبين طالبا في مؤتمر الأمن في ميونيخ بمعاقبة طهران على دعمها وتمويلها للإرهاب العالمي وتطوير صواريخ بالستية والتدخل في شؤون الدول الأخرى . وكانت العقوبات الدولية المفروضة على إيران قد رُفعت قبل عام بموجب الإتفاق النووي مع القوى العالمية، لكن الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ قالوا في المؤتمر إنهم سيضغطون لاتخاذ إجراءات أمريكية جديدة لفرض عقوباتٍ جديدة على إيران بسبب قضية الصواريخ وتحركات طهران لزعزعة أمن واستقرار المنطقة ، وأكَّد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير حقيقةً واضحةً جَليَّةً وهي أنَّ طهران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب العالمي والقوة المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط. وأفاد أن المجتمع الدولي يحتاج إلى وضع "خطوط حمراء" واضحة لوقف تصرفات إيران مطالبا بفرض قيود على المعاملات المصرفية والسفر والتجارة لدفع طهران على تغيير تصرفاتها. وفي توافقٍ مع تصريحات الجبير، قال وزير الدفاع الإسرائيلي (أفيجدور ليبرمان) إن هدف إيران هو تقويض دور المملكة العربية السعودية في الشرق الأوسط ودعا إلى حوار مع الدول العربية السنية لهزيمة العناصر الطائفية المتطرفة في المنطقة وقال في تصريحٍ للصحافيين في المؤتمر: (الصراع الحقيقي ليس بين اليهود والمسلمين، ولكن صراع المعتدلين في مواجهة متطرفين) ، كما انتقد وزير الخارجية التركي (مولود تشاووش أوغلو) سياسة إيرانية الفارسية الطائفية الهدفةِ إلى تقويض الأنظمة في مملكة البحرين والمملكة العرية السعودية ودول الخليج العربي مؤكِّداً أن تركيا تعارض تماما أي انقسام ديني أو طائفي. وتسعى حالياً إلى تطبيع وتقويةِ علاقاتها مع دولة إسرائيل) . وهكذا فإنَّ جبهة موحدة ضد إيران تشكلت في مؤتمر ميونخ من أمريكا ودولة إسرائيل وتركيا والمملكة العربية السعودية بهدف فرض عقوباتٍ على إيران والتصدي لإرهابها وتشير تصريحات كل من وزير الأمن الإسرائيلي ( أفيغدور ليبرمان) ووزير الخارجية السعودي (عادل الجبير) ووزير الخارجية التركي (مولود أوغلو) إلى تنسيق متزايد بين الأطراف في عهد الرئيس الأمريكي الجديد (دونالد ترامب) وتأكيدٍ لتصريحات الرئيس الأمريكي ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية المعتدلة وإحياءٍ لمحور الإعتدال العربي ، وكان نتنياهو قد وصف العلاقات الإسرائيلية مع بعض الدول العربية، قائلاً : (إنه للمرة الأولى في حياتي، وللمرة الأولى في تاريخ دولة إسرائيل هناك دول عربية في المنطقة ترى في أنفسها شركاء لنا، وليس أعداءً، وأنا مؤمن بأن هذا التغيير سيؤدي لتعزيز الأمن وتحقيق السلام) . لقد كان وزير الأمن الإسرائيلي (ليبرمان) أول من طرح السلام الإقليمي مع الدول العربية المعتدلة عن طريق عقد مؤتمرٍ إقليمي ، وقال في مؤتمر ميونخ (إن الهدف الأول لإيران هو زعزعة استقرار وأمن المملكة العربية السعودية، وزعزعة الاستقرار بشكلٍ كاملٍ في الشرق الأوسط، ودعا لمحادثات بين دولة إسرائيل والدول السُنية من أجل العمل ضد إرهاب وخطر إيران ، وتابع ليبرمان قائلاً إن الحرس الثوري الفارسي الإيراني هو المنظمة الإرهابية الأولى في العالم، وهو الأكثر وحشيةً، وأن قائده الجنرال قاسم سليماني هو الإرهابي الأول على الصعيد العالمي. وتابع ليبرمان قائلا إنه يجب اتخاذ سياسة حازمة في مواجهة إيران وتشكيل ضغط متناسق عليها من الناحيتين العسكرية والاقتصادية، وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي، التي تم اتخاذها ضدها ) . إن الطموحات النووية الفارسية الإيرانية تتلخص في مواصلة إنتاج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ورغبة إيران في إنتاج صواريخ دقيقة في كل مكانٍ ممكنٍ في الشرق الأوسط: لبنان، سورية، اليمن وأماكن أخرى ، كما أن طهران تعمل كل ما في وسعها من أجل التدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول بهدف قلب أنظمة الحكم فيها، من البحرين واليمن، ولبنان وسورية والعراق والمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت ، وتجدر الإشارة هنا إلى الفكرة التي نادى بها الرئيس الإسرائيلي الأسبق (شيمعون بريس) في العام 1994، وعاد وكررها في العام 2002، ثمّ في العام 2009، أنه "لمواجهة إيران وخطرها وإرهابها علينا أن نتحالف مع السنة العرب والأتراك والباكستانيين . عبدالله الهدلق
مشاركة :